حكومة غزة تهدد بعدم تسلم الوقود القطري من مصر.. والقاهرة تستنكر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
هددت الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة بعدم تسلم دفعات الوقود القطري، المخزّن في ميناء السويس المصري، في حال استمرت السلطات المصرية في "عرقلة إدخاله" إلى غزة، بحسب مسؤول في حكومة حماس.
القاهرة: استنكر وزير البترول المصري عبدالله غراب اليوم ما نقل عن مصدر مسؤول في حكومة غزة من أن جهات تنفيذية في الحكومة المصرية تعرقل وصول الغاز القطري إلى غزة. وقال الوزير في تصريحات خاصة لوكالة "الاناضول" للانباء ان حكومته "تعمل مع غزة على أنها جزء من مصر لا دولة منفصلة".
وأكد وزير البترول المصري أن "الحكومة المصرية لم تتلقي أي اتصالاً رسمياً أو أية شكاوي في هذا الشأن، وأن قنوات الاتصالات مفتوحة بين الهيئة العامة للبترول وبين حكومة غزة". واضاف الوزير المصري أن كل ما يثار عن تعمد مصر عرقلة وصول الغاز القطري إلى غزة "كلام عام ومرسل واتهام غير مقبول"، مشدداً على أن مصر دولة تحترم اتفاقياتها والتزاماتها.
وأكد الوزير المصريً أنه التقى مسؤول الطاقة في حكومة غزة لأكثر من ثلاث مرات خلال الأشهر القليلة الماضية، وأن مصر تعهدت بتقديم كل المساعدات لغزة، سواء عن طريق توصيل الكهرباء إلى القطاع بالمجان، أو عن طريق نقل الوقود القطري إلى غزة، وذلك رغم الظروف الاقتصادية والسياسية التي تمر بها مصر. وقال وزير البترول إن "موقف مصر يستوجب التقدير من الجانب الغزاوي، وليس اللوم".
واستنكر غراب أن يبادر مسؤول في حكومة غزة بعرض أزمة دولية من خلال وسائل الإعلام قبل عرضها علي الجانب المصري، وقال "كان لابد على الجهات المضارة رفع شكوى رسمية من خلال الجهات التنفيذية إذا كانت هناك مشكلة أو أزمة، ولا يصح أن أتعرف إلى أزماتنا مع غزة عن طريق الإعلام".
وكان الرئيس المصري محمد مرسي استقبل أمس الخميس وفدًا رفيع المستوى من حماس برئاسة خالد مشعل، رئيس مكتبها السياسي، في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الحركة.
وقال المصدر، في بيان صادر من وزارة الخارجية والتخطيط،" إنّ استمرار السلطات المصرية في تعمد تأخير نقل الوقود الذي تبرعت به دولة قطر لمحطة توليد الكهرباء في غزة، سيدفع الحكومة إلى وقف استلامه إلى حين ضمان وصوله بالكميات المطلوبة".
وأضاف أن قطاع غزة "لم يستفد بتاتًا" من الوقود القطري منذ دخوله القطاع في السابع من شهر يونيو/حزيران الماضي في تحسين كمية الكهرباء لأن الكميات التي تصل "قليلة جدًا".
واتهم المصدر، الذي لم يكشف عن هويته، "جهات تنفيذية في مصر تتعمد عرقلة وصول الوقود القطري إلى قطاع غزة"، ولم يحدد تلك الجهات.
وكانت قطر قد تبرّعت في شهر أبريل/ نيسان الماضي، بكمية كبيرة من الوقود الصناعي، تقدر بنحو 30 مليون لتر، لكن عقبات كبيرة واجهت نقل الوقود إلى غزة، إلى أن سمحت السلطات الإسرائيلية في 7 يونيو/حزيران الماضي بضخّه إلى القطاع. ويعاني قطاع غزة من أزمة كهرباء خانقة، بسبب عدم توافر الوقود الكافي لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة.
كما حذّر المسؤول من وجود "كميات مفقودة" من الوقود، تستدعي فتح تحقيق عاجل، حيث قال: إن "أرقام كميات الوقود التي تصل إلى الجانب الإسرائيلي لا تتطابق مع الكميات المنصوص عليها في الأوراق لدى الجانب المصري، مما يثبت أن هناك الكثير من الكميات المفقودة، والتي تحتاج تحقيقًا بشكل جدي".
وأوضح أن الوقود يصل متأخرًا بشكل يومي إلى معبر العوجة بين مصر وإسرائيل، رغم عدم وجود أي معوقات تمنع وصوله في الوقت المناسب، وهو ما يتسبب في تعطيل العمل لدى المعبر الإسرائيلي، والذي لا يستقبل الشاحنات التي تصل متأخرة عن موعدها.
وأضاف أن "الكميات التي تصل ضئيلة جدًا، ومخالفة لما تم التوافق عليه مع كل الأطراف، وهذه سياسة أصبحت ثابتة لدى الجهات المصرية التنفيذية".
وشرح المصدر مفصّلاً بالقول: "في كل مرة يتم إرسال نصف أو أقل من الكمية المتفق عليها، وفي بعض الأحيان لا تصل أي كميات تذكر، رغم أنه لا يوجد أي مانع من إرسال عشر شاحنات تحمل نصف مليون لتر يوميًا، تمثل حاجة القطاع من الوقود القطري، ومع ذلك يصلنا يوميًا معدل أربع شاحنات فقط".
وأكمل قائلاً: "سمعنا الكثير من القصص، والروايات التي تؤكد أن هناك عملية تلاعب مصرية واضحة وسياسة يومية، تتعمد عدم وصول الوقود إلى القطاع في الوقت المناسب وبالكميات المطلوبة". وتفرض إسرائيل حصارًا خانقًا على قطاع غزة جوًا وبحرًا وبرًا، عقب سيطرة حركة حماس على قطاع غزة قبل 5 سنوات.