قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
جوهانسبورغ: يعتبر البنك الدولي في تقرير نشر هذا الاسبوع ان ظاهرة عدم المساواة تهدد اللحمة الاجتماعية في جنوب افريقيا حيث يواجه الاطفال المولودون وسط عائلات فقيرة وخصوصا من السود خطر عدم الخروج مطلقا من دائرة الفقر. ففي هذه الدراسة يشير البنك الدولي الى ان جنس الطفل وعرقه يحددان الى جانب نقص التعليم جزءا كبيرا من فرص نجاحه في الحياة حتى بعد ثماني عشرة سنة من انتهاء نظام الفصل العنصري. ولفتت الدراسة الى "ان جنوب افريقيا التي تعتبر اول اقتصاد في القارة، والبلد الافريقي الوحيد العضو في مجموعة العشرين، تظهر مستويات مرتفعة بشكل ملفت من التفاوت (الاجتماعي) والتهميش في بلد ذي مداخيل متوسطة وعالية". وبالرغم من ان جنوب افريقيا انجزت تقدما كبيرا في تحولها الاقتصادي مع بروز احدى الطبقات المتوسطة السوداء الاكثر دينامية في القارة، فان مستويات الفقر والبطالة تبقى مرتفعة بشكل خطير خصوصا خارج المراكز المدينية. وغالبا ما تقارن جنوب افريقيا بالبرازيل التي تسجل ايضا فارقا هائلا في المداخيل. لكن في حين قلص البرازيليون هذا الفارق خلال السنوات العشر الاخيرة، فان الهوة ما زالت اعمق من اي وقت مضى في جنوب افريقيا. فهناك 10% من الجنوب افريقيين الاكثر ثراء تتركز في ايديهم 58% من مداخيل البلاد، فيما يتقاسم ال10% الاكثر فقرا 0,5% من هذه المداخيل كما يؤكد البنك الدولي. ويعيش نصف السكان في جنوب افريقيا باقل من 8% من عائدات البلاد. وترى مؤسسة بريتون وودز ان جنوب افريقيا ستلقى صعوبة في النهوض باقتصادها حتى يتم توزيع ثرواتها بشكل اكثر انصافا. فلون البشرة ما زال معيارا لعدم المساواة بحسب التقرير اذ ان القسم الاكبر من البيض في منأى عن الصعوبات الاقتصادية بفضل امتيازاتهم الموروثة من نظام الفصل العنصري. وقال سانديب مهاجان المشرف على التقرير انه "بمعزل عن الظروف المعيشية في الوسط الحضري في جنوب افريقيا فليس من الصعب جدا رؤية الوضع المتدهور في مدن السود الفقيرة و+هوملاند+ السابقة" اي المناطق الريفية التي كان نظام الفصل العنصري يخصصها للسكان السود. واضاف "ان اي طفل جنوب افريقي (غير ابيض) لا يكفي ان يعمل بشكل اقسى لتجاوز الصعوبات المرتبطة بولادته فحسب بل ان هذه (الصعوبات) تعود لتظهر بعد ذلك عندما يبدأ بالبحث عن عمل عند بلوغه سن الرشد". ولفت التقرير الى ان النمو الاقتصادي الذي يبقى متواضعا اذ يبلغ متوسطه السنوي 3,2 % منذ 1995، "غير كاف لامتصاص موجة الواصلين الجدد الى سوق العمل، بعد تفكيك حواجز الفصل العنصري". وتجاوز معدل البطالة الرسمي ال25% في جنوب افريقيا، والغالبية العظمى من العاطلين عن العمل هم من السود الذين يشكلون حوالى 80% من التعداد السكاني. ويعتبر المحلل اندرو ليفي ان المشكلة ليست "حكرا على جنوب افريقيا". واشار الى "ان التاريخ اظهر ان المجتمعات التي نشأت من اي نوع من انظمة الحكم الظالمة لديها مشاكل كبيرة ناجمة عن عدم المساواة". لكنه اضاف ان الحكومة الجديدة "كان من الممكن ان تقوم بعمل افضل". والنظام التعليمي هو المتهم الاكبر. ولاحظ البنك الدولي ان الاطفال السود في المناطق الريفية الذين لا يحمل اهاليهم دبلوما معرضون اكثر من غيرهم لعدم انهاء دراستهم او عدم الحصول على الرعاية الصحية. فهؤلاء السكان هم مهمشون بكل معنى الكلمة. وعلى اطفال بعض مناطق البلاد ان يتعلموا تحت الاشجار فضلا عن ان عشرات الاف منهم لا يحظون بكتب مدرسية حتى وان كان التعليم يحتل اهم موقع في ميزانية الدولة. ويشدد الخبير الاقتصادي عازار جمين على ان "الطريقة الوحيدة لعكس اتجاه عدم المساواة هو الاستثمار في التعليم".