اقتصاد

تسابق على الاستفادة من آثار اقتصادية كبرى

تنافس إكسبو 2020 يشارف على النهاية

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أيام قليلة ويتم الإعلان عن اسم المدينة الفائزة باستضافة معرض إكسبو 2020، وسط تزايد التوقعات بأن تكون مدينة دبي هي من سيفوز بشرف الاستضافة، متفوقة على مدن ساو باولو البرازيلية وإزمير التركية و يكاتيرينبورغ الروسية.

دبي: إكسبو هو أقدم وأكبر معرض في العالم، بدأ في لندن في العام 1851، تحت اسم "المعرض العظيم لمنتجات الصناعة من دول العالم". وفي العام 2010، كانت آخر نسخ المعرض الدولي، وحظيت مدينة شنغهاي بشرف تنظيمه. ويشارك في هذا المعرض نحو 166 دولة، ويكون لكل منها جناح خاص، تعرض فيه منتجاتها وخدماتها.

ودبي كما مدن أخرى شحذت همتها، رسميًا وشعبيًا، لتفوز بفرصة استضافة هذا المعرض العالمي، الذي يقام مرة كل خمسة اعوام، ويستمر لفترة أقصاها ستة أشهر مستقطبًا ملايين الزوار من العالم اجمع. ولإن نجحت دبي في سعيها هذا، ستكون أول مدنية تستضيف المعرض في المنطقة، إذ لم يتم استضافة أي من نسخات المعرض من قبل في الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب شرق آسيا.

دبي الطامحة

ودبي مدينة غنية عن التعريف، تسبقها شهرتها العقارية والسياحية ومكانتها كأهم مركز للأعمال في الشرق الأوسط والخليج، مسلحة بكل ما يجذب إليها انظار العالم واستثماراته. فهي ثاني أكبر مدن دولة الإمارات، تجمع على أرضها أكثر من 200 جنسية مختلفة تعمل في مختلف المجالات، في شركات ساهمت في توسيع الأفق الاقتصادي في دبي، من دون الاعتماد الكلي على العائد النفطي.

ودبي مقصد سياحي مهم جدًا، تتقاطر عليها عروض السيرك العالمية، وحفلات نجوم الغناء من كل أنحاء العالم، ولها مهرجان سينمائي دولي يلم في جنباته صناع السينما العالميين.

وحين قدمت دبي ملفها لاستضافة معرض إكسبو 2020، اختارت شعار "تواصل العقول وصنع المستقبل" عنوانًا. وفي حال فوزها، سينعكس ذلك على اقتصادها، من عقارها إلى سياحتها. ورغم صعوبة التنبؤ بالفوائد الاقتصادية لإكسبو، إلا أن الخبراء يجمعون على أن الفوز يسرّع الإنفاق الحكومي على مشاريع البنية التحتية، ويساهم في تعزيز السياحة.

فقد يتجاوز حجم الإنفاق لتجهيز دبي 18 مليار دولار، منها سبعة مليارات ستنفقها الحكومة تشمل 1.4 مليار لتوسيع المترو، بجانب 1.7 مليار تكاليف تشغيلية خلال المعرض. أما الانفاق الخاص، فقد يصل إلى 9.5 مليارات دولار.

إزمير المنافسة

أكبر منافس لدبي هي إزمير التركية، لأن المدينتين تتشاركان المنطلق الجغرافي السياحي. فإزمير ميناء تركيا الآسيوية الأول، يمتد تاريخها عميقًا في الجذور التركية، منذ عهد السلطنة العثمانية، على الرغم من سعي اليونان الحثيث لضمها إلى أراضيها بعد وفاة السلطنة العجوز في العام 1918، اي بعد أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها.

تحاول إزمير أن تنتحي بملفها ناحية أوروبية إنسانية في الملف، راسمة شعارها "الصحة للجميع" منطلقًا في التركيز على تحسين الحياة الانسانية. وحين تقدمت ازمير بطلب الاستضافة، قال محافظها مصطفى توبراك: "ازمير مدينة أسطورية استضافت أحد أقدم المراكز الصحية في العالم مكرسة لإله الطب والشفاء لدى الإغريق اسكليبيوس".

أضاف: "اليوم، يحظى تقدم تركيا في مجال الصحة بترحيب دول عديدة"، مذكرًا بأن معدل متوسط الحياة ارتفع من 71,4 إلى 74,3 عامًا منذ عشر سنوات. وكانت إزمير ترشحت لتنظيم إكسبو" الدولي 2015، لكن موفدي الدول الأعضاء في المكتب الدولي للمعارض فضلوا عليها ميلانو الإيطالية.

ساو باولو الآملة

إلى جانب دبي وإزمير، تخوض ساو باولو البرازيلية معركة استضافة اكسبو 2020، وهي بين أهم المراكز التجارية في البرازيل وفي أميركا اللاتينية.

وبين ساو باولو ودبي شَبَه التعددية، إذ يقطن المدينة اتباع أكثر من سبعين جماعة دينية وعرقية مختلفة. وإن كانت إزمير متأصلة في عثمانيتها التي تعود في التاريخ نحو 600 عام، فحضارة ساو باولو تعود لأكثر من ألف من السنين.

وعلى هذا التنوع، بنت ساو باولو آمالها في الفوز بفرصة استضافة معرض إكسبو الدولي 2020، فكان شعارها "التنوع من أجل النمو".

وتعلق البرازيل آمالًا كبيرة على فوزها باستضافة إكسبو 2020، لكي تساند محركات اقتصادها في تأمين المزيد من النمو، تمامًا كالآمال المعلقة برازيليًا على استضافة كأس العالم، من خلال جذب السياح، خصوصًا بعدما عقدت الولايات المتحدة اتفاقية التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي، والتي تخفض الصادرات البرازيلية ما يؤدي إلى تراجع نسبة الدخل الفردي 2.1 بالمئة. وإن تم اختيارها لاستضافة إكسبو 2020، ستكون هذه المرة الأولى التي يقام فيها المعرض في أميركا الجنوبية.

يكاتيرينبورغ الوسيطة

أما المدينة الرابعة في هذه المنافسة فهي يكاتيرينبورغ، رابع أكبر مدينة في روسيا، وعاصمة الكيان الفدرالي الروسي سفيردلوفسك أوبلاست. توصف هذه المدينة بأنها قلب قارة أوراسيا النابض، بين أوروبا وآسيا.

وبما أن الروس يختارون دائمًا ما يمكن أن يضعهم خطوة واحدة على الأقل أمام الغرب، اختارت يكاتيرينبورغ "العقل العالمي" شعارها لملف استضافة إكسبو 2020، مسلطة الضوء على ترابط مدن العالم في بوتقة واحدة أو قرية عالمية واحدة.

وملف يكاتيرينبورغ لاستضافة المعرض العالمي علمي تقني بامتياز، حشدت له قدرات تكنولوجية هائلة، ساعية لإيصال الانترنت إلى أكثر قرية نائية في العالم، لرفع مستوى التعليم والحياة للجميع.

ومدينة يكاتيرينبورغ، وكان اسمها سفيردلوفسك بين العامين 1924 و1991، سميت تيمنًا بالامبراطورة يكايتيرينا الاولى، زوجة القيصر بطرس الاكبر. وهي مركز مقاطعة سفيردلوفسك، وكذلك مركز دائرة الأورال الفيدرالية. وهي مركز صناعي ضخم ليس فقط في منطقة الاورال بل في روسيا عمومًا، حيث توجد فيها مصانع بناء الماكينات والمعدات وصناعة السيارات وصناعة التعدين والميتالورجيا وغيرها من الصناعات الثقيلة والخفيفة. ويسكنها نحو 1.5 مليون نسمة، ينتمون إلى مختلف الطوائف الدينية والقومية.

وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن مدينة يكاتيرينبورغ الأورالية، الواقعة على الحدود بين أوروبا وآسيا، ستكون الأمثل للمشاركين والضيوف من القارتين لإقامة المعرض الدولي إكسبو 2020.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف