اقتصاد

بريطانيا تصل إلى نقطة المواجهة مع الاتحاد الأوروبي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أبرزت تقارير صحافية حالة الضيق التي تهيمن في تلك الأثناء على كثير من المواطنين الإنكليز نتيجة استمرار تدخل الاتحاد الأوروبي في شؤون بلادهم القانونية وفي قوانين العمل، خاصة وأن ذلك مستمر من جانب مسؤولي الاتحاد منذ سنوات عدة.

كاميرون برفقة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند

أشرف أبوجلالة من القاهرة: ما زاد من حدّة الاحتقان في بريطانيا هو مضي الاتحاد، المكون من 27 دولة، ليتدخل بصورة واسعة النطاق حتى في أمور لم يكن يتخيلها كثيرون، باقتراحه أخيراً قواعد لعموم القارة سوف تمنع أصحاب الدراجات البخارية من إصلاح دراجاتهم بأنفسهم، وهي الخطوة التي أثارت غضب عشرات الآلاف من قائدي الدراجات الإنكليز، وأضحت أحدث مثال في لندن على السلطة القارية التي تعيث في الأرض فساداً.

وهي مشاعر الضيق التي عبّر عنها المهندس والنائب في البرلمان البريطاني، ستيف بيكر، الذي انضم إلى قائمة متزايدة من الساسة الساخطين الذين يكثفون ضغوطهم على رئيس الوزراء، دافيد كاميرون، لإجراء استفتاء وطني على نظرية، لم تكن مطروحة للنقاش في البلاد من قبل، وهي المتعلقة بإمكانية مغادرة الاتحاد الأوروبي.

نقلت في هذا الصدد صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن بيكر، وهو واحد من 100 نائب محافظ يطالبون بإجراء استفتاء، قوله: "نحن نتعامل مع طغيان الحضانة، دولة أوروبا المربية المثيرة للشفقة، التي تريد أن تخبرنا الآن بالطريقة التي يمكننا من خلالها أن نعدل أو لا نعدل دراجاتنا البخارية. ووصلت بريطانيا الآن إلى النقطة التي لا يريد أحد تقريباً استمرار الأمور فيها بهذا الشكل، والتواصل بشكل أقل مع أوروبا".

لإنقاذ حلم أوروبا الموحدة في وجه أزمة الديون المدمرة، يسعى القادة على الجانب الآخر من بحر المانش إلى التنازل عن السيادة على بنوكهم، وبدأوا يتحدثون كذلك عن إمكانية انتخاب رئيس للمنطقة. لكن الوقت الذي تفكر فيه المنطقة في اتخاذ خطوات فاعلة نحو التكامل، بدأت تعم حالة من عدم الارتياح بين جموع الناس.

وهو ما يتضح بصورة كبيرة في بريطانيا، أكثر من غيرها من باقي الدول، خاصة بعد سحب اسمها من مجموعة من مبادرات التكامل المقترحة واحتمالية أن تتسبب معارضتها بوضع عراقيل عدة أمام بقية دول القارة، في وقت تسعى فيه إلى صياغة مستقبل مشترك.

وفي الوقت الذي سارت فيه بريطانيا خلال السنوات الماضية على نهج حذر تجاه ما يدور في بقية دول القارة من أحداث، أظهرت استطلاعات رأي حديثة أن واحداً تقريباً من بين كل اثنين من المواطنين البريطانيين يريد الخروج من الاتحاد الأوروبي.

ومع تزايد حدة الغضب الشعبي، بدا واضحاً أن كاميرون فتح الباب أمام إجراء استفتاء في الشهر الماضي. لكنه سعى أيضاً إلى مقاومة الضغوط لتحديد موعد لذلك على وجه السرعة، وهو الأمر الذي قال عنه مراقبون إنه قد يكون من الصعب عليه بشكل متزايد أن يتفاداه خلال الأشهر المقبلة، بحسب ما أوردت عنهم الصحيفة في هذا الصدد.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف