اقتصاد

هل سينضب النفط في السعودية بعد عشرين عاما؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لم تعد مشكلة الطاقة في المملكة حصرا على طاولة النقاش للقيادات الاقتصادية أو مجلس الوزراء، وليست أيضا في معزل عن المواطن السعودي الذي أضحى أكثر اطلاعا في ظل تزايد وسائل الاتصال وسهولة الحصول على تقارير، وهذا ما حدث في تقرير سيتي غروب الأخير الذي أثار جدلا داخل المجتمع السعودي.
الرياض: كانت شركة الكهرباء تنادي دوما بضرورة ترشيد الاستهلاك والمحافظة على معدلات تشغيل متدنية في أوقات الذروة، وبحكم غياب التنسيق بين الوزارات والقطاعات الحكومية الذي تعاني منه اغلبها في السعودية، فإن مثل هذه المشاكل غابت عن طاولة النقاش منذ وقت مبكر.

فوزارة الاقتصاد والتخطيط يظهر في خططها الخمسية مطالبات دائمة بضرورة عدم الاعتماد على النفط بشكل رئيس والتركيز على زيادة الناتج المحلي من مصادر أخرى، وتتكرر هذه المطالبات بشكل متتالي في الخطط الصادرة من الوزارة، دون أي متابعة من قبلها على الرغم من ذلك من أهم المهام التي يجب أن تقوم بها وزارة التخطيط في أي دولة في العالم.


حجم الإنتاج والاستهلاك اليومي
وتعد المملكة من أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم، حيث احتلت لسنوات عديدة الترتيب الثاني بعد روسيا الاتحادية بحجم إنتاج يبلغ 10 مليون برميل يوميا، وبطاقة إنتاجية تصل إلى 12.5 مليون برميل يوميا، والترتيب الأول من حيث حجم الاحتياطات في باطن الأرض التي تعتبر جاهزة من حيث الاستخراج، وأظهر تقرير صادر من شركة (بريتش بتروليوم BB ) العالمية أن حجم الاستهلاك اليومي للنفط في السعودية خلال 2010 بلغ 2.5 مليون برميل، ويتزايد سنويا بمعدل 6-8 % الأمر الذي ينبئ بمخاطر على المدى المتوسط والطويل على الناتج المحلي والإيرادات النفطية للسعودية مستقبلا.


مصادر الطاقة في المملكة واستغلالها عانت لفترات طويلة صعوبة الاستغلال وسوء في اتخاذ القرار، يقابلها ارتفاع في التكاليف بالإضافة إلى ندرة في الخبرات الإدارية في هذا المجال، الأمر الذي أدى إلى اعتماد المملكة على مصادر محدودة لتوليد الطاقة، والفشل الذي صاحب مشروع الطاقة الكهربائية الضخم الذي أقرته الحكومة قبل عدة سنوات ورفض عدة شركات الدخول فيه لارتفاع رأس المال التشغيلي وتدني هامش الربح.

المشكلة وفق كل تحليلات الخبراء في "الإدارة" وليس في الإمكانيات أو توفر وسائل الطاقة، فالغاز المصاحب لإنتاج النفط الذي من المفترض منطقيا أن تكون المملكة من أكبر الدول إنتاجا وتصديرا له، فتظهر دولة قطر من أكبر الدول في العالم في إنتاج وتصدير الغاز على الرغم من تدني تكاليف الإنتاج والنقل لهذا المصدر المهم للطاقة.


مصافي النفط وتكاليف الإنتاج
ما تتميز به المملكة هو تدني تكاليف الإنتاج النفطي، وبالتالي ارتفاع هامش الربح للتصدير، وتتجاوز إيرادات العام 2011 أكثر من ٤٠٠ مليار دولار فيما بلغت الإيرادات في النصف الأول من هذا العام حوالي ١٦٠ مليار دولار، في المقابل ارتفاع في المصروفات بالإضافة إلى ارتفاع مطرد في الاستهلاك النفطي للمملكة، عطفا على الارتفاع الكبير في كلفة توفير الطاقة في المملكة وخاصة الكهربائية.

وتشير التقارير إلى الخطورة في الفترة المستقبلية وهو انتهاء العمر الافتراضي لأغلب مصافي النفط في المملكة، مما يؤدي إلى توقف البعض منها للصيانة وبالتالي توقف الإنتاج أو تعويضه من خلال مصافي أخرى مما يزيد تكلفة الإنتاج والاستخراج وبالتالي تقل الإيرادات عما هو مخطط له، وهو ما صرح به احد الخبراء الاقتصاديين قبل سنتين تقريبا واصفا الأمر بالمكلف جدا في ظل ارتفاع الإيرادات النفطية وزيادة الطلب العالمي على النفط.

تقرير سيتي غروب يلامس قضية عدم توجه الحكومة من خلال قياداتها الاقتصادية إلى النظر في البحث عن مصدر آخر للطاقة غير النفط يكون أقل كلفة، كما تفعل الدول المتقدمة، خاصة وأن المملكة تملك من رؤوس الأموال ما يسمح لها باستقطاب الكفاءات في مجال الطاقة، بالإضافة إلى مشكلة التوسع السكاني الهائل في المملكة والزيادة الملحوظة في السكان سنة بعد أخرى.

وإذا تمت مقارنة السعودية بدولة متقدمة كالولايات المتحدة التي أصبحت تستخدم النفط في السنوات الأخيرة في قطاع النقل فقط من بين القطاعات الأخرى، حيث قامت بإحلال وسائل طاقة أخرى وأهمها المفاعلات النووية، في حين نجد أن المملكة وفي ظل أزمة النقل المتجددة وعدم توفر وسائل بديلة للسيارات والطائرات بالإضافة إلى المساحات الشاسعة للمملكة، تظهر الحاجة للاستهلاك المحلي بشكل أكبر سنة بعد أخرى، يقابلها ضمور ملحوظ في الانتقال إلى مصادر أخرى للطاقة، خاصة المفاعلات النووية والطاقة الشمسية المهدرة في المملكة.


الحلول ليست بعيدة!
مشكلة الطاقة في المملكة ليست صعبة إلى الحد الذي تخشاه ولكنها في الوقت ذاته في غاية الأهمية وبحاجة لتحرك حكومي سريع جدا وتظافر الجهود من كافة الوزارات ذات العلاقة، بدء من وزارة التخطيط والجهات الرقابية الأخرى. موضع المملكة في سوق النفط مهم جدا وتكمن المشكلة هي في كيفية التحول من محاولة السيطرة والتحكم في الأسعار إلى التوجه لتقليل الاستهلاك المحلي وإهدار الطاقة، خاصة في ظل الاعتماد الكبير للناتج المحلي على النفط فقط دون غيره من الإيرادات.

التقرير وتوقعاته عن السوق السعودية يستحضر الأزمة الأميركية في السبعينيات حيث أصبحت تستهلك أكثر مما تنتجه من النفط، وهي كبرى دول العالم، خاصة بوجود خلل في بعض مؤشرات الاقتصاد الكلي لها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
رباه لو ينتهي النفط اليوم
أتاتورك -

أتمنى أن ينتهي النقط اليوم وليس غدا), .

احفوري
منوخ -

بالتخلص من الوقود الاحفوري،حفاظا على البيئة، كما تخلص الكثير من دول العالم من التدخبن

رباه لو ينتهي النفط اليوم
أتاتورك -

أتمنى أن ينتهي النقط اليوم وليس غدا), .

معلومات فيها خطأ
ولد قطر -

اذا استمر الانتاج بوتيرة 12 مليون برميل باليوم-يعني ان الانتاج وا الاحتياطي يكفي65 سنه وليس 20سنه--اما بالنسبة للاحتياطيهناك دراسات ومعلومات لشركات عالمية تقول ان السعوديةيها احتياطي اكثر من 400 بليون وبعضها 600 بليون بل وصل الى اكثر 1000 بليون-لكن لااسباب سياسية واستراتيجة ترفض السعودية ذكر تلكم الارقام..اي ممكن تكفي لفترة بين 80-220سنه--تحياتي

معلومات فيها خطأ
ولد قطر -

اذا استمر الانتاج بوتيرة 12 مليون برميل باليوم-يعني ان الانتاج وا الاحتياطي يكفي65 سنه وليس 20سنه--اما بالنسبة للاحتياطيهناك دراسات ومعلومات لشركات عالمية تقول ان السعوديةيها احتياطي اكثر من 400 بليون وبعضها 600 بليون بل وصل الى اكثر 1000 بليون-لكن لااسباب سياسية واستراتيجة ترفض السعودية ذكر تلكم الارقام..اي ممكن تكفي لفترة بين 80-220سنه--تحياتي

حقيقة
ثامر ياسر -

خارج عن الموضوع

أين الطاقة الشمسية
عبدالعزيز بن سحيم -

الطاقة الشمسية التي تتوفر بأرض الجزيرة العربية رخيصة وأين موقعها في أذهان المسئولين . هل ننتظر حتى يحين وقت نفاد البترول وعند ذلك يتم التفكير بالطاقة الشمسية .

أين الطاقة الشمسية
عبدالعزيز بن سحيم -

الطاقة الشمسية التي تتوفر بأرض الجزيرة العربية رخيصة وأين موقعها في أذهان المسئولين . هل ننتظر حتى يحين وقت نفاد البترول وعند ذلك يتم التفكير بالطاقة الشمسية .

I hope so.
Hani Fahs -

I hope so.These lazy Saudis who export Salafi hate will go back to live in their hair tents.

الطاقة الشمسية
طارق -

مأساة النفط السعودية هي بسبب اعتماد الكهرباء عليه وخصوصا اكبر ضغط على الكهرباء هو التكييف في الصيف حيث تشكل عمليات التكييف والتبريد اكثر من نصف استخدام الطاقة الكهربائية ولذلك تنقطع الكهرباء في كثير من دول العالم في الصيف وبسبب اعتماد وسائل النقل على البترول رغم مساحات المملكة الشاسعة يجب الاتجاه الى الطاقة الشمسية او النووية قبل فوات الاوان

لولا النفط
صدقي -

لما كان هناك فكر وهابي سلفي مدمر للبشرية

الطاقة الشمسية
طارق -

مأساة النفط السعودية هي بسبب اعتماد الكهرباء عليه وخصوصا اكبر ضغط على الكهرباء هو التكييف في الصيف حيث تشكل عمليات التكييف والتبريد اكثر من نصف استخدام الطاقة الكهربائية ولذلك تنقطع الكهرباء في كثير من دول العالم في الصيف وبسبب اعتماد وسائل النقل على البترول رغم مساحات المملكة الشاسعة يجب الاتجاه الى الطاقة الشمسية او النووية قبل فوات الاوان

to 3
arabtomahok -

الأرقام التي ذكرتها هي غير دقيقة.. الشرق الأسوط مجتمع يمتلك 60% من إحتياط العالمي للبترول و يشمل كل دول الخليج و العراق و إيران و مجمل هذه الدول تمتلك 743 مليار برميل كإحتياط .. نظريا هذا الإحتياط يكفي 66 سنة اما إذا بقي الإنتاج الحالي كما هو خاصة للسعودية الإحتياط لن يكفي اكثر من 36 سنة

to 3
arabtomahok -

الأرقام التي ذكرتها هي غير دقيقة.. الشرق الأسوط مجتمع يمتلك 60% من إحتياط العالمي للبترول و يشمل كل دول الخليج و العراق و إيران و مجمل هذه الدول تمتلك 743 مليار برميل كإحتياط .. نظريا هذا الإحتياط يكفي 66 سنة اما إذا بقي الإنتاج الحالي كما هو خاصة للسعودية الإحتياط لن يكفي اكثر من 36 سنة

نهاية الفيلم
ابو سبع عيون -

نهاية الفكر المتطرف سيكون مع نضوب النفط، لانه لولا التمويل للمشاريع الوهابية في الدول الفقيرة لما عرف احدا ما هو المذهب الذي يؤمن به الشعب السعودي.. اتمنى نضوب النفط اليوم قبل الغد كي لا تعاني الاجيال القادمة من ويلات هؤلاء الذين يحلمون بالعشاء مع الرسول مقابل تفجير انفسهم بين الابرياء..

نهاية الفيلم
ابو سبع عيون -

نهاية الفكر المتطرف سيكون مع نضوب النفط، لانه لولا التمويل للمشاريع الوهابية في الدول الفقيرة لما عرف احدا ما هو المذهب الذي يؤمن به الشعب السعودي.. اتمنى نضوب النفط اليوم قبل الغد كي لا تعاني الاجيال القادمة من ويلات هؤلاء الذين يحلمون بالعشاء مع الرسول مقابل تفجير انفسهم بين الابرياء..

السياحة
السعودي الفهودي -

اذا نضب البترول عندنا ..نصفنا سيهاجر الى امريكا واوروبا .....والنصف الاخر سيعيش بعد الله على الحج والارصدة الخارجية اما السياحة فستفتح على مصراعيها والله اعلم ..

نحن لن نتخلى عنكم
عراقي متشرد -

من باب الشهامة والكرم العربي فأن العراقيين لن يتخلوا عن الخليجيين عند نضوب النفط وسينسون ما فعلوه بهم من قتل وابادة.سيدعونهم للقدوم الى العراق حيث الماء والزراعة وسيجدون لهم عملا كرعاة وخدم ومعاملتهم معاملة انسانية وليس كما يعاملون فقراء العرب والمسلمين العاملين في بلادهم حاليا.نرحب بكم خدما ورعاة فدوام الحال من المحال.

نحن لن نتخلى عنكم
عراقي متشرد -

من باب الشهامة والكرم العربي فأن العراقيين لن يتخلوا عن الخليجيين عند نضوب النفط وسينسون ما فعلوه بهم من قتل وابادة.سيدعونهم للقدوم الى العراق حيث الماء والزراعة وسيجدون لهم عملا كرعاة وخدم ومعاملتهم معاملة انسانية وليس كما يعاملون فقراء العرب والمسلمين العاملين في بلادهم حاليا.نرحب بكم خدما ورعاة فدوام الحال من المحال.