اقتصاد

المقاصد أكبر مستشفى فلسطيني في القدس مهدد بالإغلاق

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يعاني مستشفى المقاصد الخيري في مدينة القدس الشرقية أزمة اقتصادية خانقة تهدد بإغلاقه، وحرمت موظفيه من الرواتب لشهرين، وأدت إلى نقص في معدات العمل فيه، ما دفع العاملين إلى بدء إضراب مفتوح منذ مطلع الأسبوع الجاري.

عاملون في مستشفى المقاصد الفلسطيني يبدأون إضرابًا مفتوحًا

القدس: قال رئيس نقابة العاملين علي الحسيني لوكالة فرانس برس إن "الأطباء والعاملين في المستشفى نفذوا الإضراب بسبب الضائقة المالية التي يعيشونها لعدم تلقيهم رواتبهم لشهرين متتالين". وأشار إلى "حلول رمضان ومصاريفه يليه العيد وافتتاح المدارس والجامعات لأولادهم". وأضاف "لا أفهم أن يقال أزمة مالية عند السلطة. أفهم أن هناك تخطيطًا وأولويات للأزمة المالية".

على بوابة المستشفى، الذي يعمل فيه 750 شخصًا، رفع موظفو المقاصد المضربون منذ أيام عدة لافتات كتب عليها "المقاصد في عيون وقلوب موظفيه، فحافظوا على حقوق ومطالب عامليه".

المستشفى، الذي يضم 250 سريرًا، بينها 70 للإنعاش، تابع لجمعية المقاصد الخيرية في القدس. وقد تأسس في 1968، ويعدّ من أكبر مستشفيات القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، وأحد أهم المؤسسات الوطنية الفلسطينية في مدينة القدس المحتلة.

يضم المستشفى كلية للتمريض، وتتبع له سبعة مستوصفات في قرى وبلدات القدس، ويعتمد في تمويله على التبرعات المالية وعلى سداد نفقات التحويلات المرضية من السلطة الفلسطينية والمستشفيات الخاصة في الضفة الغربية. ويقع المستشفى على جبل الزيتون، الذي يطل على المسجد الأقصى وقبة الصخرة والبلدة القديمة. وهو مستشفى تعليمي تخصصي. وقد عالج عددًا من الإصابات البالغة خلال الانتفاضتين الأولى والثانية، ويضم 250 سريرًا، منها 70 سريرًا لوحدات الإنعاش.

وقال الحسيني إن "المقاصد يخدم نحو 90 بالمئة من مرضى الضفة الغربية وقطاع غزة"، مؤكدًا أنه "في هذا الإضراب نعالج فقط الحالات الطارئة والعمليات الضرورية للمرضى". وعزا الحسيني "الأزمة المالية للمستشفى" إلى "عدم تسديد السلطة الفلسطينية ديونها"، مشيرًا إلى أن "حالة التأخير في الرواتب بدأت تتكرر منذ أكثر من عام ونصف عام".

وبعدما أكد أن "الراتب حق، وليس استحقاقًا"، قال الحسيني إن "إضرابنا هذا موجّه إلى من يهمه أمر القدس وعروبتها، ولمن يهمه تواجد مؤسسات وطنية فيها، سواء السلطة الفلسطينية أو الدول العربية". وللمرة الأولى، يضرب الجراحون في المستشفى. وقال الطبيب خالد مصاروة إن "المستشفى على حافة انهيار حقيقي"، مشيرًا إلى "نقص في المعدات وحتى خيطان العمليات".

إلا أنه أكد في الوقت نفسه أن هناك "لجنة طوارئ، ونجري عمليات ضرورية، وقد بلغنا أقسام التحويلات في قطاع غزة والضفة الغربية بأننا لا نقوم بعلاج إلا الحالات المستعجلة لأننا ننفذ إضرابًا". من جهته قال مدير مستشفى المقاصد بسام أبو لبدة لفرانس برس إن "المستشفى في شبه حالة عجز مادية بسبب تراكم الديون".

وأضاف إن "ديون السلطة بلغت نحو سبعة ملايين دولار، وهذه ديون مقابل خدمات، وليست منحًا أو هبات، كما هناك نحو مليوني دولار على صناديق المرضى الإسرائيلية". وتابع إن "الوضع الاقتصادي السيء للناس يجعلهم لا يدفعون ديونهم"، مشيرًا إلى "ديون خاصة على المرضى (للمستشفى) تقدر بنحو عشرين مليون دولار".

وقال "لو أن الديون تسدد في وقتها لما كنا وقعنا في أزمات، فنحن لا نعرف كيف نجمع الديون من المرضى"، موضحًا أنهم "يستدينون من المصارف لدفع الفواتير". وتحدث عن ديون مترتبة على المستشفى للمصارف. وأضاف "نحن مديونون للمصارف بنحو خمسة ملايين دولار وللموردين والشركات بنحو عشرة ملايين دولار"، إلى جانب "حوالى خمسة مليون دولار أرنونة (ضريبة عقارية للبلدية الإسرائيلية)، وحوالى 120 ألف دولار لشركة الكهرباء".

مع ذلك شدد أبو لبدة على أن "المقاصد هو مستشفى خيري، وليس مستشفى ربحيًا. فنحن نستقبل 12 ألف حالة إدخال إلى المستشفى سنويًا، ونعالج نحو 240 ألف حالة خارجية، ونجري نحو 500 عملية شهريًا". وتابع "نحن نتفاوض مع السلطة الفلسطينية، ونخشى أن تضع وزارة الصحة الإسرائيلية يدها على المستشفى إذا انهار".

وأشار إلى محاولات للحصول على مساعدات من الدول العربية. وقال "قمنا بجولة على الدول العربية التي تبرعت بأجهزة ومعدات، ونحن في صدد زيارة دولة الكويت الشقيقة".

أما المدير الإداري للمستشفى سليمان تركمان فقال إن المستشفى يعالج مرضى يؤكد قسم البحث الاجتماعي عدم قدرتهم على الدفع، موضحًا أن تسعين بالمئة من فاتورتهم تدفعها السلطة، وهم يتكفلون بعشرة بالمئة فقط.

وأضاف "لكن حتى هذا المبلغ لا يدفعوه". وذكر مثالاً على ذلك "رضيعًا حديث الولادة بقي شهرين (في المستشفى) وكان على والده دفع عشرة بالمئة من قيمة الفاتورة" التي بلغت 35 ألف شيقل (نحو تسعة آلاف دولار). وتابع "لكن الأب قال إنه لا يملك المال، وإذا شئتم أترك الطفل عندكم".

وكان مستشفى المقاصد يتلقى تمويلاً مباشرًا ورئيسًا من دولة الكويت، التي كانت تغطي رواتب الموظفين شهريًا، بما يعادل مئتي ألف دولار في التسعينات، وأربعة ملايين دولار سنويًا لنفقات المستشفى الأخرى من كهرباء وماء، بحسب أحد المسؤولين فيه.

وعندما اختلفت الكويت مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بعيد الاحتلال العراقي لها، استمرت في دعم المستشفى حتى 1997 إلى أن قرر عرفات المساهمة في دعم المقاصد. وقال عرفات حينذاك إن "المقاصد من عيني هذه حتى عيني هذه". وأوضح مصاروة أنه "يتخصص في المستشفى"، مؤكدًا أنه "إذا أغلق فإنه أيضًا ستغلق مدرسة تعليمية لنا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف