البورصات تستقبل 2013 بانطلاقة قوية بعد تجنّب الولايات المتحدة "الهاوية المالية"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عاد أوباما إلى هاواي لاستئناف عطلته التي قطعها بسبب أزمة "الهاوية المالية" في وقت بدأت الأسواق المالية الأربعاء سنة 2013 بانطلاقة قوية مدفوعة باتفاق اللحظة الأخيرة الذي جنّب أميركا خطة التقشف القسرية المعروفة بـ"الهاوية المالية".
واشنطن: وصل الرئيس باراك أوباما فجر الاربعاء الى هاواي (المحيط الهادئ) مسقط رأسه، حيث عادة ما يمضي اجازة أعياد آخر السنة، لكنه قطعها بسبب أزمة "الهاوية المالية"، كما ذكر مصور وكالة فرانس برس.
وقد هبطت الطائرة الرئاسية "اير فورس وان" قبيل الساعة الخامسة صباحا (بالتوقيت المحلي) (15,00 ت غ) على مدرج قاعدة عسكرية قرب العاصمة هونولولو، بعد تحليق ليلي استمر نحو عشر ساعات من واشنطن. ثم توجّه اوباما في موكب الى كايلوا على الساحل الشمالي الشرقي لجزيرة اواهو. ويستأجر اوباما فيها منزلاً على شاطئ البحر مع عائلته واصدقائه.
ودأب اوباما، الذي ولد في هونولولو في آب/اغسطس 1961، على تمضية اجازة اعياد آخر السنة في هذه الولاية، حيث تناهز الحرارة خلال النهار 27 درجة مئوية في هذا الموسم، وذلك بعيدا عن الجليد الصباحي في واشنطن او البرد القارس في معقله السابق في شيكاغو (ايلينوي، شمال).
لم يخرج عن هذا التقليد منذ انتخب لرئاسة الولايات المتحدة اواخر 2008. لكنه اضطر هذه السنة، وللمرة الاولى منذ اعادة انتخابه، للعودة الى واشنطن، التي تعصف بها أزمة "الهاوية المالية". وبقيت زوجته ميشيل وابنتاه ساشا وماليا في هاواي.
واوباما الذي عاد في 27 كانون الاول/ديسمبر الى البيت الابيض، اشرف على مفاوضات اللحظات الاخيرة، التي افضت الثلاثاء الى توصّل الكونغرس الى تسوية مالية تقضي بزيادة الضرائب على اصحاب المداخيل التي تفوق 450 الف دولار في السنة.
وما زال يتعين على اوباما اصدار هذا النص، اما شخصيا- عندئذ يرسل مشروع القانون الى هاواي-، واما عن بعد عبر تقنية "القلم الاوتوماتيكي" الذي استخدمه في السابق. ولم تكشف الرئاسة حتى الان الى متى سيبقى اوباما في هاواي، علما ان ابنتيه في اجازة مدرسية حتى الاثنين المقبل.
هذا وفي حوالى الساعة 15:40 (14:40 ت غ)، ربحت بورصة باريس 2.37 بالمئة، ملامسة اعلى مستوياتها منذ تموز/يوليو 2011، في حين ربحت سوق لندن 2.47 بالمئة، بعدما تخطت للمرة الاولى - ومنذ تموز/يوليو ايضًا - عتبة الستة آلاف نقطة. اما اسواق فرانكفورت وميلانو ومدريد فربحت 2.18 بالمئة، و3.60 بالمئة، و3.20 بالمئة على التوالي.
وفي اول التداولات في وول ستريت، سجل مؤشر داو دونز تقدمًا بنسبة 0.71 بالمئة، وناسداك 2.45 بالمئة. وقال اسحق صديقي المحلل لدى مؤسسة "اي تي اكس كابيتال" ان "الانفراج ضخم بعد الاتفاق الذي تم التوصل اليه بين الديمقراطيين والجمهوريين والذي سمح بتفادي الهاوية المالية"، وهي مصطلح يعني زيادة تلقائية في الضرائب وخفضًا كبيرًا في النفقات العامة كانت، في حال دخلت حيز التنفيذ، ستعيد الاقتصاد الاميركي، الذي لا يزال في مرحلة التعافي، الى بؤرة الانكماش.
وانتظر المسؤولون السياسيون الاميركيون اللحظة الاخيرة لتفادي علاج التقشف، الذي كان سيطبق في بداية 2013 بسبب عدم الاتفاق. وهذا الاستحقاق شغل بال المستثمرين أسابيع عدة، ولو ان معظمهم كان يتوقع مخرجًا ملائمًا.
والاتفاق الذي تم تبنيه ليل الثلاثاء ينص على زيادة الضرائب على الاسر التي يفوق دخلها السنوي 450 الف دولار. الا انه يترك في المقابل مسائل عدة من دون تسوية، ويرجئ مسألة الاقتطاعات التلقائية في النفقات العامة، ولا سيما النفقات العسكرية.
ورأى جان لوي مورييه الخبير الاقتصادي في شركة "اوريل بي جي سي" للوساطة انه وبالنظر الى ما تقدم فان الاتفاق "يبقى منقوصًا، وقد يحصل توتر جديد لدى المستثمرين، ما ان تستأنف المفاوضات حول سقف الدين العام والاقتطاعات المالية".
واضاف مورييه "لكن المستثمرين يرحّبون، خصوصًا اليوم بإرادة التسوية التي أبداها الحزبان السياسيان الكبيران. نرى أن بإمكانهما تقريب مواقفهما، وهو الأمر الذي كان حتى قبل وقت قصير أمرًا غير متوقع. انه امر مطمئن جدًا بالنسبة إلى الاسواق".
ودلالة على ذلك فان اجمالي الاسهم المالية التي اعتبرت متعثرة استفادت من هذا الاتفاق المالي. وتم التداول باليورو بسعر 1.3248 دولار مقابل 1.3192 دولار مساء الاثنين، بينما تراجعت اسعار فوائد الاقتراض الاسبانية والايطالية بشكل كبير في سوق السندات الثانوية، حيث يتم تبادل سندات الديون التي اصدرتها الدول. وهذه التسوية لتفادي "الهاوية المالية" تندرج في اطار مشجع للمستثمرين.
وتؤكد ارقام جيدة عدة "استقرار وتيرة النمو في الصين وبشكل أعم في الدول الناشئة"، بحسب ما اعلن خبراء الاستراتيجية في بنك "كريدي ميوتشول-سي آي سي".
وتواصل توسع النشاط الصناعي في الصين خصوصًا في كانون الاول/ديسمبر وفق الوتيرة التي كانت سائدة في تشرين الثاني/نوفمبر. ويتوقع الخبراء بالتالي تسارعًا في النمو الاقتصادي لهذا البلد في الفصل الرابع بعد سبعة فصول من التباطؤ.
صندوق النقد: الاتفاق المالي غير كاف والمطلوب "خطة متكاملة"
من جهته، رحّب صندوق النقد الدولي الاربعاء بالاتفاق المالي الذي توصل اليه الكونغرس الاميركي مساء الثلاثاء وجنّب البلاد "الهاوية المالية" لكنه اعتبره غير كاف، مطالبًا البرلمانيين الاميركيين بالاتفاق على "خطة متكاملة" تحلّ جذريًا مشاكل المالية العامة.
وقال المتحدث باسم الصندوق غيري رايس في بيان "اننا نرحّب بالاجراءات التي اتخذها الكونغرس الاميركي للحؤول دون زيادات الضرائب وتخفيضات النفقات العامة القاسية". واضاف ان "عدم تحرك الكونغرس كان سيطيح بالتحسن الاقتصادي" في البلاد.
وتابع "لكن لا يزال الامر يتطلب المزيد لإعادة وضع المالية العامة الاميركية على مسار مستدام من دون الاساءة الى التحسن الاقتصادي الهش".
وتابع المتحدث "ينبغي خصوصًا تبني خطة متكاملة باسرع وقت تسمح في الوقت نفسه بضمان زيادة موارد الدولة والتحكم بزيادة نفقات الضمان الاجتماعي على المدى المتوسط".
ورأى رايس اخيرًا انه من "الاساسي" ايضًا ان ترفع الولايات المتحدة "بسرعة" السقف الاعلى المسموح به قانونًا لمديونيتها العامة الذي تم بلوغه الاثنين، وان يعمل البرلمانيون على إزالة "المخاوف التي لا تزال قائمة" و"المتعلقة بتطور موازنة الدولة الفدرالية على المدى القصير".