اقتصاد

الطلب المتزايد على سلع رمضان في المغرب يخلق "بورصة" خاصة بها

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تشهد الأسواق التجارية في المغرب حالة نشاط ملحوظ استعدادًا لاستقبال شهر رمضان المبارك. ورغم أن أسرًا ما زالت تقضي عطلتها الصيفية في المدن الساحلية، إلا أن الإقبال على الأسواق الكبرى، والمحال، وأسواق الجملة للفواكه والخضر، في تزايد ملحوظ، ويتوقع أن يصل إلى أوجه في الـ 48 ساعة المقبلة.

استعدادات رمضان في محال حلويات في المغرب

أيمن بن التهامي من الرباط: أدى هذا الطلب المتزايد إلى رفع أسعار عدد من المواد الغذائية، خاصة تلك الأكثر استهلاكًا في الشهر الفضيل، الذي ينتظر أن تشهد فيه الأسواق الوطنية تموينًا كافيًا، حسب ما أكد بلاغ لوزارة الزراعة والصيد البحري.

يقول سعيد الفضل، موظف، "قلّصت من مدة عطلتي الصيفية، وعدت منذ حوالى 5 أيام، بهدف التبضع وتزويد المنزل بكل ما نحتاجه في شهر الصيام، خاصة المواد الأساسية"، مشيرًا إلى أن "الأسعار ترتفع أكثر فأكثر في الأسبوع الأول من رمضان".

وأضاف سعيد الفضل، في تصريح لـ "إيلاف"، "رغم أن العرض أكثر من الطلب، إلا أن الأسعار ترتفع بشكل صاروخي في رمضان"، موضحًا أن "بعض الأسر تجد نفسها ملزمة باقتناء ما تحتاجه باكرًا، حتى لا تسقط فريسة المضاربين خلال شهر الصيام".

من جهته، قال هشام الطيبي، موظف في القطاع الخاص، إنه يفضّل الانتظار حتى دخول رمضان، على أن يذوق مرارة الاكتظاظ الشديد في الأسواق"، مبرزًا أن "المستهلكين هم من يرفعون ثمن المواد الغذائية بطريقتهم الهستيرية في الشراء، في الأيام الأخيرة التي تسبق رمضان".

وقال هشام الطيبي، في تصريح لـ "إيلاف"، إنه سيقتني ما يحتاجه على فترات، وحسب ظروفه، ولن يعمد إلى شراء "مؤونة الشهر"، كما تفعل نسبة لا بأس بها من الأسر.

من جانبه، أشار محمد بنقدور رئيس فيدرالية جمعيات حماية المستهلك في المغرب، إلى أنه، ورغم تصريحات الوزارة المكلفة بالقطاع، التي تشير إلى أن هناك وفرة للمواد الأساسية بما يفوق الطلب، إلا أننا لاحظنا أن مجموعة من الارتفاعات بدأت تظهر في عدد من المواد".

أرجع محمد بنقدور، في تصريح لـ "إيلاف"، ذلك إلى عاملين أساسيين، الأول يتمثل في "تدخل المضاربين والوسطاء، الذين يستغلون أية فرصة لإقدام المواطنين على المنتوجات، فيقومون بشرائها من السوق، ثم احتكارها، في انتظار أن تفقد من السوق، ويرتفع ثمنها، قبل أن يشرعوا في تزويد السوق بها، بوساطة استعمال طريقة ما يسمّى نقطة بنقطة، حتى يتحكموا في أثمنتها".

أما العامل الثاني، يشرح رئيس فيدرالية جمعيات حماية المستهلك في المغرب، فيتجلى في "جشع المستهلكين، إذ إنه ليست لدينا ثقافة استهلاكية موازية، بحيث إنه في الأسبوع الأول الذي يسبق رمضان والأسبوع الذي يليه، يكون هناك اقتناء للمواد بوفرة، لدرجة تفوق الاستهلاك، بسبب التخوف من فقدان المنتوحات في السوق. و"هذه المسألة تعودناها في كل السنوات، وبالتالي يكون هناك إقبال واقتناء للمواد أكثر من استهلاكها".

وأضاف محمد بنقدور "في الأيام العادية نستهلك ثلاث وجبات، في حين أنه في رمضان تكون هناك وجبتان فقط، ما يعني أن الاستهلاك يجب أن يقل إلى الثلث. لكن العكس يحدث، إذ إن الاستهلاك يتضاعف مرتين، بالمقارنة مع أيام الإفطار"، موضحًا أنه "هنا يدخل دور جمعيات حماية المستهلك، من خلال التوعية، كما إن هناك دورًا أساسيًا يجب أن تلعبه المجالس العلمية من خلال المنابر، التي يجب أن توجّه خطابًا عقائديًا ودينيًا لإقناع الناس بالاستهلاك السليم". يشار إلى أن عددًا من الأسر يلجأ إلى مؤسسات البنكية بهدف الحصول على قروض لمواجهة مصاريف شهر رمضان.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف