الدوحة تختار علاقات اقتصادية قوية مع الغرب
استثمارات قطر في أميركا في تنامٍ مستمرّ
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الاستثمارات القطرية في أميركا بلغت بلغة الأرقام مستوى عاليًا للغاية، ويرى الخبراء أنّ تلك الاستثمارات تعد جزءًا من إستراتيجية قطرية تهدف الى تأسيس روابط تحمي الدولة الصغيرة من نفوذ بعض دول الجوار، وذلك عبر تكوين علاقات اقتصادية قوية مع الغرب.
أشرف أبوجلالة من القاهرة: دور قطر الاستثماري في الولايات المتحدة على مدار السنوات القليلة الماضية لم يكن بالدور الصغير أو المحدود، بل اتضح مع مرور الوقت أنه دور بارز ومؤثر، خاصة بعد ضخها عام 2010 مبلغاً قدره 650 مليون دولار في مشروع "سيتي سنتر" السكني والتجاري الضخم، إثر توقف أعمال البناء به بسبب الأزمة الاقتصادية.
ثراء قطر
هذا الدور، أفردت له صحيفة "واشنطن بوست "الأميركية تقريراً مطولاً تحدثت فيه عن ثراء قطر الكبير، رغم صغر مساحتها وقلة عدد سكانها.
واستهلت حديثها بتمويل قطر لمشروع "سيتي سنتر"، في شمال غرب واشنطن، خاصة بعد انتقال أول تسعة مستأجرين إلى الشقق الموجودة في المبنى، وبينما يتوقع أن تبدأ الإشغالات المكتبية خلال فصل الربيع المقبل، مع افتتاح 40 متجراً هناك الخريف القادم.
استثمارات ضخمة
لفتت الصحيفة إلى أن هذا الاستثمار لم يكن الأول من نوعه بالنسبة الى قطر في الولايات المتحدة، حيث سبق لمجموعة الفيصل القطرية أن قامت العام الماضي بشراء فندق "راديسون بلو أكوا" الموجود في ولاية شيكاغو.
وذلك في الوقت الذي أشارت فيه المجموعة إلى أنها ستسعى الى الاستحواذ على عقارات أميركية أخرى.
الاعلام والخطوط الجوية
كما أشارت الصحيفة إلى قيام قطر العام الجاري بشراء قناة "كرنت تي في - Current TV" الأميركية مقابل 500 مليون دولار، استعانتها بـ 800 صحافي وإطلاقها فضائية الجزيرة أميركا، لتزيد بذلك تواجدها الإعلامي في الولايات المتحدة.
كما أعلنت شركة الخطوط الجوية القطرية في الأسابيع الأخيرة عن خطط تهدف الى توسيع نطاق خدماتها في الولايات المتحدة عام 2014 عن طريق إضافتها كلاً من دالاس، ميامي وفيلادلفيا إلى تشكيلة مقاصد تشمل هيوستن، واشنطن، نيويورك وشيكاغو.
وقالت قطر الشهر الماضي إنها ستنفق 19 مليار دولار لشراء 50 طائرة بوينغ 777، كجزء من صفقة ضخمة بين شركة الطيران الأميركية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
طلاب قطريون
لفتت الصحيفة إلى أن عدد الطلبة القطريين بالجامعات الأميركية زاد بمقدار خمسة أضعاف خلال الأعوام العشرة الماضية، فيما أنفقت المؤسسة القطرية الدولية 5 ملايين دولار هذا العام من اجل تشجيع المدارس الأميركية على تدريس اللغة العربية.
ورغم الدور العقاري البارز الذي يقوم به القطريون في أكثر من 10 دول بـ 4 قارات مختلفة، إلا أن نشاطهم يتركز في الأساس صوب لندن وأوروبا، وليس أميركا.
وتجدر الإشارة إلى أن قطر استثمرت خلال السنوات الست الماضية مبلغاً قدره 33 مليار دولار في بريطانيا، كقيامها مثلاً ببناء مبنى شارد المكتبي الأطول في غرب أوروبا.
أميركا جذابة للقطريين
ونقلت واشنطن بوست بهذا الخصوص عن خالد السبيعي، الرئيس التنفيذي لمصرف المستثمر الأول القطري الذي قام بتمويل مشروع سيتي سنتر، قوله :" تقدم سوق العقارات الأميركية أساسيات جذابة خلال السنوات القليلة المقبلة، وهو ما يحولها إلى قطاع هام في الحقيبة العقارية الخاصة بأي مستثمر من المستثمرين".
استراتيجية
ذهب بعض المحللين إلى القول إن الاستثمارات القطرية في أميركا تعد جزءًا من إستراتيجية عالمية تهدف الى تأسيس "روابط" تحمي دولة قطر الصغيرة من نفوذ بعض دول الجوار، وذلك عبر تكوين علاقات اقتصادية قوية مع دول مثل بريطانيا وأميركا.