اقتصاد

الشلل المالي في اميركا يحمل ابعادا للخلاف على نظام اوباما للتأمين الصحي

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

واشنطن: مع سياستهم المرتبطة بشكل وثيق باستراتيجية الضغط لتغيير قانون الرعاية الصحية، اقر بعض القياديين في الحزب الجمهوري الاميركي السبت بان انهاء حال الشلل في الادارة الفدرالية يتطلب تغيير قواعد اللعبة السياسية الحالية.

ومن دون ادنى شك، يبقى سحب او تأخير سريان قانون التأمين الصحي المعروف بـ"اوباما كير" اولوية كبرى لدى النواب الجمهوريين الذي اصروا على مدى اسابيع على اصدار اي قانون يزعزع الدعم الحكومي لتوقيع الرئيس باراك اوباما على هذا الانجاز الداخلي. الا ان عددا قليلا من النواب المدعومين من محافظي حزب الشاي دعموا علنا هذا المسعى، وهو ما ادى الى خلافات عميقة داخل الحزب الجمهوري واسفر عن تبادل للاتهامات في صفوف الجمهوريين داخل اروقة مجلس الشيوخ. ومع احتواء معركة الشلل في الميزانية بالجدل الدائر بشأن رفع سقف المديونية خلال الاسبوعين المقبلين، اكد هؤلاء ضرورة نقل الاهتمام الى قضايا ضريبية بحتة. وقال عضو الكونغرس دوغ لامبورن للصحافيين خلال جلسة لمجلس النواب نهاية الاسبوع، وهو موعد قلما يشهد جلسات للكونغرس، "لن اكون سعيدا بذلك لكنني اقر بان ثمة امرا سيئا سيحصل". واضاف "لقد جربنا امورا عدة، وربما استخدمنا كل اسلحتنا لمحاربة +اوباما كير+. لم ينجح ذلك، لذا اعتقد ان علينا الانتقال الى القضايا الاكبر المتعلقة بسقف المديونية والميزانية الاجمالية". وهذا التصريح ليس غير ذي دلالة خصوصا انه صادر عن شخص صنفته مجلة "ناشونال جورنال" في العام 2010 على انه اكثر عضو محافظ في مجلس النواب. ولاقاه في هذا التوجه عضو الكونغرس دنيس روس، احد رافضي زيادة الضرائب ومن انصار حزب الشاي. وقال روس "الاعتزاز، اعتقد ان هذا الامر مفقود هنا، على الارجح من كلا الجانبين". واضاف "لقد اقتربنا كثيرا من بلوغ سقف المديونية واعتقد ان الامرين سيبقيان مجموعين كلما تقدمنا في البحث". وتؤكد وزارة الخزانة الاميركية انها ستستنفد الاموال المتوافرة لديها لدفع مستحقات دائنيها في 17 تشرين الاول/اكتوبر الجاري، ما قد يؤدي الى وضع كارثي في حال لم يصوت الكونغرس على زيادة سقف المديونية البالغ حاليا 16700 مليار دولار. وعلى رغم اقتراب الازمة، اقترح القادة الجمهوريون السبت بقاء رفض "اوباما كير" محورا اساسيا في استراتيجية الحزب. وقال الرجل الثاني في صفوف النواب الجمهوريين اريك كانتور ان "موقف الجمهوريين لا يزال كما هو، لا تخصيص في المعاملة تحت القانون، لا تخصيص في المعاملة تحت +اوباما كير+". واكد البيت الابيض بوضوح انه لن يقبل اي تغيير على قانون الرعاية الصحية، وقد بدا روس متذمرا من اخفاق حزبه في التأقلم مع الواقعية السياسية القاضية بعدم جواز ربط مشروع اوباما للتأمين الصحي مع تأمين الاموال اللازمة لتسيير الدولة الفدرالية. وقال روس "اعتقد ان الامال المبنية كبيرة لدرجة لا يمكن تحقيقها". من جهته قال عضو الكونغرس جيم جوردان لقناة بلومبرغ الجمعة "علينا الحصول على شيء مقابل +اوباما كير+". واضاف "اذا ما اردتم ان يسير هذا البلد على طريق التوازن الضريبي، لا يمكنكم السماح باستحقاق بهذا الحجم سيؤدي الى افلاس حقيقي للبلاد، واهم من ذلك، استحقاق لن يساعد الاميركيين في رعايتهم الصحية. لا يمكنكم السماح بحصول ذلك". وتعرض حزب الشاي لانتقادات من اعضاء ديموقراطيين في الكونغرس بينهم رئيس الاغلبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد الذي وصفهم بانهم "فوضويون" يسعون للوصول الى شلل في الدولة الفدرالية. وقال العضو الجمهوري في الكونغرس بليك فارنتهولد "لسنا حفنة مجانين متعنتين". واضاف "اذا ما استطعنا ايجاد طرق لاصلاح الاقتصاد والحصول على النتيجة نفسها مع الاموال التي قد تحصل عليها مع نظام +اوباما كير+، فلنقم بذلك"، قائلا انه يسعى الى مفاوضات بشأن اصلاحات الضرائب والتقديمات الاجتماعية في الجدل بشأن سقف المديونية. وتابع "اعتقد ان المعركة على نظام +اوباما كير+ ستطول الى حد يمكن خوضها في يوم اخر". ويقول الجمهوريون انهم يريدون الحصول على بعض التنازلات مقابل رفع سقف المديونية، مثل جعل ذلك مقرونا بتخفيضات محددة على الانفاق الفدرالي. وحذر لامبرون قائلا ان "هذا الامر ليس شيكا على بياض للرئيس. هذا ليس في المدى المنظور".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف