اقتصاد

فنزويلا تنعزل بإنسحابها من المؤسسات الدولية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
كراكاس: يرى محللون ان فنزويلا التي انسحبت مؤخرا من "سيادي" هيئة تحكيم البنك الدولي ومن مفوضية ومحكمة الدول الاميركية لحقوق الانسان، تتجه نحو الانعزال على الساحة الدولية. واوضح الباحث في العلاقات الدولية خوان فرانثيسكو كونتريراس لفرانس برس ان "الحكومة سعت الى سحب فنزويلا من هيئات دولية ما يضعها في موقف غير سليم وذلك بداية بانسحابها من مجموعة دول الانديز (في 2011) ووصولا الى انسحابها مؤخرا من "سيادي" واليوم تهدد بالانسحاب من منظومة الدول الاميركية لحقوق الانسان". واضاف كونتريراس ان "ذلك يبعث رسائل تحذير الى المجتمع الدولي الذي تبتعد عنه فنزويلا اكثر فاكثر بسبب قلة شفافيتها ما يضر بمواطنيها الذين يفقدون امكانية اللجوء الى تلك الهيئات لاحقاق حقوقهم كما يضر بالتنمية الاقتصادية بسبب تراجع الاستثمارات الاجنبية". واعلن الرئيس هوغو تشافيز الاسبوع الماضي انه سيسحب بلاده من محكمة الدول الاميركية لحقوق الانسان بعد ان اتهمت هذه المحكمة الدولة الفنزويلية ب"معاملة غير انسانية" بحق راوول دياس بينيا الذي قضى ست سنوات في السجن لانه شارك سنة 2003 في هجمات على بعثتي اسبانيا وكولومبيا الدبلوماسيتين. وفي اليوم التالي دخل حيز التنفيذ الانسحاب من "سيادي" وهي هيئة تحكيم النزاعات الاقتصادية للبنك الدولي والتي تنظر في نحو عشرين قضية نزاع فنزويلا حاليا طرف فيها وتدور خصوصا حول تاميم اصول شركات اجنبية. وفي هذا الشان بررت الحكومة قرارها بحجة ان الهيئة غالبا ما تبت لصالح الشركات المتعددة الجنسيات. واكد وزير الخارجية نيكولا مادورو الخميس ان السلطات ستطعن قريبا في معاهدة الدول الاميركية حول حقوق الانسان وستنسحب من المحكمة ومفوضية الدول الاميركية لحقوق الانسان الهيئة التابعة لمنظمة الدول الاميركية. غير ان مادورو اكد ان بلاده لن تنسحب من منظمة الدول الاميركية (التي تضم كل دول القارة باستثناء كوبا) رغم ان الانسحاب من مفوضية الدول الاميركية لحقوق الانسان التي تتخذ من واشنطن مقرا لها، يؤدي مبدئيا الى الانسحاب من المنظمة. وقال روميرو الاستاذ في جامعة فنزويلا المركزية "يكفي للخروج من محكمة حقوق الانسان الطعن في المعاهدة الاميركية (...) لكن الانسحاب من مفوضية الدول الاميركية لحقوق الانسان يقتضي الانسحاب من منظمة الدول الاميركية" مؤكدا ان "المشكلة هي انه في الحالتين ستنتهك الحكومة الدستور المصادق عليه في 1999 مع بداية الولاية الاولى لتشافيز الذي اعترف بكل المعاهدات المتصلة بحقوق الانسان". ولتبرير تهديده اكد الرئيس ان الهيئتين "تدعمان الارهاب" لانهما اعترفتا بالحكومة المنبثقة عن الانقلاب الفاشل ضده في 2002. وقال كونتريراس ان رغم كل ذلك "تتحدث فنزويلا كثيرا عن الاندماج الاقليمي في حين تعتمد العزلة" غير انها ستنضم الى مركوسور (السوق المشتركة بين الارجنتين والبرازيل والبرغواي (المعلقة عضويتها حاليا) واليوروغواي بعد انتظار دام ست سنوات. ولخصت الباحثة الدولية ماريا تيريسا روميرو الاستاذة في جامعة فنزويلا المركزية بالقول ان "تشافيز يريد تغيير مؤسسات العالم كما فعل مع مؤسسات فنزويلا ويعتبر عائقا تلك التي تعارض الدولة او يمكن ان يلجا اليها المعارضون او الشركات الاجنبية".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف