اقتصاد

مجموعة العشرين تبحث في موسكو سبل وضع حد للركود وتفادي 'حرب عملات'

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

موسكو: اجتمعت الدول الغنية والناشئة في مجموعة العشرين يوم الجمعة في موسكو في محاولة لوضع حد 'لركود' الاقتصاد العالمي المتعثر بسبب ازمة منطقة اليورو، على امل استبعاد تهديد 'حرب عملات' الذي احيته اليابان من جديد.واعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حديثه امام الاجتماع يوم الجمعة ان 'التحدي' بالنسبة الى الدول الغنية والناشئة في مجموعة العشرين المجتمعة في موسكو، هو اقتراح اجراءات ترمي الى 'اخراج الاقتصاد العالمي من الركود'.واعلن الرئيس الروسي لدى افتتاج اجتماع يستمر يومين لوزراء مالية مجموعة العشرين ان 'التحدي الرئيسي الذي تواجهه مجموعة العشرين اليوم هو معرفة كيف تبدو فاعلة لاقتراح اجراءات انمائية على المدى الطويل واقتراح سياسة تخرج الاقتصاد العالمي من الركود والغموض لوضعه على مسار حازم من النمو'.


واضاف ان 'روسيا تقترح ان يركز اجتماع مجموعة العشرين على المهمات التي يقوم عليها هذا المنتدى: ضمان نمو متوازن وايجاد وظائف وتحفيز الاستثمارات وتعزيز الشفافية وتنظيم فاعل'.وقال بوتين ايضا إنه من المهم القضاء على الاختلالات الاقتصادية وان تكون هناك استراتيجية واضحة للاقتراض لوضع الاقتصاد العالمي على مسار النمو المستدام.واضاف 'الأيام التي كانت فيها الأزمات الاقتصادية لها آثار منعزلة قد ولت .. المشكلات في الولايات المتحدة ومنطقة اليورو تؤثر على اقتصادات جميع الدول' داعيا إلى 'إدارة شفافة' لعجز الميزانيات وللديون لكسب ثقة المستثمرينوللمرة الاولى منذ فترة طويلة لا تشكل المخاوف من ارتفاع مدمر لسعر صرف اليورو موضوعا رئيسيا في الاجتماع. واكد مسؤول اوروبي هذا الاسبوع 'نتوقع مناقشة حول الوضع الاقتصادي العالمي اكثر غنى من السابق عندما كانت منطقة اليورو وقادتها لا يزالون يواجهون حدة الازمة'.


الا ان الاحصاءات التي نشرت عشية اللقاء اعادت وضع اوروبا تحت المجهر: فالانكماش فاق التوقعات العام الماضي في منطقة اليورو والنمو قد يبقى معدوما ايضا في 2013. ويشكل هذا الامر ابرز سبب لكبح النهوض الاقتصادي العالمي.وحددت روسيا مسألة البحث عن 'مصادر نمو' جديدة، اولوية لفترة رئاستها لمجموعة العشرين التي تبلغ اوجها اثناء قمة في بداية ايلول/سبتمبر في سان بطرسبورغ.وفي حين بدات الانتقادات تتناول الافراط في اجراءات التقشف المالي بسبب تاثيراتها السلبية على النشاط الاقتصادي، تعتزم موسكو تخفيف حجم الاهداف التي تحددت في 2010 في تورونتو عندما التزمت الدول الغنية في مجموعة العشرين بتقليص عجز موازناتها الى النصف بحلول 2013.وقال وزير المالية الروسي انطون سيلوانوف 'يجب ان نتبنى اهدافا واقعية وممكنة التحقيق'. وقد يتم ارجاء الاستحقاق الى 2016، كما اقترح، مشيرا الى ان عددا من الدول لن تحضر اللقاء هذه السنة.والمفوضية الاوروبية المتشددة عادة حيال هذا الامر، وافقت للتو على التفكير في تحديد مهل لخفض العجز في الموازنات، لكن المانيا الاكثر تشددا منها، قد تعترض على اي ليونة في اجراءات التقشف.


وتبدي بعض الدول الاوروبية، وفي مقدمها فرنسا، قلقها من قوة سعر صرف اليورو الذي يعوق صادراتها. وبشكل اوسع فان منطقة اليورو تندد بالسياسات النقدية في الولايات المتحدة واليابان اللتين تفرطان في اصدار الاوراق المالية لدعم اقتصاديهما ما يؤدي الى خفض قيمة عملتيهما.وحذر وزير المالية الالماني فولفغانغ شويبله الاربعاء الماضي قائلا 'لن يكون في وسعنا تفادي ازمة شبيهة بازمة 2008 اذا تم ضخ كمية متزايدة من الاموال في الاقتصاد'. واضاف 'لا نريد تدخل الدول في معدلات اسعار الصرف'.وقد انعش التحول الاخير في نهج اليابان المخاوف من نشوب 'حرب عملات' نتيجة توالي التخفيضات التنافسية لقيمة العملات من جانب دول تسعى وراء النمو. وقد انصاع البنك المركزي الياباني لضغوط الحكومة التي قررت ضخ كميات من العملة لدعم الاقتصاد، وهي سياسة شائعة في الولايات المتحدة لكن البنك المركزي الاوروبي يحظرها.واعتبر الخبير الاقتصادي يان راندولف من مؤسسة 'آي.اتش.اس.غلوبال انسايت' ان 'حرب العملات ستكون مرة اخرى على راس جدول الاعمال في مجموعة العشرين لان الدول الناشئة الرئيسية (البرازيل والهند وتركيا وروسيا) ستتهم الغرب مجددا باضعاف سعر عملاته عمدا او بحكم الامر الواقع، الامر الذي يعزز عملات الاقتصادات الناشئة'.


وقال وزير المالية الروسي انطون سيلوانوف 'ما من شك ان هذا الموضوع سيبرز، وانه سيتعين على اليابان ان توضح موقفها. واضاف بحسب ما نقلت وكالات الانباء الروسية 'سيدعو وزراء المالية في البيان الختامي لكي تبقى السوق هي التي تحدد معدلات الصرف'.وقد نشرت الدول الاكثر غنى في العالم وبينها اليابان والمجتمعة في اطار مجموعة السبع بيانا بهذا المعنى يوم الثلاثاء الماضي.الا ان صندوق النقد الدولي حاول نزع فتيل الجدل عندما اعتبر يوم الخميس ان المخاوف 'مبالغ فيها'، داعيا في الوقت نفسه الى متابعة هذه المسألة. وندد رئيس البنك المركزي الاوروبي ماريو دراغي من جهته، بحسب وكالة داو جونز نيوز وايرز المالية، بـ'الكلام الفارغ' بشان 'حرب العملات' والذي 'يعتبر اما غير ملائم، واما من دون اهمية، وفي كل الحالات فانه يعطي نتائج عكسية'.من جهته اعتبر الامين العام لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية انخيل غوريا في موسكو الجمعة ان السياسات النقدية للولايات المتحدة واليابان والمتهمة بالتلويح بخطر اندلاع 'حرب عملات'، مبررة لانها لا تهدف الا لدعم النمو.
وقال الامين العام للمنظمة قبل بدء اجتماع وزراء مالية وحكام المصارف المركزية في مجموعة العشرين في العاصمة الروسية 'لا توجد حرب عملات'. واضاف في مؤتمر صحافي مع وزير المالية الروسي انطون سيلوانوف 'نحن اكثر بعدا اليوم عن حرب عملات مما كنا عليه قبل سنتين او ثلاث'.


من جهة ثانية قال مندوب في اجتماع مجموعة العشرين إن مسودة البيان الختامي حذفت جزءا من بيان مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى يفيد أن السياسات المالية والنقدية يجب ألا تستخدم إلا لأغراض اقتصادية محلية. ومن المرجح أن يتمسك البيان بصياغات سابقة استخدمتها مجموعة العشرين عن الحاجة إلى تجنب التحركات المبالغ فيها في أسعار الصرف الأجنبي. وقال أحد المندوبين بعد المفاوضات إن الدول العشرين الرائدة تعتزم إعادة تأكيد التزامها بوضع خطط مالية ذات مصداقية على المدى المتوسط كما ستلتمس العذر في الاوضاع الاقتصادية التي تواجه بعض الدول في الأجل القريب. ولا تشير الفقرات التي تمت صياغاتها بعد محادثات استمرت بضع ساعات بشكل مباشر إلى الاهداف المالية استجابة لضغوط أمريكية ولا تكرر صياغات مجموعة السبع في بيانها الصادر في وقت سابق هذا الأسبوع والذي تتعهد فيه بعدم استهداف اسعار صرف بعينها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف