اقتصاد

قبضة حماس الحديدية تؤخر ربيع غزة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
عناصر من شرطة حماس في غزة

ينفي مراقبون إمكانية انتقال عدوى الربيع العربي إلى غزة، بالرغم من الاحتجاجات في القطاع على ارتفاع الأسعار، ويردون السبب إلى حماس التي تفرض سيطرتها بقبضة حديدية.

بين دندنات أغنية "دبر حالك يا فياض، شو القصة يا هنية" أصبح الشغل الشاغل للفلسطينيين في الآونة الأخيرة هو التعبير والاستياء على الوضع القائم والموجود في فلسطين بطرق عدة، أشعلتها مجموعة من الشباب في ميادين الخليل ورام الله ثم أطلق الشرارة الأولى في قطاع غزة الشاب إيهاب أبو الندى الذي انتفض بطريقته الخاصة تمامًا كالبوعزيزي الذي قام بحرق نفسه. فهل تتجه مدينة غزة نحو التصعيد والخروج في المظاهرات للتعبير عن الاستياء؟

الشاب محمد راضي أمين سر أحد مجالس الطلبة في الجامعات الفلسطينية "يرى بأن الوضع في غزة قد يتجه الى التصعيد إذا ما قامت حكومة حماس التي تسيطر على غزة بزيادة الأسعار الرئيسية لبعض السلع مثل البندورة والخيار والبيض فهذه السلع لا يمكن للمواطن أن يتخلى عنها ويستخدمها بشكل يومي".

ويواصل لـ"إيلاف" حديثه "بدأت حركة احتجاجات واسعة للشباب الفلسطيني عبر صفحات التواصل الاجتماعي فايسبوك وكذلك توتير، لكن لم تتحقق أي فعالية على أرض الواقع بسبب ضعف هذه الحركات الاحتجاجية، وكذلك قلة عدد القائمين عليها، فمعظمهم هنا يجمع أن هنالك أوضاعاً صعبة لكن ليست بصعوبة الأوضاع في الضفة".

ويختم حديثه "أتوقع أن هنالك حركات احتجاجية ستكون قوية للغاية ليس على ارتفاع الأسعار إنما على الانقسام الحاصل في غزة والضفة، وقد تكون من ضمن المطالب وقتها تقنين أسعار بنزين السوبر المصري". وأضاف: "لكنني مع كل هذا لن أخرج بأي وقفة احتجاجية ضد حكومة حماس رغم اختلافي التنظيمي عنهم، فالواقع في غزة سببه الرئيسي هو الاحتلال الإسرائيلي وجزء منه الإهمال من الحكومة".

لا شتاء عربي قادم في فلسطين

محمود أبو مطر، الذي يدير قسم العلاقات الاقتصادية والمالية في جامعة الأزهر يعتقد بأن وضع الضفة الغربية يختلف تمامًا عن الأوضاع في مدينة غزة لأسباب عدةيرى أن أهمها هو الاتفاقية التي لم يوقعها رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ولم يجمع بها مدينة غزة، لذلك أي تطور من المهم أن يرتبط بالسياسة الاقتصادية في المنطقة".

وأضاف: "الزيادة المطردة في أسعار مختلف السلع في الضفة أدت تلقائيًا إلى غضب عارم وسط المواطنين، الأمر الذي دعاهم إلى الطرق السلمية واللجوء إلى الاعتصام والمظاهرات التي تطالب بسقوط فياض، هذا الموضوع انحسر من خلال عدة أيام من المظاهرات توقفت بعد ذلك بناء على خطاب سياسي لفياض، وما يجدر الإشارة إليه أن أنظار الفلسطينيين في مدينة غزة بدأت تتجه بشكل أو بآخر إلى تحسين أوضاعهم من خلال التفكير بثورة جديدة للانتفاضة على الحكومة الحمساوية".

وتابع: "لكن ما يجب أن نؤكده أن الطبيعة السكانية، وكذلك عدم تجاوز الأسعار السقف المسموح به هي من توقف أي ثورة، بالإضافة إلى الإجراءات الأمنية المشددة من حكومة حماس لمنع أي خروج للشوارع والميادين للتعبير عن هذا الاستياء بطرق مختلفة".

ويختم حديثه "الأوضاع الاقتصادية والسياسية مختلفة تمامًا عن واقع الضفة فليس هنالك احتلال جاثم على الأرض وإنما حصار متغلغل إذا ما انتهى هذا الحصار فإن كل المشاكل والبطالة ستكون لديها حلول". وتابع: "أي خروج إلى الشارع لن يكون قريبًا ولا يوجد أي شتاء عربي قادم لفلسطين، ولا يوجد أي أفق لثورة عربية في فلسطين إنما احتجاجات تأخذ طابع الاحتجاج على الأسعار".

الناشط الشبابي في مدينة غزة، محمد المدهون، يعتقد بأن الأوضاع في غزة لا بد أن تتغيّر الى الأفضل عن طريق استخدام طرق سلمية للتعبير عن عدم الموافقة على ما يحصل من ارتفاع غريب في الأسعار إلى جيوش البطالة التي تغطي الشباب الفلسطينيين".

ويتابع حديثه بنبرة غاضبة "يجب أن نعلم أن من يحاصرنا هي اسرائيل، باعتبارها جزءاً كبيراً من هذه المشكلة وليست الحكومة في غزة". وأضاف: "لكن إذا ما كانت هنالك سياسة لم تعجب الشعب ككل فيجب الإجماع من قبل التنظيمات والفصائل على الخروج بوقفات احتجاجية وسلمية ضد أي سياسة اقتصادية ومالية وسياسية تقوم بها حكومة غزة".

ويختم حديثه "كشباب نعيش في غزة ونرى الأوضاع نعبر بطريقتنا الخاصة عن طريق المنشورات الشبابية التي تهدف إلى تعديل الوضع نقوم بإنزالها في المجموعات الخاصة بنا على صفحات التواصل الاجتماعي. وقد نرى في القريب القادم تحركات شبابية ضد الغلاء في مدينة غزة".

فلسطين لا تملك أي دولة

المحلل السياسي الدكتور محمد عبد العزيز يعتبر أن الظروف الاقتصادية تختلف عن الضفة، وبشيء من التفصيل يقول "المواد الغذائية تأتينا من الجانب المصري على عكس الضفة التي يأتيها من اسرائيل. لذلك لا أرى أن هنالك أي أوضاع قد تتجه إلى التصعيد في غزة".

ويواصل حديثه لـ"إيلاف" "الضفة الغربية لم تكن فيها أي ثورة وإنما تذمر من ارتفاع الأسعار، مع التأكيد أن للبطالة دوراً كبيراً في التوجه والحراك الاجتماعي من قبل الشباب التي بدأنا نرى صداها واضحًا عبر صفحات الانترنت".

ويرى أن فلسطين لا تملك أي دولة وبذلك لا يمكن الحديث عن الربيع أو الشتاء في منطقة محتلة من قبل اسرائيل. وتابع: "ليست هنالك أي تشابهات في الحياة الاجتماعية والاقتصادية بين أطراف الوطن الذي تحكمه اسرائيل". ويختم حديثه "الشاب الذي حرق نفسه لم يكن يحتج بالأصل على الحكومة في غزة ولا سياستها وإنما كان يحتجعلى الوضع السيئ لعائلته والفقر الشديد الذي كان يعيشه".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف