قبرص ولبنان يعززان تعاونهما في مسالة استخراج النفط
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بيروت:
اعلن رئيس الجمهورية اللبناني ميشال سليمان بعد محادثات اجراها مع نظيره القبرصي ديمتريس خريستوفياس في بيروت الخميس، ان البلدين سيعززان التنسيق بينهما من اجل التوصل الى اتفاق حول آليات استخراج النفط والغاز في منطقتيهما البحريتين المتجاورتين.
وقال سليمان في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس القبرصي "اننا نولي اهتماما خاصا للنفط والغاز الموجودين في مناطقنا البحرية، وقررنا زيادة وتيرة التعاون والتنسيق للتوصل الى اتفاق حول المعايير والآليات التي ستسمح لنا باستخراج هذه الثروة".
واوضح ردا على اسئلة الصحافيين ان للبنان وقبرص "حدودا مشتركة عبر المنطقة الاقتصادية الخالصة و(...) تم اكتشاف حديثا ثروة نفطية، وعلينا ان نعمل لتجسيد هذه المعطيات في علاقات تبادلية حقيقية وسريعة".
وقال الرئيس القبرصي من جهته ان العثور على كميات من مشتقات النفط في المنطقة "تولد آمالا كبيرة لدى شعوبنا".
واضاف ان "قبرص ستواصل جهودها وعملها وتمارس حقوقها السيادية" في هذه المسالة، مضيفا "اننا نرفض (..) التهديدات ومحاولات الترهيب، ونجدد تمسكنا بالقانون الدولي والسلام والاستقرار".
ويشير الرئيس القبرصي على الارجح الى تحفظات تركية على موضوع استخراج النفط القبرصي وخلاف اسرائيلي لبناني حول تحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة.
وباشرت قبرص عمليات البحث عن حقول نفطية في مياهها الاقليمية، وتسعى للتوصل الى اتفاقات ترسيم للمناطق البحرية الاقتصادية الحصرية مع الدول المجاورة لها.
ووقعت الحكومة القبرصية اتفاقات ترسيم مع مصر واسرائيل ولبنان تمهيدا للتنقيب عن مخزونات النفط والغاز في مناطقها المتداخلة او المجاورة لمناطق هذه الدول الثلاث.
واعترضت تركيا على اعمال التنقيب هذه واصفة اياها بانها "غير مشروعة". وتعتبر انقرة ان الشطر اليوناني القبرصي لا يحق له اجراء عمليات البحث طالما الجزيرة مقسومة لان في ذلك استبعادا للقبارصة الاتراك من ارباح الموارد المكتشفة.
ولا يزال الاتفاق مع لبنان ينتظر المصادقة عليه في البرلمان اللبناني.
وتأخرت هذه المصادقة بسبب نزاع اسرائيلي لبناني حول الحدود البحرية. فبعد توقيع قبرص واسرائيل في 17 كانون الاول/ديسمبر 2010 على ترسيم لمنطقتيهما الاقتصاديتين، اعترضت بيروت وارسلت على الاثر ترسيما الى الامم المتحدة اظهر وجود مساحة 860 كلم مربعا تقريبا مدرجة ضمن المنطقة الاسرائيلية ويقول لبنان انها تعود له.
وكانت الشركة الاميركية "نوبل اينرجي" التي حصلت على ترخيص للتنقيب في المياه القبرصية، اعلنت انها اكتشفت حقلا قد يصل مخزونه الى 226,5 مليار متر مكعب اي بقيمة تقدر بمئة مليار يورو في المنطقة.
وتجري نيقوسيا مفاوضات مع شركات النفط العملاقة اينا الايطالية وتوتال الفرنسية وكوغاز الكورية الجنوبية حول تراخيص للتنقيب عن الغاز والنفط في مياهها.
ويستكمل لبنان من جهته استعداداته للبدء بالتنقيب بعدما اجرى مسحا بواسطة شركتين متخصصتين بالتقنية الثلاثية الابعاد شملت حتى الآن اكثر من نصف مساحة المنطقة الاقتصادية الخالصة، ورجحت بنسب كبيرة وجود مكامن عديدة للغاز والنفط منتشرة من الشمال الى الجنوب.
وردا على سؤال عما اذا كانت قبرص ستتدخل لحل النزاع بين لبنان واسرائيل اللذين هما في حالة حرب معلنة، قال الرئيس القبرصي "حاولنا ان نلعب دور الوسيط، لكن وبمبادرة لبنانية، اصبح الموضوع في عهدة الامم المتحدة التي تنظر بهذه القضية والتي نأمل في ان تحل وفق تطلعات وآمال شعب لبنان".