اقتصاد

إفريقيا ستصبح ساحة المنافسة القادمة بين شركات الاتصالات العالمية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

برشلونة: لو كان هناك شيء واحد فقط يتفق عليه حوالي 1500 عارض و70 ألف زائر للمؤتمر العالمي للمحمول في مدينة برشلونة الأسبانية، الذي بدأ الاثنين الماضي وانتهى امس الخميس، فانه سيكون أن إفريقيا وجنوب شرق آسيا ستكونان موطن الأغلبية من المليار مستخدم القادمين للإنترنت في العالم. والحقيقة أن منتجي أجهزة الهاتف المحمول وموفري خدمات الإنترنت والأهم الشعوب التي تعيش في الدول النامية يريدون جميعا الاستفادة من هذا التوسع في تكنولوجيا الإنترنت. في الوقت نفسه فإن أغلب الشركات المشاركة في مؤتمر برشلونة''قادمون من أوروبا والولايات المتحدة والصين. ومع ذلك فإن جوي زيبي الباحث في مؤسسة الاستشارات البحثية الأمريكية (بيراميد)'يقول إن 90' من المليار الثاني لمستخدمي الإنترنت في العالم والمنتظر دخولهم السوق خلال العامين المقبلين سيأتون من الدول النامية في الجزء الجنوبي من الكرة الأرضية.


من ناحيته قال ستيفن إلوب رئيس شركة نوكيا الفنلندية لصناعة الهواتف المحمولة إن التحديات التي تواجه صناعة الاتصالات العالمية حتمية لكن يمكن التغلب عليها. وأضاف أن ضم مليار ثاني إلى قائمة مستخدمي الإنترنت في العالم يبدو مهمة ضخمة لكنها ستتحق بسرعة أعلى كثيرا من ضم المليار الأول، مشيرا إلى أن توفير خدمة الاتصال بالإنترنت في أماكن مثل إفريقيا وجنوب شرق آسيا ليس مجرد نشاط اقتصادي. أما ناصر معرفيه رئيس مجموعة كيوتل القطرية للاتصالات فقال في كلمته''بالمؤتمر إن مضاعفة عدد مستخدمي الإنترنت في الدول الفقيرة يمكن أن يرفع حوالي 600 مليون شخص فوق مستوى خط الفقر.


وفي حين يوجد مقر كيوتل في قطر فإنها تنشط في مجال الاتصالات اللاسلكية في العديد من دول الشرق الأوسط وإندونيسيا وجنوب شرق آسيا وشمال إفريقيا. وقد أعلنت المجموعة يوم الاثنين الماضي عن تغيير علامتها التجارية العالمية إلى كلمة'''أريد' والتي ستستخدم مع كل الشركات التابعة لها في المنطقة خلال عامي 2013 و2014 .
وأعلن الشيخ عبدالله بن محمد بن سعود آل ثاني- رئيس مجلس إدارة 'أريدُ'عن العلامة التجارية الجديدة للمجموعة وشركاتها،''في حفل أقيم خصيصاً لهذا الغرض خلال مؤتمر برشلونة''حيث قال'''لقد اخترنا لعلامتنا التجارية الجديدة 'أريدُ' وذلك لتعكس طموح عملائنا، وإيماننا العميق بقدرتنا على إثراء حياة العملاء، إضافة إلى تحفيز التنمية البشرية في المجتمعات التي نمارس فيها أعمالنا'.


وقد عقد الرؤساء التنفيذيون لشركات نوكيا وكيوتل وبهارتي أيرتل الهندية وموزيلا حلقة نقاشية اتفقوا فيها على أن إفريقيا وجنوب شرق آسيا هي المناطق الأسرع نموا بالنسبة لصناعة الاتصالات في العالم. وقال مانوج كوهلي رئيس بهارتي أيرتل عن سكان هذه المناطق 'إنهم شباب ومتعطشون للاتصال بالإنترنت أكثر من أي اناس اخرين'. في الوقت نفسه فإن أسعار أجهزة الهاتف المحمول وخدمات الاتصالات المحمولة يجب أن تنخفض''لكي يتمكن سكان الدول الأشد فقرا في العالم من استخدامها. كما يجب محاربة الأمية التي تبلغ حاليا حوالي 23' من سكانها. وقال ناصر معرفيه 'علينا إيجاد طريق لحل المشكلات التي تواجه عملاءنا' في هذه المناطق.


لا يمكن لشركات خدمات الإنترنت أن تحل المشكلات التي تواجه دول إفريقيا وجنوب شرق آسيا في قطاع الاتصالات بنفسها ولذلك فهي تحتاج إلى دعم من الحكومات والأجهزة التنظيمية''لكي تتمكن من طرح حلول متبكرة''لزيادة استخدام الإنترنت. من ناحيته قال سيغون أوغونسانيا الرئيس التنفيذي لشركة أيرتل نيجيريا خلال المؤتمر إنه جاء من أكبر دول إفريقيا من حيث عدد السكان لكي يحاول الوصول إلى طريقة تساعد شركته في توفير خدمات الاتصال فائق السرعة بالإنترنت بأسعار أقل. وكان أوغونسانيا يعمل طوال الشهرين الماضيين مع الحكومة النيجيرية''لإنجاز مشروع يهدف إلى تزويد الفلاحين بالهواتف المحمولة. يستهدف المشروع الفلاحين الذين يعيشون في القرى الصغيرة بهدف مساعدتهم في معرفة أسعار منتجاتهم ومقارنتها بأسعار الآخرين وكذلك معرفة مصادر أرخص الأسمدة. وأخيرا يتوقع جراي كوفاكس''الرئيس التنفيذي لشركة موزيلا للبرمجيات أن يتضاعف مستخدمي الإنترنت في العالم خلال العامين المقبلين وهو ما يعني أن الشركات المسيطرة على سوق تكنولوجيا المعلومات لن تكون قادرة على مواجهة هذا النمو القوي للطلب عليها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف