اقتصاد

بنوك ألمانيا «ترمي شباكها» على الأطفال

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

فرانكفورت:ترمي البنوك الألمانية شباكها مبكرا، على عملاء محتملين، ربما يكونون بعد سنوات معدودات من كبار عملائها، حيث تبلغ مدخراتهم حاليا نحو 3 مليارات يورو. إنهم أطفال ألمانيا، حيث تشهد البلاد حاليا حملة ترويج من البنوك لإقناع الأطفال مبكرا بحمل نقودهم للبنك والاحتفاظ بها.

ويوزع مصرف ldquo;هيبو فيرأينسrdquo; هدايا على الأطفال، مثل مكعبات الأشكال، في كل ثالثة حالة إيداع تبدأ من عشرة يورو، وكذلك مصرف كوميرتس الذي يدفع 20 يورو مجانا، في كل دفتر ادخار يودعه الوالدان لطفلهما منذ مولده. وسارت البنوك الشعبية في نفس الطريق حيث توزع هدايا على شكل كراسات رسوم تحتوي على قصص لأبطال خياليين.

وفعل مصرف هامبورجر شباركاسه الادخاري، شيئا آخر حيث يجتذب صغار المدخرين، بفوائد بنكية لا يحلم بها البالغون تصل إلى 4% على الحسابات الادخارية. وقالت دورتيه مون، خبيرة الاستثمار المالي في مركز ldquo;بي زد بي فيrdquo; الألماني لحماية المستهلك إن البنوك تسعى مبكرا لجذب صغار المدخرين، لأن العملاء يظلون في الغالب أوفياء لبنكهم الأول، وطالما ظلت منتجات البنك جيدة ومناسبة، لاحتياجات الفتيان والشباب فليس هناك ما يتعارض مع ذلك من وجهة نظر حماية المستهلك. وقال ميشائيل ماندل، رئيس قسم الحسابات الشخصية في مصرف كوميرتس بنك، إن الأطفال والشباب هم عملاء المستقبل، ويسعى البنك من خلال المنتجات الجذابة، مثل الحساب الذي يفتح مجانا للأطفال، أن يكسبهم لصالح مصرفنا ثم نعد لهم حسابا جاريا بشكل مجاني، للحفاظ عليهم كعملاء بعد إتمامهم التعليم الحرفي أو بعد إنهائهم الدراسة.

وأدركت المصارف الكبيرة منذ فترة طويلة أن الأطفال والفتيان يمثلون عنصرا اقتصاديا حاسماً، وبشكل متزايد حيث خلص تحليل لدار نشر ايجمونت ايهابا، بخصوص الأطفال كمستهلكين، شمل 1650 من الأطفال في سن 6 إلى 13 عاما والذين يبلغ عددهم على مستوى ألمانيا نحو ستة ملايين طفل، إلى نتيجة مؤداها أن أطفال ألمانيا يستحوذون على قدر غير مسبوق من المال خلال العشرين سنة الماضية، من خلال مصروفهم اليومي الذي يبلغ في المتوسط 27,18 يورو شهريا. وقال رالف باور، الذي أشرف على الدراسة ldquo;إذا حسبنا المصروف اليومي وحده، والهدايا المالية التي يتلقاها الأطفال في سن 6 إلى 13 عاما، فإن ذلك يعني أن هذه المجموعة حصلت عام 2012 على إجمالي 2,8 مليار يوروrdquo;.

وحسب دراسة مصرفية لأحد البنوك الألمانية، فإن البنوك كثيرا ما تضع حدا أقصى لمدخرات الأطفال، وذلك حتى لا يضع الآباء مدخراتهم في حسابات أولادهم، كما أن 85% من الأطفال يدخرون جزءا من مالهم على الأقل، وأن 82% منهم لديهم دفتر توفير و16% لديهم حساب جار. وقال آباء الأطفال الذين استطلعت آراؤهم، إن متوسط ما يدخره أبناؤهم في الحسابات البنكية يبلغ 789 يورو. وقال 16% من الأطفال إنهم يوفرون من أجل شراء محمول، وقال 13% آخرون، إنهم يدخرون من أجل شراء كمبيوتر أو لعبة ldquo;10%rdquo;.

وقال دويتشه بنك، أكبر البنوك الألمانية، إنه لا يسعى فقط وراء مدخرات عملاء الغد، فالادخار والإيداع يعني أن هناك وعيا بأهمية ذلك للاقتصاد. و هذا هو السبب وراء مشاركة أكثر من 1300 من موظفي مصرف دويتشه بنك بشكل تطوعي، في مبادرة التعليم المالي العام في المدارس الألمانية ليوضحوا من خلالها للأطفال، مدى أهمية تكوين ثروة وما تعنيه القروض والادخار للكبر. وقالت دورتيه مون، خبيرة الاستثمار المالي في مركز ldquo;بي زد بي فيrdquo; الألماني لحماية المستهلك إن من المهم أن يتعلم الأطفال في سن مبكرة كيفية التعامل مع المال، ومن بين ذلك طريقة التعامل مع الحسابات البنكية، والمنتجات الادخارية، مبدية تعجبها من من تحديد سن معينة لفتح أول حساب في حياة الإنسان.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف