السعودية والإمارات الأكثر استفادة حال توقف إنتاج النفط الليبى
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
طرابلس: أصبح العالم اليوم على حادثة اختطاف رئيس الوزراء الليبى على زيدان، على يد مسلحين، ما يعزز من مخاوف المراقبين الدوليين، بسوق النفط العالمى من تعطل إمدادات النفط القادمة من الشرق الأوسط، بسبب الاضطرابات الأمنية فى ليبيا.وفى استجابة سريعة ارتفعت أسعار النفط بنحو 1% إلى 110.15 دولار للبرميل، بعد أقل من ساعة من تأكيد نبأ اختطاف زيدان.وليبيا واحدة من دول منظمة أوبك، ويعول عليها السوق العالمية فى توفير نحو 1.3 مليون برميل يوميا كحد أدنى، ما يعنى أن تأثر إنتاجها يقلص المعروض ويدفع الأسعار لزيادات تؤثر أحيانا فى نمو الدول المستهلكة للنفط، خاصة الولايات المتحدة أكبر اقتصاديات العالم وأكبر مستهلك (17 مليون برميل يوميا)، وكذا الصين ثانى أكبر اقتصاديات العالم.
وفقدت ليبيا معظم إنتاجها من النفط تقريبا أثناء الثورة، التى اندلعت فى فبراير 2011، وانتهت فى نوفمبر من نفس العام، حيث تراجع الإنتاج طيلة هذه المدة إلى نحو 155 ألف ب/ى مقابل نحو 1.52 مليون ب/ى قبل الثورة.ويعيد التدهور الأمنى، إلى أذهان سوق النفط العالمية، مشهد الثورة الليبية من حيث توقف الإنتاج، خاصة فى ظل التباطؤ الشديد الذى ضرب صناعة النفط الليبية فى الشهور القليلة الأخيرة.ويتيح تراجع إنتاج النفط فى ليبيا الفرصة أمام الدول المنتجة فى منظمة "أوبك"، لزيادة إنتاجها خاصة السعودية، التى سجل إنتاجها فى أغسطس الماضى أعلى مستوياته على الإطلاق (9.95 مليون ب/ى)، استفادة من تراجع إنتاج ليبيا فى ذات الشهر، إلى نحو 575 ألف ب/ى كمعدل متوسط، مقابل 1.4 مليون ب/ى فى مارس الماضى.
وفقدت ليبيا منذ أغسطس الماضى معظم إنتاجها بعد إغلاق مسلحين موانئ وحقول النفط.وقال وزير البترول السعودى، على النعيمى، نهاية سبتمبر، إن إمدادات النفط كافية والأسعار عند مستوى ملائم، مؤكدا استعداد المملكة أكبر دولة مصدرة للنفط فى العالم لتعويض أى نقص فى الإنتاج.وتقول السعودية، إن طاقتها الإنتاجية تصل إلى 12.5 مليون ب/ى.ولم تستفد السعودية، أكبر مصدر للنفط فى العالم، وحدها من تباطؤ إنتاج النفط فى ليبيا، حيث سجلت الإمارات زيادة فى إنتاجها خلال أغسطس الماضى بمعدل 120 ألف برميل يوميا، ليصل إجمالى إنتاجها إلى 2.92 مليون ب/ى، وهو أعلى مستوى لها فى تاريخها، وفقا لبيانات نشرتها أوبك، مطلع سبتمبر.
المعطيات السابقة تؤكد أن السعودية والإمارات ستظلان الأكثر استفادة من أحداث ليبيا، لأنهما الأقدر بين دول أوبك على تعويض النقص فى إنتاج ليبيا حسب محللين.
والدول المنتجة لن تستفيد من زيادة إنتاجها وحسب، ولكن أيضا من ارتفاع أسعار النفط بفعل نقص المعروض، نتيجة تراجع إنتاج ليبيا، الذى ابتعد عن دائرة الاحتمالات.ومع زيادة إنتاج النفط من جانب السعودية والإمارات فى أغسطس، وتوقعات المراقبين باستمرار الإنتاج، بنفس تلك الوتيرة، على الأقل خلال الربع الأخير من العام الحالى 2013، كاد مزاج السوق، أن يتجه إلى التراجع، خاصة فى ظل أزمة الميزانية الأمريكية التى ربما تؤثر على الطلب فى أكبر بلد مستهلك للنفط.غير أن تراجع إنتاج النفط فى ليبيا سيغير من اتجاه الأسعار الهبوطى، تحولا للارتفاع بفعل نقص المعروض.