قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الأقصر: يؤكد المرشد السياحي المصري احمد فخري انه "صابر منذ عامين على امل تحسن الامور لكنني لم اعد قادرا على التفاؤل وافكر جديا في ترك مهنة السياحة"، ليعكس بذلك قلق سكان الاقصر من تراجع جديد للسياحة التي يعمل فيها غالبية سكان المدينة غداة حادث المنطاد الذي اودى بحياة 21 شخصا. وكان المنطاد انفجر اثر اشتعال النيران فيه اثناء هبوطه بعد رحلة حلق خلالها على ارتفاع 300 م فوق القرنة على الضفة الغربية للاقصر، المدينة الغنية بالاثار الفرعونية الواقعة على بعد 700 كيلومتر جنوب القاهرة والتي تعد مزارا سياحيا رئيسيا في مصر. ويعاني اهالي الاقصر منذ بدء الثورة المصرية ضد الرئيس المصري حسني مبارك في نهاية كانون الثاني/يناير 2011، من تراجع السياحة التي تأثرت كثيرا بعدم الاستقرار السياسي في البلاد وخصوصا ما يعرف بالسياحة الاثرية التي تعتمد على زيارة الاثار الفرعونية في القاهرة والاقصر. وبدت مدينة الاقصر التي تعج عادة بالسياح، شبه خالية. وفي ساحة معبد الاقصر ظهر بضع عشرات من السياح تنتظرهم اربع حافلات سياحية فقط في ساحة الانتظار الفسيحة التي تستقبل في المواسم السياحية العادية العشرات من باصات السياح. ويقول فخرى البالغ من العمر 26 عاما ان "حادث المنطاد سيكون له تاثير سلبي بالتأكيد على حجوزات السياحة خلال الفترة المقبلة". اما ريمون خلف وهو مسؤول الحجوزات بفندق كبير على شاطئ النيل في الاقصر فيقول بوجه عابس "نسبة الحجوزات 35 بالمئة تقريبا رغم انها كانت تتعدى 90 بالمئة في هذا الوقت من العام عادة". وفي بهو فندق اخر، قال نائب المدير محمد علي (55 عاما) ان "الامور ليست سيئة بسبب الثورة الامور سيئة بسبب احداث العنف المتعاقبة" التي تتوالي منذ الاطاحة بمبارك في 11 شباط/فبراير 2011. ويؤكد ان فندقه "يعمل حاليا باربعين بالمئة من طاقته فقط"، مضيفا ان "احداث العنف التي وقعت بعد الذكرى الثانية للثورة (اي خلال الشهر الماضي) تسببت في الغاء زيارة فوج من الف سائح لفندقي". غير انه يحتفظ بقدر من التفاؤل. وقال ان "الاوضاع ستتحسن. مر بنا ما هو اسوأ من ذلك بكثير". وهو يشير على ما يبدو الى الازمة التي ضربت السياحة المصرية عقب اعتداء الاقصر الذي ادى الى مقتل اكثر من سبعين سائحا في 1987 في هجوم شنه اسلاميون مسلحون امام معبد حتشبسوت، احد المزارات الرئيسية في المدينة. اما ياسر الزمبيلي (45 عاما) الذي يمتلك ويدير شركة لتشغيل المناطيد فيؤكد ان "الحادث سيكون له اثر سيء للغاية على السياحة بالطبع فهو حادث موت". ويضيف "كيف اقنع سائحا الان ان يدفع دولار واحد ليركب المنطاد مجددا". ويتابع "لا احد يزور الاقصر دون ان يركب البالون وقرار وقف الطيران سيوجه رصاصة الرحمة لعملنا". الا انه اكد ان "الوضع السياحي اصلا سيء للغاية منذ الثورة، فنحن في ذروة الموسم وبالكاد يوجد عشرات السياح". وقرر محافظ الاقصر عزت سعد الثلاثاء ايقاف شركات المنطاد عن العمل وعدم القيام بأي رحلات جوية عبر المنطاد السياحي بالمحافظة الى اجل غير مسمى. واستمر تراجع ايرادات السياحة التي تعد موردا رئيسيا للعملة الاجنبية في البلاد واحد القطاعات الرئيسية المحركة للاقتصاد المصري، خلال العام الماضي. وانخفضت هذه الايرادات حسب الارقام الرسمية، بمقدار 1,2 مليار دولار خلال السنة المالية الاخيرة لتسجل 9.4 مليار دولار في 2011-2012، مقابل 10,6 مليار دولار خلال العام المالي 2010-2011. ومثل كثيرين من سكان الاقصر، لا يجد اسامة حمدي (33 عاما) امامه الا انتظار ايام افضل. ويقول الشاب الذي يملك متجرا صغيرا لبيع القطع التذكارية "اتمنى ان اسمع خبرا مفرحا ينعش السياحة في مصر".