اقتصاد

جوبا والخرطوم تتفقان على تقاسم عائدات النفط

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

رحّب الرئيس الأميركي باراك أوباما السبت بالاتفاق النفطي، الذي وقع السبت بين الخرطوم وجوبا، حول رسوم مرور نفط جنوب السودان عبر الأراضي السودانية. وقال أوباما في بيان صادر من البيت الأبيض إن "هذا الاتفاق يفتح الباب أمام ازدهار أكبر لشعبي البلدين".

واشنطن: قال الرئيس الأميركي باراك أوباما تعليقا على توقيع الاتفاق النفطي بين السودانين: "يستحق رئيسا السودان وجنوب السودان التهنئة بهذا الاتفاق وبتوصلهما الى تسوية في شان موضوع بالغ الاهمية كهذا. انني ارحّب بجهود المجتمع الدولي الذي توحد لتشجيع ودعم الطرفين سعيًا الى حل".

واعرب اوباما خصوصًا عن "امتنانه" للجهود التي بذلها الاتحاد الافريقي بقيادة الرئيس السابق لجنوب افريقيا ثابو مبيكي الذي تولى وساطة بين البلدين. وبعد ساعات من زيارة لجوبا قامت بها وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، اعلن مبيكي ليل الجمعة السبت ان البلدين توصلا الى اتفاق حول الملف النفطي. واعلن ايضا ان الإنتاج النفطي في جنوب السودان سيستأنف من دون تحديد جدول زمني.

واوضحت جوبا السبت في بيان انها قبلت بدفع 9.48 دولارات عن كل برميل نفط يصدر عبر السودان، اضافة الى تعويض من دفعة واحدة بقيمة ثلاثة مليارات دولار، معتبرة الاتفاق المبرم مع الخرطوم "جيدًا" للبلاد.

وكشف مبيكي ايضا عن اتفاق بين السودان والاتحاد الافريقي والامم المتحدة والجامعة العربية لايصال المساعدات الانسانية الى ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق في السودان. واشاد اوباما بهذا الاتفاق، داعيًا الى "تطبيقه فورًا لتقديم مساعدة انسانية الى الاشخاص في تلك المناطق".

وقال اوباما "اشجّع الاطراف على الإفادة من الاندفاعة الناتجة من هذا التقدم في محاولة لحل النزاعات المتبقية على الحدود والمسائل الامنية"، لافتا الى ان الولايات المتحدة ستواصل دعم الجهود من اجل "سلام دائم" بين السودانين.

وفي بيان منفصل، اشادت كلينتون بـ"شجاعة قادة جمهورية جنوب السودان في اتخاذ هذا القرار". واضافت الوزيرة الاميركية "كان ينبغي تجاوز هذا المأزق من اجل مصلحة شعب جنوب السودان وتطلعاته الى مستقبل افضل في ظل تحديات اخرى مقبلة".

وتابعت "بالنسبة الى السودان ايضًا، يوفر هذا الاتفاق سبيلاً للخروج من التوتر الاقتصادي الراهن. واذا اتجه السودان الآن ايضا نحو سلام في جنوب كردفان والنيل الازرق ودارفور، واحترم حقوق جميع المواطنين، فسيقدم في شكل مماثل مستقبلا افضل لشعبه".

وكان وسيط الاتحاد الافريقي ثابو مبيكي اعلن ليل الجمعة السبت ان السودان وجنوب السودان توافقا على تقاسم عائدات النفط، لافتا الى انه سيتم استئناف انتاج النفط الخام في جنوب السودان. وقال الرئيس الجنوب افريقي السابق اثر اجتماع لمجلس السلم والامن في الاتحاد الافريقي في اديس ابابا ان "الطرفين توافقا على التفاصيل المالية المتعلقة بالنفط، لقد تم الامر"، من دون ان يكشف عن تفاصيل الاتفاق.

توافق بين السودانين على تقاسم أرباح النفط

واضاف "سيتم ضخ النفط" من دون ان يحدد ايضا موعدا لذلك. وتابع "ما (ينبغي القيام به) بعد ذلك، اثر التوصل الى اتفاق، هو مناقشة المراحل المقبلة، متى ستستعد الشركات النفطية لاستئناف انتاج النفط والتصدير".

وفي زيارة قصيرة إلى جوبا الجمعة، حضت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون جنوب السودان والسودان على القيام بتسويات لمعالجة الخلافات المستمرة منذ اعلان استقلال جنوب السودان في التاسع من تموز/يوليو 2011.

وكادت هذه الخلافات ان تؤدي الى اندلاع حرب بين البلدين الجارين في الربيع الفائت. كذلك، دعت كلينتون جوبا الى التوصل إلى "اتفاق موقت" مع الخرطوم في شأن النفط للسماح باستئناف الانتاج في جنوب السودان بعد توقفه منذ كانون الثاني/يناير.

ويحوي جنوب السودان 75 في المئة من الموارد النفطية للسودان في مرحلة ما قبل التقسيم. لكنه يحتاج انابيب النفط الموجودة في الشمال للتصدير. ولم يتمكن البلدان من التفاهم على قيمة رسوم العبور، ما دفع جوبا الى وقف انتاجها، لان السودان يقتطع جزءا منها في غياب اي اتفاق. ووقف الانتاج هذا حرم الدولة الوليدة من 98 في المئة من مواردها، وادى الى تضخم كبير، فضلا عن تفاقم الوضع الاقتصادي في السودان.

اضافة الى المسألة النفطية، ثمة خلافات بين الجانبين على ترسيم حدودهما وعلى وضع المناطق المتنازع عليها. كما يتهم كل بلد الاخر بدعم مجموعات متمردة على اراضيه. والمفاوضات بين السودان وجنوب السودان برعاية الاتحاد الافريقي في اديس ابابا تراوح مكانها، حتى ان البلدين تجاوزا مهلة الثاني من اب/اغسطس، التي كان مجلس الامن الدولي منحهما اياها لتسوية خلافاتهما تحت طائلة فرض عقوبات.

وليل الجمعة السبت، اعلن مبيكي ايضا ان قمة ستعقد في ايلول/سبتمبر بين الرئيس السوداني عمر البشير ونظيره السوداني الجنوبي سلفا كير لبحث وضع منطقة ابيي المتنازع عليها. وقال مبيكي ان "الطرفين توافقا على ان تتم مناقشة قضية الوضع النهائي لابيي في القمة المقبلة للرئيسين".

لكن في مؤشر الى ان التوتر لا يزال مستمرًا بين الشمال والجنوب، اللذين خاضا عقودا من الحرب الاهلية قبل ان يوقعا اتفاق السلام الشامل العام 2005 الذي مهد للانفصال، اتهم كبير مفاوضي جنوب السودان باغان اموم الخرطوم بالسعي الى تقويض المفاوضات.

واتهم اموم الشمال ايضا بمواصلة القصف الجوي للجنوب "في انتهاك كامل لخارطة الطريق" التي وضعها الاتحاد الافريقي في نيسان/ابريل في محاولة لتسوية الازمة بين السودانين.من جهته، اعلن مبيكي اتفاقا اخر ليل الجمعة السبت في اديس ابابا، وهذه المرة بين السودان والاتحاد الافريقي والامم المتحدة والجامعة العربية حول ايصال المساعدات الانسانية الى ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق في السودان.

وقال الوسيط الافريقي "تم التوصل الى اتفاق مع حكومة السودان في ما يتعلق بايصال المساعدات الانسانية الى النيل الازرق وجنوب كردفان، ما يعني اننا احرزنا تقدما حول هذا الملف".

وفي هاتين الولايتين، تسببت مواجهات متكررة بين القوات السودانية وفصائل متمردة بازمة انسانية خطرة لدى الاف الاشخاص، وفق الامم المتحدة. حتى ان كثيرين لجأوا الى جنوب السودان. وكانت الحكومة السودانية وافقت على خطة تتيح ارسال المساعدات الانسانية الى تلك المناطق، لكن الامم المتحدة اتهمت الخرطوم بطرح شروط مسبقة عرقلت تطبيق الخطة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف