اسرائيل تعلن سلسلة اجراءات تقشفية بعد سنوات من الازدهار
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
القدس:تعلن الحكومة الاسرائيلية التي عبرت مرارا عن فخرها بانها جنبت سكانها مصير شعبي اسبانيا واليونان عن سلسلة من الاجراءات التقشفية التي ستؤثر على الطبقات الدنيا.
وتهدف هذه الاجراءات الى سد جزء من العجز في الموازنة الذي بلغ اربعة بالمئة من اجمالي الناتج القومي، اي اكثر بمرتين مما كان متوقعا لهذا العام.واعلن ليل الاربعاء الخميس بالفعل عن زيادة الضرائب على التبغ والبيرة.
وستكون الزيادة في اسعار علب السجائر بحسب انواعها ما بين 2,4 و2,9 شيكل اسرائيلي (0,60-0,72 دولار) بينما زادت الضريبة على لتر البيرة من 2,18 شيكل (0,54 دولار) الى 4,19 شيكل (1,09 دولار).وبحسب وسائل الاعلام الاسرائيلية ستعلن حكومة بنيامين نتانياهو الاثنين اجراءات اخرى مثل رفع معدل ضريبة القيمة المضافة نقطة واحدة لتصبح 17 بالمئة وزيادة قدرها 2 بالمئة على ضريبة الدخل للاسر الغنية.كما تتضمن الاجراءات اقتطاعات تصل الى 175 مليون دولار في كل الوزارات باستثناء الدفاع والتعليم والشؤون الاجتماعية.
وقال متحدث باسم نتانياهو للاذاعة الاسرائيلية العامة الخميس ان الاجراءات المتوقعة سترفع العبء الضريبي في كل بيت في اسرائيل بمقدار 1,470 شيكل (425 دولار).ويعد وزير المالية يوفال ستاينتز لزيادات اخرى في الضرائب في 2013.
وقال نتانياهو مبررا الخطة التقشفية "لكل شىء ثمن" مشيرا الى انه على الحكومة زيادة النفقات لتمويل رعاية الاطفال المجانية ابتداء من سن الثلاث سنوات وبناء سياج مع مصر لمنع تسلل المهاجرين الافارقة غير الشرعيين والحصول "على اسلحة جديدة وانظمة دفاعية لمواجهة التهديدات الجديدة".
واوضح نتانياهو انه سيتم مضاعفة ميزانية الدفاع بسبب "التغييرات في المنطقة" وخصوصا في سوريا.وتراجعت عائدات الضرائب مع النفقات المتزايدة بسبب تباطؤ النمو الذي بلغ 3,1 بالمئة هذا العام مقابل 4,7 بالمئة العام الماضي.واضاف نتانياهو ان "الذين يقولون اننا نستطيع الصرف ببذخ (...) يعرضون دولة اسرائيل للخطر. قد يدفع ذلك بنا الى مشارف الافلاس كما هو الحال في الاقتصادات الاوروبية".
ويتخوف المسؤولون الاسرائيليون ايضا من قيام وكالات التصنيف العالمية بتخفيض التصنيف الائتماني لاسرائيل بعد ان كانت في وضع جيد لسنوات.وكانت الدولة العبرية تجنبت بشكل فعال ازمة الرهن العقاري عام 2008 بالاضافة الى بداية الازمة الحالية في منطقة اليورو.وقال مدير عام مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي هاريل لوكير "لضمان الاستقرار علينا اتخاذ اجراءات غير شعبية".
وانتقدت المعارضة الاسرائيلية ونقابة العمال (الهستدروت) وقادة حركة الاحتجاج الاجتماعي التي عصفت باسرائيل الصيف الماضي هذه الاجراءات بسبب عدم عدالتها. وتعرضت هذه الاجراءات للانتقادات ايضا ضمن الائتلاف الحاكم حيث نددت عدة احزاب متطرفة ودينية الطابع "المعادي للشعب" في خطة نتانياهو لعام 2013 وهو عام انتخابي.
وستؤثر الزيادة في ضريبة القيمة المضافة على كل الاسرائيليين خاصة الاكثر فقرا. وتحدث اوديد شاحار المعلق الاقتصادي في التلفزيون الاسرائيلي عن "سرقة في وضح النهار" بينما راى سيفير بلوكر من صحيفة يديعوت احرونوت انه "لا يجب القاء اللوم على الازمة في اوروبا لتفسير مضاعفة ضريبة القيمة المضافة بل على الحكومة".
وتعرض نتانياهو ايضا لانتقادات بسبب نيته تقديم تسهيلات كبيرة للشركات الاسرائيلية والمتعددة الجنسيات تتمثل بتخفيض الضرائب على الاموال المكتسبة في اسرائيل والتي سيتم تحويلها الى الخارج من 25 بالمئة الى 12 بالمئة. وبررت وزارة المالية هذا التخفيض بالقول انه سيشجع الشركات متعددة الجنسيات على نقل اموالها الى الخارج بدلا من تركها "نائمة" في البنوك الاسرائيلية الامر الذي لا يعود بالنفع على دافع الضرائب.
من جهته برر نتانياهو في بيان الخميس الاجراءات.وقال "حتى بعد الاجراءات التي سنتخذها سيبقى لدى العائلات في اسرائيل -- من الطبقة الوسطى والمحرومة --اموال اكثر في جيوبها" نظرا لاجراءات تتضمن التعليم المجاني منذ سن ثلاثة اعوام ومنافع ضريبية للعائلات العاملة ورعاية الاسنان المجانية للاطفال.