اقتصاد

مخاوف فرنسية من قرار الحكومة السماح لقطر بإستثمار ملايين اليوروهات

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أحد الفنادق التي إشترتها قطر في فرنساأثار قرار الحكومة الفرنسية السماح لقطر باستثمار ملايين اليورو في ضواحي فرنسا التي تعاني بسبب الركود والاهمال، مخاوف في الأوساط السياسية بشأن الدوافع التي تقف وراء رغبة قطر في مثل هذا الاستثمار.إعداد عبد الاله مجيد: كانت قطر الأصغر مساحة من ولاية كونكتيكت الاميركية وعدد سكانها القطريين الأصليين لا يزيد على 250 الفا، استخدمت ثروتها النفطية والغازية في السنوات الأخيرة لشراء اصول اوروبية واستثمار رؤوس اموال كبيرة في قطاعات تمتد من سوق العقارات الفاخرة الى كرة القدم المحترفة. ولكن المبادرة القطرية الأخيرة وصلت الى الضواحي الفرنسية التي تشكل حلقات من الأحياء الفقيرة والمتداعية تسكنها نسبة عالية من المهاجرين مطوقة باريس والمدن الكبيرة الأخرى. وقالت وسائل اعلام فرنسية ان قطر تخطط لاستثمار 50 مليون يورو من اجل تحفيز النشاط الاقتصادي في الأحياء الفقيرة حيث تبلغ معدلات البطالة مستويات تصل الى 40 في المئة. واثارت المبادرة معارضة منتقدين يرفضون حجم النفوذ السياسي القطري في فرنسا فيما اشار بعض المعترضين الى ارتباطات قطرية بحركات اسلامية اصولية في الشرق الأوسط ، كما افادت صحيفة نيويورك تايمز. وكان الاعتراض صاخبا كما هو متوقع من اليمين المتطرف المعادي للمهاجرين. واصدرت مارين لوبن زعيمة الجبهة الوطنية بيانا بعنوان "حصان طروادة اسلامي" قالت فيه ان قرار قطر يرتبط ارتباطا واضحا بحقيقة ان غالبية سكان الضواحي الفرنسية هم من المسلمين. وظهرت بوادر عدم ارتياح في اوساط اليسار ايضا. واشار نيكولا ديموران رئيس تحرير صحيفة ليبراسيون الى ان المشروع الاستثماري القطري هو أحدث مثال على "القوة الناعمة" التي تمارسها قطر. وكتب ان "الإنزال القطري في الضواحي الفرنسية لأخذ زمام المبادرة من الجمهورية الفرنسية التي تفتقر الى الموارد المالية أمر يستحق التوقف عنده". وكانت فكرة الاستثمار القطري في الضواحي الفرنسية طُرحت اول مرة عام 2011 ولكن حكومة الرئيس نيكولا ساركوزي وضعتها على الرف بسبب الحملة الانتخابية في الربيع الماضي. وافادت تقارير ان حكومة الرئيس الاشتراكي فرانسوا اولاند قامت بتعديل المشروع ليشمل مساهمة الحكومة الفرنسية والقطاع الخاص الفرنسي من اجل ان يكون مشروعا مشتركا مع القطريين. وكانت هيئة الاستثمار القطرية استملكت في عملية استثمارية تقليدية نادي سان جرمان لكرة القدم ، احد اندية الدوري الفرنسي الممتاز. كما تساهم قطر في ملكية فنادق فرنسية ومبان مكتبية وشركات عامة. وخارج فرنسا ساهمت رؤوس الأموال القطرية في تمويل إنشاء اعلى بناية في اوروبا هي برج ذي شارد الذي افتُتح مؤخرا في لندن. وتأتي هذه المساهمة في اطار توسيع المحفظة الاستثمارية القطرية في بريطانيا. كما ساهمت قطر في تمويل بناء المجمع الاولمبي في لندن. ومن المتوقع ان تصل الاستثمارات القطرية في العالم الى أكثر من 30 مليار دولار هذا العام ، بحسب حسين العبد الله عضو مجلس الادارة التنفيذي لهيئة الاستثمار القطرية. ولاحظت صحيفة نيويورك تايمز ان قناة الجزيرة التي تبث برامجها من الدوحة أسهمت خلال العقد ونصف العقد الماضي في تعزيز "القوة الناعمة" التي تتمتع بها قطر مضيفة ان دولا مجاورة انتقدت القناة بوصفها ناطقة باسم الحكومة القطرية في حين يُفترض بأنها قناة مستقلة. واتهمتها دمشق هذا العام بالانخراط في حرب اعلامية ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وتصدرت قطر دعم الانتفاضات الشعبية خلال الربيع العربي وخاصة في سوريا وليبيا ، بما في ذلك دعم جماعات اسلامية ، الأمر الذي اثار مخاوف في الغرب من تسليحها اصوليين معادين ، على حد تعبير صحيفة نيويورك تايمز. وكتب بيتر بومونت في صحيفة الاوبزرفر البريطانية ان طموحات قطر "الضخمة لنشر نفوذها حول العالم مدفوعة بثروة هائلة والتزام ثابت بتأويل القرآن تأويلا متزمتا". وفي فرنسا اثار مشروع قطر للاستثمار في الضواحي عددا من السجالات التي بثتها وسائل الاعلام حول الحكمة في السماح لدور قطري في شؤون فرنسا. وكتب ايفان ريوفول من صحيفة لوفيغارو في مدونة للصحيفة الفرنسية "ان فرنسا لا تحتاج الى دروس من الولايات المتحدة ولا من مجلس اوروبا واقل من ذلك حاجتها الى دروس من قطر في كيفية ادارة ضواحينا أو التعامل مع الاسلام السياسي. وان بامكان الآخرين ان ينتقدوا السياسة ولكنها مشكلتنا نحن".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف