استغلال الغاز الصخري كمصدر جديد للطاقة يثير جدلاً في الجزائر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كثر الحديث أخيرًا في الجزائر عن جدوى توجّه هذا البلد نحو استغلال الغاز الصخري في الوقت الذي تمتلك فيه الجزائر إحتياطًا كبيرًا من الطاقات التقليدية غير المستغلة، ومع تحفظ الخبراء بشأن الآثار الجانبية على البيئة نتيجة استغلاله.
الجزائر: كان الحديث حول موضوع استغلال الغاز الصخري كمصدر للطاقة ضمن مداخلات نواب البرلمان الجزائري خلال هذا الأسبوع، أثناء مناقشتهم قانون المحروقات، الذي عرضه وزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفي على نواب البرلمان.
وفي حديث مجموعة من خبراء الطاقة والبيئة لــ"إيلاف" أجمع هؤلاء على أن الجزائر ليست مهيّأة خلال الوقت الراهن لإنتاج واستغلال الغاز الصخري، وطالبوا بضرورة التريث ودراسة كل الإمكانيات للشروع في استغلاله، بالنظر إلى الاحتياطات الطاقوية المتوافرة حاليًا، لكنهم اعتبروا أن اللجوء إلى هذا النوع من الطاقة سيكون أمرًا مفروضًا على المدى البعيد، لأن مصادر الطاقة التقليدية ستسجل نقصاً في الإنتاج والاحتياط بعد العام 2030.
يعتقد بوخليفة أحمد خبير في قضايا الطاقة ومدير عام سابق في وزارة الطاقة أن "الغاز الصخري يجب أن يكون من ضمن الطاقات التي يجب دراستها، لأنها "ليست قضية سنة أو سنتين، وتتطلب وقتاً كبيراً لتهيئة المناخ حتى تنطلق الجزائر في إنتاج هذا النوع من الغاز".
وأضاف أن موارد الطاقة "الغاز الطبيعي والبترول" ستنفد على المدى البعيد، و"لا يمكننا تحديد متى سيحدث ذلك بالضبط، سواء على مدار 30 أو 40 أو 50 سنة، ولذلك يجب على الجزائر إعادة إحتياطها من الطاقة".
وأكد بوخليفة على أن "الجزائر لا يمكنها إنتاج الغاز الصخري حالياً، لأنه يتطلب تكنولوجيا عالية، والجزائر تعاني مشكلات عدم التحكم في التكنولوجيا، فضلاً عن المخاطر التي قد تنجم من استغلال هذه الطاقة الجديدة، منها مشكلة تلوث البيئة، مشيراً إلى نجاح أميركا في استغلال الغاز الصخري، لكونها تمتلك تكنولوجيا متطورة، وتنتجه بأقل تكلفة".
وأبرز أن "كل الدراسات تقول إن الجزائر حالياً تحوي كميات مهمة من الغاز الصخري، وبناء على هذه المعطيات شرعت سوناطراك في عملية التأكد من وجود هذا النوع من الطاقة، وفي الوقت نفسه تدرس إمكانيات الشروع في استغلال الغاز الصخري الذي يمكن التحكم فيه على المدى البعيد".
واعتبر أن "إقامة الشراكة مع الشركات الأجنبية التي تتحكم في التكنولوجيا في هذا الميدان ضرورية لامتلاك تكنولوجيا تساعدنا على إنتاج هذا النوع من الغاز بأقل تكلفة وبطريقة تحافظ على البيئة وتضمن الاستغلال العقلاني للمياه، وإلا لن تكون هناك فائدة من اللجوء إلى استغلال الغاز الصخري".
عبد المجيد عطار، مدير عام سابق لشركة سوناطراك، يرى أن "الجزائر لا يمكنها الشروع في الوقت الحاضر ولا حتى خلال السنوات العشر المقبلة، و"لكن بالنظر إلى الاحتياط الموجود في الطاقات التقليدية، وإذا لم نتمكن من اكتشاف حقول أخرى للغاز الطبيعي والنفط، فإننا سنجد أنفسنا مجبرين على الشروع في استغلال الغاز الصخري على المدى البعيد، وبعد سنة 2030، لأن مصادر الطاقة ستسجل نقصاً من ناحية الإنتاج والاحتياط".
وأضاف عبد المجيد عطار أنه "حتى ولو لجأت الجزائر إلى استعمال الطاقات المتجددة، كالطاقة الكهربائية والشمسية وطاقة الرياح، إلا أن هذه الأخيرة ليست كافية، ولا يمكنها منافسة الطاقات التي تنبع من المحروقات، أي من النفط والغاز، ولدينا فترة 30 أو 40 سنة، إن لم نتمكن فيها من الاكتشاف والتنقيب عن الطاقات التقليدية، ففي هذه الحالة يجب علينا محاولة إنتاج أي غاز موجود تحت الأرض".
كما أبرز الخبير المخاطر التي تنجم من لجوء الجزائر إلى هذه الطاقة الجديدة، خاصة على مستوى البيئة، فإن "استعمال الغاز الصخري -حسبه- يتطلب مساحات كبيرة على سطح الأرض، ويحتاج كميات كبيرة من المياه، لا سيما التي يستعملها الفلاحون".
هذا ويؤكد على أن "إنتاج الغاز الصخري يتطلب استثمارات كبيرة وتكنولوجيا متطورة وإقامة شراكة مع الشركات الأجنبية التي تتحكم في تقنيات إنتاج هذا النوع من الغاز، وهو أمر مهم، ولكنه يعتمد بالدرجة الأولى على تخفيف الجباية النفطية لتشجيع الاستثمار في الجزائر، وإن لم يتم تخفيفها - كما يقول - "فلن يكون هناك من يهتم بالاستثمار في بلادنا، وحتى شركة سوناطراك في حد ذاتها، لا تستطيع القيام باستغلال الغاز الصخري، على اعتبار أنه ليست هناك أية فائدة ستجنيها، لأنها ستخسر أكثر مما ستربح في إنتاج غاز يكلفها أكثر من الغاز الطبيعي الذي تنتجه حالياً".
من جانبه، اعتبر أحمد خليل مدير الغاز الطبيعي في وكالة النفط أن "الجزائر لا تمتلك تكنولوجيا إنتاج الغاز الصخري في الوقت الحالي، ولذلك يجب أخذ الاحتياطات اللازمة للشروع في استغلاله، خاصة على مستوى البيئة والمياه"، مؤكدًا أن هذه القضية تتطلب دراسة من قبل الخبراء والمختصين لمناقشة كل الإمكانيات المتاحة.
كما قال إنه "على الرغم من امتلاك الجزائر احتياطات مهمة من الغاز الطبيعي، وإنها لا تحتاج حالياً إنتاج الغاز الصخري، إلا أننا سنلجأ إليه حتمًا على المدى البعيد، خاصة إذا كانت هناك زيادة في الطلب، ولذلك يجب تحضير أنفسنا وتحضير جيل المستقبل لاستعمال هذه الطاقة الجديدة، من خلال إقامة شراكة مع الشركات الأجنبية، التي تمتلك تكنولوجيا إنتاجه وتحديد مواقع تواجد ثروات الغاز الصخري، ثم مناقشة إمكانيات استغلالها وكيفية استخراجها من الأرض".
التعليقات
أيضاً في أميركا
عربي -الحيوية ان الولايات المتحدة بدات فعلا الدراسات لاستخراج الغاز من بين الصخور وبعض المقالات الاقتصادية بدات تتحدث عن الاستغناء عن البترول العربي في غضون عشر سنوات، وايضا كندا اصبحت من اكبر منتجي البترول وتصدر للولايات المتحدة، لا سك بان أسواق صاعدة بقوة سوف تحتاج للبترول العربي كالصين والهند حيث الطبقة الوسطى تكبر وتحتاج لمصادر الطاقة، لا أظن ان البيئة ستتضرر لان الحفر عميق جداً وليس على السطح
أيضاً في أميركا
عربي -الحيوية ان الولايات المتحدة بدات فعلا الدراسات لاستخراج الغاز من بين الصخور وبعض المقالات الاقتصادية بدات تتحدث عن الاستغناء عن البترول العربي في غضون عشر سنوات، وايضا كندا اصبحت من اكبر منتجي البترول وتصدر للولايات المتحدة، لا سك بان أسواق صاعدة بقوة سوف تحتاج للبترول العربي كالصين والهند حيث الطبقة الوسطى تكبر وتحتاج لمصادر الطاقة، لا أظن ان البيئة ستتضرر لان الحفر عميق جداً وليس على السطح