اقتصاد

فرنسا تراهن على السيارات "النظيفة" بعد صدمة بيجو سيتروين

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
باريس: كشفت الحكومة الفرنسية الاشتراكية التي تواجه اول اختبار هام لها مع اعادة هيكلة قاسية لدى مجموعة بيجو سيتروين، الاربعاء خطة لمساعدة القطاع تشجع صناعة السيارات "النظيفة" مقابل التزامات بشأن الانتاج في فرنسا. واكد رئيس الوزراء جان مارك ايرولت ان الخطة "تندرج بتصميم كبير جدا في اطار النهوض بقطاع السيارات"، في وقت اعلنت اول مجموعة فرنسية لصناعة السيارات الغاء ثمانية الاف وظيفة وخسائر مالية فادحة. ولدعم هذا القطاع تعتزم الحكومة تشجيع صناعة السيارات الكهربائية التي تراعي البيئة من خلال تحفيزات تتراوح بما بين خمسة وسبعة الاف يورو وكذلك السيارات الهجينة بما بين الفين واربعة الاف يورو، لكن هذه الحوافز ستكون مشروطة بعدم تغيير اسعار البيع في وقت تدنت فيه مبيعات السيارات في فرنسا. كما تنوي ايضا اعطاء تسهيلات تمويل لشركات التجهيز والتصنيع التي تعاني من صعوبات مع انخفاض مبيعات السيارات في اوروبا عموما، واعادة توجيه الاستثمارات نحو الابحاث والتنمية. وفي مقابل مساعدتها ستطلب الحكومة من مصنعي السيارات "تثبيت مواقع الانتاج" كما شدد وزير تشجيع الانتاج ارنو مونتبور. كذلك ستطلب باريس وضع اتفاق التبادل الحر بين الاتحاد الاوروبي وكوريا تحت المراقبة اذ ندد مونتيبور ب"اعمال منافسة غير شريفة" لشركات صناعة السيارات الكورية الجنوبية. وفي اطار سياسة الدفاع عن شعار "صنع في فرنسا"، اقنع مونتبور ايضا المخرجين السينمائيين سيدريك كابيش ولوك بيسون باخراج "اعلانات دعائية لصناعة السيارات الفرنسية". وبعد شهرين من تسلمها السلطة تسعى الحكومة الفرنسية لتجنيب القطاع برمته كارثة بعد الاعلان الذي اثار الصدمة عن خطة لالغاء ثمانية الاف وظيفة لدى مجموعة بيجو سيتروين مع اغلاق مصنع اولني-سو-بوا القريب من باريس في 2014. واثار هذا الاعلان غضب السلطة التنفيذية الجديدة واعتبر فرنسوا هولاند ان خطة اعادة الهيكلة "غير مقبولة بصيغتها الحالية" وهاجم ارنو مونتبور بحدة مسؤولي المجموعة ومساهمها الرئيسي اسرة بيجو. ونددت المعارضة اليمينية بهذه الانتقادات واعتبرت الاربعاء الخطة الحكومية مخيبة للامال لانها "لا تتصدى للموضوع الحقيقي (وهو) خفض كلفة العمل" بحسب وزيرة الميزانية السابقة فاليري بيكريس. واعتبر الخبير الالماني في قطاع السيارات فرديناند دودنهوفر ان الخطة الفرنسية "تافهة" فهي "كما لو اننا نحاول اطفاء حريق هائل بكأس ماء". ومع اصراره على عدم العودة عن قرار الغاء الوظائف قال رئيس مجلس ادارة مجموعة بيجو سيتروين فيليبب فاران ان السلطات العامة "اصغت اليه" بشأن الصعوبات التي تمر بها المجموعة. واعلنت المجموعة انها تكبدت خسائر بقيمة 819 مليون يورو في النصف الاول من هذا العام، فاقت الى حد كبير كل التوقعات. لكن سهم المجموعة خسر 2,05% عند الساعة 14,30 ت غ في سوق راكدة. وفضلا عن الغاء الوظائف في فرنسا التي تمثل نحو 600 مليون ستخفض مجموعة بيجو سيتروين ايضا استثماراتها ب550 مليون يورو. وستأتي 350 مليون اضافي من "تحسين تكاليف الانتاج" بفضل تحالف مبرم هذه السنة مع الشركة الاميركية جنرال موتورز. وقد تظاهر مئات الموظفين امام المقر الباريسي للمجموعة وهم يرفعون لافتة كتب عليها "لا لاغلاق (مصنع) بيجو سيتروين في اولني). وطلب ممثلو الموظفين اثناء انعقاد لجنة مركزية للمؤسسة الاربعاء بتعيين خبير محاسبة لدراسة مالية المجموعة، ما يسمح بتأجيل تنفيذ خطة الغاء الوظائف. وقال جان بيار ميرسيه مندوب نقابة اتحاد العمل العام "انها نقطة صغيرة لكن ما من خطوات صغيرة في الحرب الطويلة التي سنخوضها"، مشددا على انه "ليس على العاملين في المجموعة ان يدفعوا الثمن".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف