دعوة الاحتياطي الفدرالي الأميركي إلى الاحتراس بسحب الدعم للاقتصاد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: دعا قادة المالية العالمية السبت الاحتياطي الفدرالي الأميركي إلى الاحتراس لدى تحركه من اجل سحب الدعم للاقتصاد في وقت تواجه الدول الناشئة مرحلة اضطرابات مالية.
واعلنت عدة دول خلال الاجتماع السنوي لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ان التحرك المرتقب من جانب البنك المركزي الأميركي لجهة تشديد سياسته بات يضيف تحديات جديدة إلى اقتصاداتها التي تواجه اساسا مصاعب، متسببا بخروج الرساميل منها وتراجع قيمة عملاتها.
ودعت اللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية، الهيئة القيادية لصندوق النقد الدولي، الاحتياطي الفدرالي والمصارف المركزية الاخرى في الاقتصادات المتطورة إلى توخي الحذر لدى الشروع في تعديل نسب فوائدها المتدنية إلى حد كبير وسياساتها النقدية المتساهلة لاعادتها إلى مستويات اعتيادية.
وقالت اللجنة ان "الانتقال في نهاية المطاف نحو تطبيع السياسة النقدية .. يجب ان يتم وفق توقيت مناسب وان يدرس بعناية ويفصح عنه بشكل واف". كما وردت مواقف اكثر صراحة بعدما واجهت بعض الدول تبعات ارتفاع كبير في نسب الفوائد خلال الاشهر الخمسة التي انقضت منذ ان اعلن الاحتياطي الفدرالي انه على وشك وقف برنامجه القاضي بشراء اسهم بقيمة 85 مليار دولار في الشهر.
واعرب ممثلو صندوق النقد الدولي في افريقيا والبنك الدولي عن "قلقهم حيال الغموض" الذي يحيط بامكانية التخلي عن السياسات النقدية التي توصف بغير التقليدية والتي ادت إلى تدفق الرساميل بالدولار واليورو والين إلى الاقتصاد العالمي منذ حوالي خمس سنوات.
وقال وزير المالية الروسي انتون سيلوانوف انه لا يتوقع سوى المزيد من الاضطرابات في الاسواق حين يقبل الاحتياطي الفدرالي على مثل هذه الخطوة. وقال سيلوانوف متوجها إلى اللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية ان "الافتراض بان تصحيح اسعار الاصول الذي بدأ هذا الصيف استكمل بشكل كبير لا يبدو لنا افتراضا ذا مصداقية".
وتابع "حتى التلميح الاول إلى الانسحاب من السياسات النقدية غير التقليدية في الاقتصادات المتطورة تسبب منذ الان بصعوبات جمة بالنسبة لاقتصادات السوق الناشئة". من جهته لفت حاكم البنك المركزي البرازيلي الكسندر تومبيني إلى انتشار التشاؤم بالنسبة للاقتصاد نتيجة ترقب تشديد سياسة الاحتياطي الفدرالي.
وحذر يي غانغ نائب حاكم بنك الصين الشعبي من تقليص برامج الدعم الاقتصادي بشكل "عشوائي". وقال "فيما ساعدت السياسات النقدية غير التقليدية في تثبيت النمو والاسواق المالية في الاقتصادات المتطورة بعد ازمات كبرى، ينبغي ان نولي اهمية اكبر للمخاطر المرتبطة بتطبيق مثل هذه السياسات لفترة مطولة والخروج منها بطريقة عشوائية".
ورأى ان "التنسيق في السياسات والاعلان بشكل واف عن الخطوات المتخذة سيكون امرا اساسيا لضمان خروج سلس ومنتظم من السياسات النقدية غير التقليدية". وشهدت نسب الفوائد الأميركية ارتفاعا مفاجئا وحادا خلال الاشهر الثلاثة منذ ايار (مايو) حين اعلن الاحتياطي الفدرالي انه يتجه نحو الحد من برنامج الدعم المالي، متوقعا وضع حد كامل لهذا البرنامج بحلول منتصف 2014.
وسجلت حركة خروج للرساميل مفاجئة في الاقتصادات الناشئة التي تعاني تباطؤا من اندونيسيا إلى تركيا والبرازيل، وفي اقتصادات اكثر فقرا في افريقيا وأميركا اللاتينية، ما ادى إلى تراجع اسواق الاوراق المالية فيها وتدني قيمة عملاتها، وارغم على تدخل الدولة لارساء الاستقرار في اسواقها.
ولم يباشر الاحتياطي الفدرالي خفض دعمه اذ رأى ان الاقتصاد الأميركي غير مستعد لذلك حتى الان، لكن العديدين يتوقعون ان يباشر خفض الدعم خلال الاشهر القليلة المقبلة. ودعا محافظ البنك المركزي الاسترالي ايوالد نوفوتني وهو من حكام البنك المركزي الاوروبي، الاحتياطي الفدرالي إلى الافصاح بشكل اوفى عن المنحى الذي يتبعه في سياسته النقدية للحد من وطأة خفض الدعم حين يحصل.
وتحدث نوفوتني باسم النمسا وتركيا وست بلدان من اوروبا الشرقية في صندوق النقد الدولي داعيا الاحتياطي الفدرالي إلى "الدخول في حوار دولي من اجل الحد من التبعات السلبية غير المبررة التي ستتحملها الدول الاخرى نتيجة الخروج من سياساته النقدية غير التقليدية".
وبموازاة ذلك حذر صندوق النقد الدولي بشكل متكرر الاقتصادات الناشئة إلى ضرورة تحصين انفسها مع توقع المزيد من البلبلة والارتفاع في نسب الفوائد فيما ينتقل الاقتصاد العالمي إلى وضع مالي "طبيعي" اكثر.
وقال رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم ان قرار الاحتياطي الفدرالي في ايلول (سبتمبر) عدم الشروع في خفض الدعم امهل الدول الاخرى المزيد من الوقت لترتيب اوضاعها الداخلية. وقال "ان قرار الاحتياطي الفدرالي الأميركي عدم الحد من عمليات شراء السندات منح الاسواق الناشئة مهلة شهرين على اقل تقدير".
وتابع ان "النصيحة في غاية الوضوح" مضيفا "اننا نحض بقوة اقتصادات هذه الاسواق الناشئة على التحرك بسرعة لتنفيذ هذه الاصلاحات التي نعرف جميعا انه يترتب عليها القيام بها". لكنه حذر من انه في حال عمد الاحتياطي الفدرالي وغيره من المصارف المركزية إلى التحرك بسرعة اكبر مما ينبغي فقد يتسبب ذلك بانهيار النمو العالمي.
وقال بهذا الصدد "اذا سجلت نسب الفوائد الفعلية على المدى البعيد ارتفاعا حادا اكثر مما ينبغي فان الانتعاش الاقتصادي الأميركي قد يتعثر والتاثيرات السلبية قد ترتد على العالم باسره".