هل تتخلّى سويسرا عن السرية المصرفية وهي ولية نعمتها؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لا مفر من الاعتراف بأن الودائع في المصارف السويسرية ما كانت لتصل إلى مستوياتها القياسية لو لم تكن السرية المصرفية مطبقة في ذلك البلد، لكن معاهدة سويسرية ألمانية قد تحدث ثقوبًا في هذه السرية، لتون براية تخلي سويسرا عن سبب نعمتها النقدية.
القاهرة: يبدو أن السرية المصرفية التي عرفت بها سويسرا وصلت إلى نهاية الطريق، مع الحملات التي تشنها السلطات الأميركية والألمانية ضد المتهربين من الضرائب.
بحسب تقرير منشور في مجلة ديرشبيغل الألمانية، بدأ كثير من السويسريين يسألون أنفسهم إن كانت حالة الرخاء التي يعيشونها ستستمر إذا تخلت البلاد عن سمتها كملاذ ضريبي. إلا أن بعض الأكاديميين يدعو إلى عدم المبالغة في الكلام عن الأهمية التي يحظي بها القطاع المصرفي السويسري.
ارتفاع العوائد الضريبية
وأفادت المجلة بأن اللجنة المالية بالبرلمان الألماني ستواصل اليوم الأربعاء جلسة استماع بخصوص معاهدة الضرائب بين برلين وسويسرا. وبموجب هذه المعاهدة، سيتم فرض ضرائب على الأموال التي يودعها مواطنون ألمان في البنوك السويسرية بأثر رجعي، مع عدم الكشف عن هويات أصحاب الحسابات.
في هذا السياق، قدر وزير المالية فولفجانج شويبله أن تزيد المداخيل بفضل هذه المعاهدة نحو 12.9 مليار دولار كعائدات ضريبية. لكن البرلمان الألماني لم يصوت بعد على هذا الإجراء. ويرغب الحزب الديمقراطي الاجتماعي في التصدي للمعاهدة في البوندسرات، وهو الهيئة التي تمثل الولايات الألمانية على المستوى الفيدرالي، موضحاً أن أمرًا كهذا سيكون جيداً ومفيداً للغاية بالنسبة لسويسرا وكذلك للمتهربين من الضرائب، لأنهم قد يسحبون أموالهم التي لم يتم فرض ضرائب عليها من قبل مع فرض حالة من السرية على هوياتهم.
وتقول المجلة إن العديد من الساسة الألمان لا يعلمون الكثير عن سويسرا، وأن الكليشيهات هي التي تُكَوِّن الآراء الألمانية حول سويسرا، التي ينظر إليها بشكل عام وجهة الأغنياء في إجازاتهم.
فسويسرا، بحسب دير شبيغل، بلاد تعيش في وفرة وتعاني من حالة من عدم اليقين، وتشكّل حالة خاصة في أوروبا، وهي النظرية التي تتأكد كل يوم بفضل نجاحها الاقتصادي، وفي ظل وجود بطالة تقدر بنحو 2.8 بالمئة فقط. إنها جنة تتعرض للتهديد على ما يبدو.
لسنا وكرًا للصوص
مضت الصحيفة تقول إن سويسرا كانت بلداً فقيراً حتى الحرب العالمية الثانية، لكنها أصبحت بعد ذلك واحدة من أغنى بلدان العالم، ونادراً ما تتأثر بالأزمات الاقتصادية.
وعن سر الثراء الشديد الذي تتمتع به سويسرا، قال جان زيغلر، الذي كان يعمل حتى وقت قريب مقررًا خاصًا في الأمم المتحدة: "هذا يعود إلى الدرجة العالية من الكفاءة التي تتمتع بها مصارفنا"، بينما قال أوسوالد غروبل، الرئيس السابق لاثنين من أكبر المصارف السويسرية وهما كريدي سويس ويو بي إس :"كل ذلك ناتج من دعم القطاع المالي للاقتصاد بأسعار فائدة منخفضة".
وقال رينر ايكينبيرغر، وهو خبير اقتصادي:" بسبب انتهاج سويسرا الفيدرالية سياسات اقتصادية مثلى، ترزح تحت ديون أقل وضرائب منخفضة".
وعن سر ثراء سويسرا الشديد، قال زيغلر: "ذلك ناجم عن كثرة الأموال القادمة من العالم الثالث ومن التهرب الضريبي من الدول الصناعية ومن أموال المافيا". أضاف: "سويسرا دولة رائعة لكنها تتعرض للاستعمار من قبل البنوك ويتعين علينا أن نحررها. فبعد هذا كله لسنا وكرًا للصوص ولا نريد أن نكون".