اقتصاد

قمة حاسمة لتمويل الاتحاد الأوروبي حتى العام 2020

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يعقد القادة الأوروبيون قمة الخميس والجمعة يفترض أن يسعوا خلالها إلى إعطاء الاتحاد الأوروبي وسائل كافية تسمح بتمويل الاستثمارات، التي تؤدي إلى إيجاد وظائف حتى 2020، في مفاوضات ستكون طويلة وشاقة على ما يبدو.

بروكسل: بدأت القمة الأوروبية المخصصة لدراسة موازنة الاتحاد الأوروبي للفترة 2014-2020 مساء الخميس مع تأخير حوالى ست ساعات، ما يؤشر إلى توتر بين القادة، الذين هدد عدد منهم برفض أي اتفاق بشأن الموازنة يكون بعيد جدًا عن مصالحهم.

وبدأت قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي حوالى الساعة 20:45 (19:45 ت غ) بعد ساعات من لقاءات ومحاولات تصالحية بين القادة في محاولة لتقريب المواقف، التي لا تزال متباعدة بين أنصار التخفيضات القاسية في النفقات والمدافعين عن موازنة اكثر طموحًا.

ولدى افتتاح أعمال القمة، دعا رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي قادة دول الاتحاد الأوروبي الـ27 إلى التحلي بروح "التسوية". وقال "إذا تحلينا جميعًا بروح التسوية، فان اتفاقًا حول الموازنة لا يزال ممكنًا". واقر قائلاً "لكننا لم نتوصل الى هذا بعد". وبحسب مصادر اوروبية عدة، فإن فان رومبوي لم يقدم وثيقة جديدة بالارقام للقادة الاوروبيين بسبب خلافاتهم.

ولدى وصوله الى بروكسل، رفع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من لهجته عندما اكد انه لا يزال يتعين تخفيض ارقام الموازنة. وقال محذرا "اذا لم يحصل هذا الامر، فلن يكون هناك اتفاق". من جهته، حذر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من انه سيرفض تسوية اذا "تم تجاهل الزراعة وتجاهل النمو".

وقال كاميرون لدى وصوله الى القمة الاوروبية في بروكسل "في تشرين الثاني/نوفمبر، كانت الارقام المطروحة مرتفعة جدا بالفعل. ينبغي ان تنخفض. واذا لم يحصل ذلك، فلن يتم التوصل الى اتفاق".

واضاف "نتحدث عن المبلغ الذي سيسمح الاتحاد الاوروبي بانفاقه خلال السنوات السبع المقبلة. وبصراحة، ينبغي الا يكون الاتحاد الاوروبي معفى من الضغط لخفض نفقاتنا، ولنكون اكثر فعالية، ونتتاكد من اننا ننفق الاموال بشكل صحيح".

والقمة هي اول ظهور اوروبي لرئيس الوزراء البريطاني منذ خطابه في 23 كانون الثاني/يناير حيث طلب من اوروبا تطبيق اصلاحات، واعلن تنظيم استفتاء حول انتماء بريطانيا الى الاتحاد الاوروبي.

وبحسب المعلومات التي حصلت عليها وكالة فرانس برس، فان اقتراح التسوية الذي اعده رئيس المجلس الاوروبي هيرمان فان رومبوي ينص على التزامات ائتمانية (محددة مسبقا) بقيمة 956.9 مليار يورو، تتطابق مع السقف المسموح به، وما بين 900 الى 905 مليارات لاعتمادات الدفع، اي النفقات الفعلية.

من جهتها، شككت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الخميس في التوصل الى اتفاق اثناء القمة المخصصة للموازنة الاوروبية، معتبرة ان مواقف الدول الاعضاء لا تزال "متباعدة جدا". وقالت ميركل لدى وصولها الى بروكسل "لا يمكننا القول حاليًا انه سيكون هناك اتفاق. المواقف من هنا وهناك لا تزال متباعدة جدا". الا انها وعدت بالقيام "بكل ما في وسعها" للتوصل الى اتفاق حول الموازنة الاوروبية المتعددة السنوات للفترة 2014-2020.

واوضحت "في هذه الفترة من فقدان الامن الاقتصادي والبطالة المرتفعة، من المهم ان نتمكن من التخطيط والانفاق عبر التحلي بالحذر، وانما ايضا ان يكون هناك تضامن بين المساهمين والمستفيدين".وكانت ميركل التقت الاربعاء الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في باريس، حيث حاولا التوفيق بين موقفيهما قبل هذه القمة الحاسمة.

وحذر هولاند من جهته لدى وصوله الخميس الى بروكسل للمشاركة في القمة الاوروبية من انه اذا كانت تسوية موازنة الاتحاد الاوروبي للفترة 2014-2020 "ستتجاهل الزراعة والنمو"، فانه "لن يوافق" عليها. وقال "جئت الى هنا سعيًا إلى اتفاق. اذا كان هناك من لا يتحلى بالعقلانية، فسأعمل على جعله يتحلى بها، وانما الى حد ما".

واضاف "اذا كان على اوروبا ان تتخلى، في سبيل البحث عن تسوية بالقوة، عن سياساتها المشتركة، وان تتجاهل الزراعة وتتجاهل النمو، فلن اوافق". وقال ايضا ان "فرنسا مدركة دائما انه لا بد من التوفير، ولكن ينبغي ان لا نضعف الاقتصاد في الوقت نفسه".

من جهة اخرى، اعرب رئيس الوزراء التشيكي بيتر نيكاس الخميس في بروكسل عن استعداده لاستخدام حق الفيتو ضد الموازنة الاوروبية، كما ذكرت وكالة الانباء التشيكية. وقال نيكاس "اتيت الى بروكسل لاجراء محادثات حول الموازنة التي تمتد لسنوات عدة مع تفويض قوي وصريح من الحكومة التشيكية. نعتبر ان هذا الاقتراح غير مقبول، ونحن على استعداد لاستخدام الفيتو".

واوضح للصحافيين لدى وصوله الى بروكسل "نريد موازنة اوروبية تتضمن خفضًا اكبر للنفقات، واكثر حداثة، موازنة تنصف الجمهورية التشيكية". وكان رئيس الوزراء البلجيكي اليو دي روبو قال ان "المطروح على الطاولة مخيب يفتقر الى رؤية للسياسات الصناعية". الا ان رئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي هدد علنًا برفض اتفاق سيء.

وقد تهمش هذه المفاوضات الموضوعات الاخرى، كالوضع في مالي والاستراتيجية للمساعدة في متابعة الثورات العربية واتفاقات التبادل الحر المقبلة الواجب التفاوض بشأنها خصوصًا مع الولايات المتحدة.

وليتسنى الوقت لمناقشة هذه الموضوعات على الدول الـ27 الاتفاق ليلاً على الموازنة الاوروبية. وقال رئيس مجلس اوروبا هرمان فان رومبوي في رسالة الدعوة "هناك إلحاح للتوصل الى اتفاق". وكان يفترض ان تبدأ القمة في الساعة 14:00 ت غ، لكن موعدها أرجئ حتى الساعة 16:30 ت غ لتحسين مقترحات التسوية.

في كل الاحوال، ستكون موازنة 2014-2020 المتأثرة بالتقشف، اقل من الفترة السابقة 2007-2013 التي كانت تتخطى الالف مليار. وهذا يمثل اقتطاعا كبيرا، اي خفض بقيمة 13 مليارا في التعهدات، و30 مليارا في المدفوعات مقارنة مع مقترح تشرين الثاني/نوفمبر.

من جهته صرح رئيس البنك المركزي الاوروبي ماريو دراغي الخميس في مؤتمر صحافي في فرانكفورت ان زيادة سعر صرف اليورو هي اشارة الى عودة الثقة الى منطقة اليورو. وقال ان هذا "التحسن يصب في اتجاه عودة الثقة الى اليورو".

واضاف ان "اسعار الصرف تعكس اسس (اقتصاد ما) وفي الاجمال، فان اسعار الصرف الاسمية والحقيقية هي عند معدلها على المدى البعيد او القريب". وسيكون تحسين مقترح فان رومبوي للوصول الى توازن بين المواقف الاكثر تشددا والخطوط الحمراء للبرلمان الاوروبي موضع النقاش الخميس.

وذكر مصدر فرنسي "نحاول الحد من الاقتطاعات". وقال مفاوض اوروبي "لن يكون الامر ممكنا. سيكمن التفاوض في اعادة التوزيع لارضاء الجميع".

وهناك شبه يقين بالتوصل الى اتفاق. اذ علاوة على الوضع الكارثي لاوروبا، فان الفشل سيؤدي الى الخسارة بدءًا بالمانيا التي قد تخسر مليار يورو من التخفيضات حصلت عليها على قيمة مساهمتها في الفترة من 2007 الى 2013.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف