ميركل: هناك "ارادة سياسية" لجعل اليورو اقوى
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بكين: قالت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الخميس ان هناك "ارادة سياسة مطلقة" لتقوية العملة الاوروبية الموحدة وذلك خلال محادثتها مع رئيس الوزراء الصيني وين جياباو حول الازمة في منطقة اليورو. وقالت ميركل للصحافيين بعد لقائها وين "ابلغت رئيس الوزراء وين ان اصلاحات عدة تجري الان وان هناك ارادة سياسية مطلقة لجعل اليورو عملة قوية من جديد".
وقال وين في مؤتمر صحافي مشترك انه مطمئن لتصريحات ميركل بشأن اليورو وان الصين ستواصل الاستثمار لكنه حذر من ان طريق النهوض لن يكون سهلا. واضاف "دائما كان للصين ثقة في منطقة اليورو. ويسعدنا ان نرى استخداما اكبر للرينمينبي (العملة الصينية) في الدول الاوروبية في التعاملات التجارية والاقتصادية".
ويأمل الاوروبيون ان تضع الصين جزءا من احتياطاتها من العملة الاجنبية وهي الاكبر في العالم للاستثمار في صناديق الانقاذ الاوروبية. رغم عدم وجود اي مؤشر يذكر على حصول ذلك.
اولت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الخميس في بكين تهدئة "قلق" رئيس الوزراء الصيني وين جياباو بشأن منطقة اليورو وانتزعت وعدا منه بالاستمرار في الاستثمار في هذه المنطقة.
وتجسد الالتزام الصيني على الفور بتوقيع عقد لشراء خمسين طائرة ايرباص بقيمة 3,5 مليار دولار بين المجموعة الاوروبية والمصرف الصناعي والتجاري الصيني.
كما اكدت مجموعتا فولكسفاغن وصناعات الدفاع الجوي الاوروبية رغبتهما في وجود دائم في الصين عبر توقيعهما عقودا.
وتحدثت المستشارة الالمانية التي تزور الصين على رأس وفد يضم وزراء ورجال اعمال، امام رئيس الوزراء الصيني عن السياسات التي تتبعها اوروبا حاليا لانهاء ازمة الديون السيادية التي تعاني منها.
وقد شددت على وجود "ارادة مطلقة" لتعزيز العملة الواحدة.
وقالت ميركل "اوضحت لرئيس الوزراء وين ان اصلاحات عديدة جارية (في اوروبا حاليا) وان هناك ارادة سياسية مطلقة باعادة اليورو الى مصافي العملات القوية".
وتعاني الصين التي يشهد نموها تباطؤا واضحا ووصلت بورصتها الى ادنى مستوى منذ ثلاث سنوات ونصف السنة، من انعكاسات الصعوبات التي يواجهها الاتحاد الاوروبي اول سوق للصادرات الاوروبية.
وصرح وين جياباو ان "الاصغاء اليها عزز ثقتي. لكن يجب علي ان اقول بصدق ان تطبيق هذه الاجراءات لن يجري بدون صعوبات".
واضاف في مؤتمر صحافي نظم في قصر الشعب الكبير في ساحة تيان انمين في قلب العاصمة الصينية ان "ازمة الدين الاوروبية واصلت تفاقمها مثيرة قلقا عميقا لدى الاسرة الدولية. بصراحة اشعر بالقلق ايضا".
وتابع رئيس الحكومة الصيني ان "هناك مصدري قلق رئيسيين هما معرفة ما اذا كانت اليونان ستغادر منطقة اليورو ثم ما اذا كانت ايطاليا واسبانيا ستتخذان اجراءات اصلاحية شاملة".
وتمثل المانيا حوالى نصف الصادرات الاوروبية الى الصين. وحوالى ربع الصادرات الصينية الى الاتحاد الاوروبي تتجه الى المانيا.
وستتوجه ميركل الجمعة الى مدينة تيانجين شمال البلاد لزيارة مصنع ايرباص للتجميع بينما تسعى الصين والمانيا اكبر بلدين مصدرين في العالم، لتعميق العلاقات التجارية بينهما.
وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 169 مليار دولار في 2011 بارتفاع بنسبة 18,9 بالمئة مقارنة مع السنة الماضية. وهي الزيارة الثانية لميركل الى الصين في 2012.ويرى محللون ان بكين تعتبر ان لالمانيا دورا يزداد اهمية في ازمة الديون السيادية الاوروبية، وبرلين تفرض نفسها محاورا لا يمكن تجاوزه في سبيل البحث عن حل.
وخلال زيارتها الاخيرة الى بكين في شباط/فبراير، سعت ميركل الى اقناع الصينيين بمتانة اليورو وقدرة اوروبا على تخطي صعوباتها الحالية. كما ستسمح الزيارة السادسة لميركل الى الصين بالتحدث مع المسؤولين في بكين عن ملفي سوريا وايران اللذين يشكلان موضع خلاف بين الصين والغرب.
وقال مسؤول الماني ان مسألة حقوق الانسان الحساسة مدرجة على جدول محادثات ميركل في بكين وخصوصا الوضع في المناطق التيبتية التي تشهد موجة لا سابق لها من عمليات انتحار لتيبتيين باحراق انفسهم احتجاجا على الوصاية الصينية. وفي النهاية، دعا الصحافيون الالمان العاملون في الصين الى البحث مع المسؤولين الصينيين في العقبات المتكررة التي تواجه عملهم في هذا البلد.