غضب المصريين من نقص السولار يشل المرور
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
القاهرة: تسبب تفاقم أزمة نقص السولار في العديد من محافظات مصر في زيادة حنق المصريين بعدما تسببت في قطع بعض الطرق الرئيسة وزيادة المشاجرات بشكل حاد في مواقع تموين السيارات في المحطات.
وقال حسام عرفات رئيس شعبة المواد البترولية في اتحاد الغرف التجارية في اتصال هاتفي مع مراسل وكالة "الأناضول" في الوقت الحالي تشهد محطات كثيرة على مستوى الجمهورية تكدسًا من جانب اصحاب سيارات النقل مع بدء عمليات حصد المحاصيل الزراعية مما يفاقم المشكلة".
واضاف عرفات ان هيئة البترول مطالبة برفع كميات السولار في السوق، بما يفوق المطلوب لضمان تجاوز الازمة الحالية. وطالب عرفات بالسحب من المخزون استراتيجي من السولار، الذي تقول الحكومة انه يكفي لمدة 8 أيام.
وتشهد محطات كثيرة على مستوى الجمهورية تكدسًا من جانب اصحاب سيارات النقل مع بدء عمليات حصد المحاصيل الزراعية مما يفاقم المشكلة، وعبّر السائقون عن غضبهم باحتجاجات، تمثلت في وضع سياراتهم في الشوارع الرئيسة لتعطيل المرور، ومحاولة اشعال حرائق في محطات الوقود.
وتسبب نقص السولار في معاناة كبيرة لأصحاب الشركات الزراعية في شرق العوينات (جنوب مصر) بشكل بات يهدد المحاصيل الزراعية بخسائر فادحة.
وقال المهندس سيد محمود عضو في اتحاد تنمية مصر إن منطقة شرق العوينات تعاني نقص السولار منذ حوالى 20 يومًا، الأمر الذي يهدد بدمار محصول القمح والذي يعد من المحاصيل الاستراتيجية.
وأغلق عدد من اصحاب سيارات النقل الجماعي (اتوبيسات صغيرة يملكها مواطنون وشركات صغيرة) طريق كورنيش النيل أمام "ماسبيرو" (مبنى التليفزيون الحكومي) في القاهرة صباح اليوم الخميس للتعبير عن اعتراضهم على نقص كميات السولار في المحطات واضطرارهم للانتظار لساعات طويلة أمام المحطات الرئيسة للتزود باحتياجاتهم، مما أدى إلى توقف تام في حركة السير في ساعات الذروة الصباحية.
وقام العشرات من السائقين بإشعال النيران في محطة للوقود في الفشن في محافظة بني سويف (شمال صعيد مصر) مساء أمس الأربعاء بعدما فشلوا في تزويد سياراتهم بالسولار.
وقال شهود عيان لوسائل إعلام محلية أن عددًا من السائقين وأصحاب السيارات قاموا بإشعال النيران في المحطة بعدما اختفى البنزين والسولار بشكل تام، وتعمد صاحب المحطة بتهريب الوقود في السوق السوداء وخلو المحطة بشكل دائم من الوقود.
وكانت أزمة السولار قد تصاعدت في مراكز بني سويف السبع بعد وصول سعر "العشرين لتر" سولار إلى 70جنيهاً تعادل 10.44 دولار في السوق السوداء بدلًا من 22 جنيه 3.28 دولار، وعادت ظاهرة طوابير السيارات، خاصة النقل الثقيل والأجرة أمام محطات الوقود لساعات، بهدف الحصول على كميات من السولار لتمويل سياراتهم، مما أدى إلى إعاقة الحركة المرورية في المناطق والشوارع المجاورة لمحطات الوقود.
وأغلق أمس الاربعاء العشرات من سائقي السرفيس في قرية الشغب في مركز إسنا جنوب الأقصر طريق مصر - أسوان الشرقي؛ احتجاجاً على نقص السولار، وقام المحتجون بقطع فروع الأشجار ووضع إطارات السيارات على الطريق لمنع جميع السيارات من المرور.
وقال ياسر البنهاوي، والذى يعمل سائق على سيارة نقل جماعي على خط المؤسسة - التحرير "في القاهرة" كل يوم نعاني في الحصول على كميات السولار اللازمة، لكن الامر تجاوز مستويات الصبر في الأيام الثلاثة الماضية". وأضاف إن اصحاب المحطات يستغلون الموقف، ويرفعون الاسعار بشكل غير مقبول.
وقال "طلب بعض اصحاب المحطات منا شراء لتر السولار بـ1.5 جنيه تعادل 0.223 دولار، رغم ان سعره 1.1 جنيه، مما دفعنا إلى تحرير محاضر في اقسام الشرطة لهم".
ولاتزال أزمة السولار والبنزين مستمرة في محافظة المنيا جنوب القاهرة، حيث تكدست السيارات في طوابير لمسافات كبيرة، امام محطات الوقود، انتظاراً للحصول على احتياجاتهم من الوقود، إلا أن الكميات الواردة للمحطات لا تكفي الأعداد الكبيرة من السائقين واصحاب السيارات، الأمر الذي يضطرهم إلى ترك سياراتهم في المحطات، إلى حين وصول كميات أخرى من الوقود، وعدم ضياع دورهم في الطابور، وانتظارهم لساعات اخرى جديدة.
وفضّ مساء أمس، العشرات من قائدي الشاحنات تجمهرهم عند الكيلو 110 طريق أسوان أبو سمبل السياحي جنوب أسوان بعد ساعتين، احتجاجاً على نقص السولار واضطرارهم لشراء جراكن السولار من مافيا السوق السوداء، حيث تسبب تجمهر سائقي الشاحنات في تعطيل الحركة المرورية على طريق أبو سمبل السياحي وتعطيل عملية التفويج السياحي لمعابد أبو سمبل.
وتسببت الأزمة في زحام السيارات على محطات التمويل في أسيوط (وسط صعيد مصر) مما أدى إلى تكدس مرورى في قلب المحافظة بعد امتداد طوابير السيارات أمام المحطات لكيلو مترات عدة، بل إن بعضها يبيت ليلًا أمام المحطات حتى يتمكن من تمويل سياراته، ولم تكن محطات المحافظة فقط هي المحطات التي تشهد الزحام، بل امتد ذلك إلى المحطات الموجودة في كل مراكز المحافظة.
ورفع سائقو السيارات الأجرة في كل المراكز في محافظة الدقهلية في وسط الدلتا اسعار نقل الركاب، بعد تفاقم أزمة السولار والبنزين واختفائها من المحطات، والتي وصل سعر صفيحة السولار فيها إلى 35 جنيها، وهو ما أدى إلى عودة ظاهرة الطوابير مرة أخرى أمام المحطات، وتكدس السيارات على الطرق الرئيسة في المحافظة وإصابة المرور بحالة من الشلل.
وقال وزير البترول لمراسل "الأناضول" اليوم الخميس إن عمليات تهريب الوقود المتنامية تسببت في حدوث نقص في السولار في محافظات مختلفة، استغلها البعض في تحقيق أرباح هائلة على حساب المواطن.
وكان الدكتور مصطفى عيسى محافظ المنيا، قد عقد اجتماعاً لمتابعة موقف البنزين والسولار، واعلن ضخ 712 طن سولار، و195 طن بنزين 80، و38 طن بنزين 92، و5 طن بنزين 90، كما تم توفير 4600 طن من السولار كاحتياطي استراتيجي في مخازن المحافظة، وتسعى المحافظة إلى وصول المخزون إلى 6 آلاف طن، للتغلب على أي معوقات أثناء نقل السولار.
ورفعت هيئة البترول من الكميات المطروحة من السولار على مدار الايام الماضية إلى 36 الف طن يوميًا مقابل 35 الف طن في الاحوال العادية.
وتشهد بعض محطات تموين الوقود في محافظات الدلتا، مثل القليوبية والغربية والمنيا، زحامًا كبيرًا من قبل المزارعين، وسائقي الجرارات الزراعية للحصول على احتياجاتهم من السولار لريّ حقولهم، التي جفت بسبب عدم الري ونقص السولار، وتواجده في السوق السوداء بأسعار مضاعفة.
وقال احمد سمير، والذي يقطن منطقة الضاهر في وسط القاهرة، إن المشكلة في تكدس الشاحنات والسيارات التي تعمل بالسولار هو انها تغلق الطريق بشكل مستفز للكثيرين، مما يعوق المواطنين عن التوجه إلى أعمالهم أو الوصول إلى منازلهم في العودة.واضاف: أصحاب السيارات التي تعمل بالبنزين لا يعانون مشكلة لتوافره في المحطات، لكن الازمة في السولار.
وقال مسؤول بارز في الهيئة العامة المصرية للبترول لمراسل "الأناضول" اليوم الخميس إن ارتفاع عمليات التهريب ونقص المخصصات المالية وراء تفاقم أزمة السولار الحالية في السوق المحلية. وأضاف المسؤول صباح اليوم إن معدلات تهريب السولار في بعض المدن الساحلية بلغت ذروتها منذ مطلع الشهر الجاري.
وقال" استغل المهرّبون في دمياط وكفر الشيخ، الواقعتين في دلتا مصر، تركيز قوات الأمن مع التعامل مع المظاهرات التي صاحبت ثورة 25 يناير وذكرى التنحّي في توسيع انشطتهم". وأضاف "نسبة التهريب بلغت 15% مما يتم طرحه يوميًا من السولار". وتطرح هيئة البترول 35 الف طن يوميًا من السولار في السوق، و15 الف طن بنزين.
وكان وزير البترول المهندس أسامة كمال قد توقع ارتفاع حجم مخصصات دعم المنتجات البترولية إلى 120 مليار جنيه بنهاية العام الجاري مقابل 114 مليار جنيه في العام الماضي بنسبة زيادة 5%.
وقال محمود نافع رئيس احدى شركات تسويق المنتجات البترولية الخاصة لمراسل "الأناضول" اليوم الخميس إن غياب الرقابة مع وجود ثغرات في نظام توزيع المنتجات البترولية وراء ازمة السولار الحالية. وأوضح أن تعدد قنوات استخدام السولار وعدم وجود حصر بالمستخدمين الفعليين يتسبب في حدوث اختناقات من حين إلى آخر.
وأضاف "الكل يستخدم السولار بدءًا من السيارات والشاحنات، وحتى الفلاحين في الآلات الصناعة، وانتهاء بالقطاع الصناعي الذي يعاني في الوقت الحالي من الحصول على البوتاغاز والغاز الطبيعي.
وتشهد محافظات عدة، من بينها القاهرة، حالات تكدس يومية أمام محطات الوقود واحتجاجات اعتراضًا على نقص السولار في الأسواق.