صعوبة في التفاهم بين اليسار وغريلو وإيطاليا تنجح في أول اختبار لدى أسواق المال
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
روما: بدا الاربعاء وكأن الحركة الاحتجاجية خمس نجوم بزعامة بيبه غريلو التي فازت بربع الاصوات في الانتخابات التشريعية الايطالية، ترفض التفاهم مع اليسار بزعامة بيير لويجي بيرساني، ما يزيد من الغموض في المشهد السياسي في ايطاليا التي نجحت مع ذلك في اول اختبار في اسواق المال بعد الانتخابات.
وقال غريلو "لن تصوّت حركة خمس نجوم على منح الثقة للحزب الديموقراطي (يسار) او لاي احزاب اخرى" لكنه اكد ان حركته ستصوّت للقوانين التي تعكس برنامجه ايا كان من يعرضها. جاءت هذه التصريحات في الوقت الذي كانت فيه احدى الفرضيات المطروحة لاخراج ايطاليا من المازق السياسي تتمثل في تشكيل حكومة يسار تكون لها غالبية في مجلس النواب واقلية في مجلس الشيوخ تحظى بدعم جزئي لنواب حزب خمس نجوم.
كتب غريلو على مدونته ردا على بادرة انفتاح زعيم اليسار الثلاثاء ان زعيم الحزب الديمقراطي بيير لويجي "بيرساني يضغط علينا سياسيا. ومنذ ايام يزعج حزب خمس نجوم باقتراحاته غير اللائقة بدلا من ان يستقيل، وهو ما كان سيفعله اي شخص في مكانه".
وكان زعيم اليسار اشار الى برنامج مشترك يقوم على حد ادنى، ويتضمن اصلاحات يطالب بها غريلو، مثل مراجعة تكلفة السياسيين (عدد المنتخبين وتمويل الاحزاب) واجراءات لفائدة العاطلين والعمال من ذوي الاوضاع الهشة. ولم يتاخر رد بيرساني اذا قال في بيان "ما يريد غريلو قوله لي، بما فيه الشتائم، اريد سماعه في البرلمان. فهناك كل يتحمل مسؤوليته". زادت تصريحات غريلو من غموض الوضع وذلك بالنظر الى عنفها، ولكن ايضا لعدم وضوحها.
وهو حين يشير الى تصويت ثقة لم يقل ما اذا كان يقصد اول تصويت على الثقة في البرلمان الذي يتيح للحكومة ان تبدا العمل او اذا كان يعني درجة الثقة التي تحظى بها حكومة لتتمكن من تسريع تمرير القوانين. وقبل تصريحات غريلو قال احد نواب لومباردي ان حركته تنوي منح الثقة للحكومة ثم التصويت بحسب كل حالة.
واوضح غرديناندو البيرتي "ان التوجه هو التصويت للثقة. وبعد ذلك سنرى القوانين واحدا بعد الاخر مع الامل في ان لا تنسج الحكومة الجديدة على غرار السابقة التي كانت تطلب الثقة في مشاريعها كافة".
واصوات نواب حزب خمس نجوم لا غنى عنها لحكومة يسار للحصول على الثقة. والبديل الوحيد لهذه الحكومة هو التعويل على تحالف اليمين بزعامة سيلفيو بيرلوسكوني، وهي فرضية بعيدة جدا استبعدها بيرساني منذ الثلاثاء.
وانتقد نواب عدة على الانترنت تصريحات غريلو. وكتب بعضهم "صوت لك، لكن ليس لكي تدمر كل شيء" و" لم اصوت لفائدة هذه الافعال غير المسؤولة".
من جانبه وجه بيرلوسكوني في رسالة عبر شريط فيديو دعوة عامة الى التحلي "بالمسؤولية" وذلك من اجل "توجيه رسالة استقرار قبل 15 اذار/مارس" وهو تاريخ انقضاء المهلة حسب الدستور لاجتماع غرفتي البرلمان (مجلس النواب ومجلس الشيوخ) والا فان البلاد "قد تدفع ثمنا غاليا".
بيد ان المأزق السياسي لم يمنع ايطاليا من المرور بنجاح في اول اختبار ثقة لها في اسواق المال بعد الانتخابات. ونجحت الخزانة الايطالية في اصدار سندات بقيمة 6,5 مليار يورو على الاجل المتوسط والطويل اي الحد الاقصى المتوقع، باعلى المعدلات منذ تشرين الاول/اكتوبر لكن دون ما كان يخشاه المحللون وبطلب ثابت من المستثمرين ما يؤكد انهم حتى الان لم يفقدوا ثقتهم.
وهو رهان بدا بعيد المنال نظرا الى العاصفة التي احدثتها نتائج الاقتراع وانذرت بفترة طويلة من عدم الاستقرار السياسي حيث تجد ايطاليا، ثالث اقتصاد في منطقة اليورو، نفسها محرومة من اغلبية حكم في مرحلة حرجة تشهد خلالها انكماشا وترزح تحت عبء الديون وتعجز عن تطبيق اصلاحات.
واثقلت وكالة التصنيف الائتماني موديز الاربعاء الاجواء محذرة من خفض جديد لتصنيف ايطاليا ومن احتمال انتقال العدوى الى دول اخرى في منطقة اليورو مثل البرتغال واسبانيا. وقالت الوكالة ان من شأن ذلك "اعادة تحريك ازمة الديون في منطقة اليورو".
وفي بورصة ميلانو بدت الاجواء اكثر ارتياحا من الثلاثاء حين تراجع المؤشر ب 4,89%. وتحسن المؤشر الرئيسي اليوم لينهي التعاملات على ارتفاع بنسبة 1,77 بالمئة.
وبحسب الصحف الايطالية فان المشاورات شبه الرسمية بين قادة الاحزاب بدأت بوساطة "سفراء" في حين تعقد قيادة الحزب الديمقراطي اجتماعا الثلاثاء القادم.
وقال رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو مساء الاربعاء انه "واثق" من ان "الاستقرار السياسي" لايطاليا هو في "مصلحة ايطاليا واوروبا".