تغير السياسات النفطية قد يقود إلى إعادة هيكلة اقتصادات دول الخليج
محمد العوفي
قرائنا من مستخدمي تلغرام يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام إضغط هنا للإشتراك
أحدثت الألفية الجديدة تغيراً كبيراً في السياسات النفطية السائدة بعد أن تجاوزت الصين، للمرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية لتصبح أكبر مستورد نفط في العالم، والحديث عن النفط الصخري في الولايات المتحدة ودول أخرى، ما قد يقود إلى إعادة هيكلة اقتصادات دول الخليج التي تعتمد على النفط كمصدر رئيس للإيرادات.لندن: غيرت الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالاقتصاد العالمي كثيراً من السياسات المرتبطة بصناعة النفط في العالم على مستوى الاستهلاك والإنتاج والمستقبل الذي يحمل الكثير من التحديات للدول المنتجة والمستهلكة على حد سواء، وإن كان تأثيره المستقبلي على المدى المتوسط سيكون كبيراً على الدول المنتجة بما فيها دول الخليج، الأمر الذي يقود إلى تغيير في الاستراتيجية الاقتصادية للمنطقة. وتحتاج دول الخليج التي لا يزال النفط المصدر الرئيس والأكبر لإيراداتها إلى إعادة النظر في تنويع هذه الإيرادات بشكل جدي خلال الفترة المقبلة، ومحاولة استثمار عائداتها والفوائض الكبيرة التي تحققها من صادرات النفط الذي تبلغ أسعاره مستويات قياسية في مشاريع ذات قيمة اقتصادية مضافة، وإعادة دراسة فرض قيمة ضريبة مضافة بعد أن توقفت دراستها نتيجة للأوضاع الاقتصادية التي عصفت بالاقتصاد العالمي، رغم وجود اتفاق على تطبيق الضريبة بعد مناقشتها بشكل موسع وأخذ تجارب الدول التي بدأت تطبيقها منذ زمن طويل. وبدأت معالم التحول بعد أن تخلت الولايات المتحدة عن مراكزها كأكبر مستهلك للنفط في العالم لصالح الصين، بعد أن تراجعت واردات الولايات المتحدة التي تشمل النفط الخام، وكذلك منتجات التكرير وفقا لبيانات موقتة أصدرتها إدارة معلومات الطاقة الأميركية إلى 5.98 ملايين برميل يوميا في ديسمبر ليكون المستوى الأدنى لها منذ فبراير 1992، فيما بلغت الواردات الصينية من الخام ومنتجات التكرير للشهر نفسه وفقا لبيانات ادارة الجمارك 6.12 ملايين برميل يومياً. ويعزى هذا التراجع إلى ارتفاع أن الإنتاج النفطي الأميركي بحوالى 800 ألف برميل يوميا العام الماضي، وهي أكبر زيادة سنوية منذ بدء عهد إنتاجه في البلاد قبل ما يزيد على 150 عاما، وهو ما يعني تقليص اعتمادها على نفط دول "أوبك" لا سيما في الشرق الأوسط الذي ربما يتضح أكثر خلال الفترة القادمة. يضاف إلى ذلك أن الحديث عن ثورة الطاقة الصخرية الأميركية بدأ يأخذ منحى أكثر جدية منذ نوفمبر الماضي بعد صدور تقرير لوكالة الطاقة الدولية الذي تنباً بأن الولايات المتحدة ستتخطى السعودية وروسيا لتصبح أكبر منتج للنفط في العالم بحلول عام 2017، وأن صادرات أميركا الشمالية من النفط ستزيد عن وارداتها بحلول 2030 تقريبا وستحقق الولايات المتحدة الاكتفاء الذاتي من الطاقة بحلول 2035. على الرغم من أن تقارير تشير إلى زيادة الامدادات غير التقليدية من النفط والغاز لكن دول الخليج ستحتفظ بميزة تنافسية تتعلق بانخفاض التكلفة التي تبلغ نحو 20 دولاراً، فيما تبقى التكلفة التقديرية لإنتاج النفط من المكامن الصخرية الأميركية نحو 50- 75 دولارا للبرميل، ولم تخف دول الخليج قلقها من التهديد الذي تواجهه دول منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" من نمو إنتاج الولايات المتحدة من النفط والغاز الصخري. حيث تحدث وزير النفط الإماراتي خلال اجتماع منظمة أوبك في ديسمبر بصراحة غير معهودة عن هذا التهديد الذي تواجهه المنظمة من نمو إنتاج النفط والغاز في الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن ثورة الطاقة الصخرية الأميركية مسألة كبيرة، قد يفضي في النهاية إلى تغيير في الاستراتيجية الاقتصادية للمنطقة، وأن على أوبك أن تحمي نفسها بأن تجعل نفطها أكثر جاذبية للمستهلكين في العالم. وسيقود نمو النفط الصخري أسعار النفط إلى الهبوط في المدى البعيد ويبطئ نمو الطلب على الإمدادات الخليجية، الأمر الذي يعني أن دول الخليج قد تكون غير قادرة في يوماً ما على مواصلة السياسات الانفاقية المرتفعة التي انتهجتها خلال السنوات الماضية على المنح الاجتماعية ومشروعات البنية التحتية، ما سيخلق ضغوطاً كبيرة على الحكومات لتوفير فرص عمل في قطاعات أخرى وتحفيز القطاعات غير النفطية في اقتصاداتها.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اقتصادات دول الخليج
MAJED -
مقال جميل ولكن ألأهم هو ما هي البدائل الأقتصاديه المتوفره لدى دول النفط عدى النفط وما يتعلق به . الموارد الإقتصاديه معروفه تقريبا وتشمل الزراعه والصناعه والخدمات وعلى رأسها الموارد ولقدرات البشريه . اذا ما كنا صريحين مع أنفسنا فأن دول الخليج( النفط ) لا يتوفر لديها أي من هذه الموارد على الأقل بالوقت الحاضر ، صحيح أن بعض هذه الدول لديها حاليا قطاع خدمات ولكن هذا القطاع ليس ثابت وليس له قاعدة أصليه ثابته وسوف يهتز مع أول هذه تصيب قطاع النفط . وللموضوعيه ، أن قطاع النفط إو اقتصاد النفط غير مهدد على المدى القصير ولكن من المهم النظر الى ما هو أبعد من ذلك المدى قصير الأمد
كما قال جورج بوش
NTBLP -
فى عام 2013 فما فوق ستقلل امريكا من استيراد النفط من الخارج واعتقد ان دول الخليج ستواجه مشكله اقتصاديه ضخمه فى السنين القادمه لانها لا تملك شيء غير النفط.
امر واقع
ناصر -
اعتقد ان اعادة هيكلة الاقتصاد العالمي بما فيها الاعتماد على النفط الخليجي (او النفط بشكل عام) هي مسألة وقت لا غير. لا يمكن ان يكون النفط محرك رئيسي لاقتصاد البشر لمئات السنين لان ذلك يتنافى من طبيعة تطور البشر. على العموم...اعتقد ان التحديات الكبيرة المحيطة بدول الخليج تحتم عليهم ليس فقط البدء في وضع كل البدائل على طاولة النقاش بل فعليا العمل على تنوع الاقتصاد و موارد الدخل. و اعتقد ان الامارات و دبي بالذات قطعت اشواطا كبيرة في ذلك. حيث الجدير بالذكر ان 95% من اتقصاد دبي غير نفطي مع التأكيد ان وجود النفط و حقوله تعطي ضمانات مالية جيدة. العمل على تنويع مصادر الدخل خيار استراتيجي لدول الخليج و التاكيد على ان الامن و الامان و الاستقرار هم المحركون الرئيسيون لاي تفوق اقتصادي. اتمنى من دول الخليج فعلا النهوض و البدء في استراتيجيات تنصب في النهاية في الخروج من جلباب النفط. تعزيز التجارة البينية للصناعات المحلية , البدء و باقرب فرصة في انشاء شبكة مواصلات عالية المواصفات من قطارات و طرق سريعة و مطارات محلية تخدم السوق الخليجي المحلي، تطوير الابحاث العلمية و السوقية و مصادرها، تطوير القوانين المنظمة للاعمال التجارية الصغيرة و المتوسطة التي هي بالاصل عصب اي اقتصاد في اي دولة لانها محرك رئيسي للناتج المحلي. و اتوقع انه لابد من العمل جديا على العملة الموحدة بعد الاتفاق على الاليات المنظمة لها بالاجماع. خليجينا واحد و شعبنا واحد. الله يحفظ الخليج قيادة و شعبا.
خبر مكرر
Monir -
سمعنا مثل هذه الاخبار والدراسات ولكن لا يوجد احد من الخليج يحرك ساكنا وكل دولة منهم تحاول ان تثبت انها الافضل في قطاعات معينة وتتميز عن غيرها ولكن لو نظرنا لاصل المشكلة فهي لا تكمن في النفط فحسب مع العلم انه سينضب بلا شك بعد مئة عام لنقل ولكن المشكلة تكمن في التعداد السكاني لهذه البلدان وتكمن كذلك ان كل ما يحدث في تلك الدول معتمد على النفط بالدرجة الاولى ومهما رأينا من استثمارات تدخل لهذه الدول في الداخل فهي في نهاية المطاف يتم دعمها من الداخل عبر الحكومة المعتمدة على قطاع النفط فالمحصلة واحدة ناهيك ان معظم من يعمل في تلك البلدان هم من جنسيات عربية واسيوية واجنبية وهؤلاء مجتمعين لهم الدور البارز في كل ما يحصل في الدولة من توجهات فالرواتب تصرف لهم من عوائد النفط والبعض منهم يضع امواله في تلك البلدان ويأخذ بالمقابل ارابح نظير ان يبقى تلك الاموال في تلك البلدان قمابل تسهيلات له من الدولة من اقامة وسكن وخلافه فالمشكلة الاساسية في تلك البلدان هو التعداد السكاني وعلى تلك الدول اولا ان تفكر في منهجية لزيادة نسبة الانجاب مع العلم ان الانجاب والتكاثر في الوطن ونسبة النمو قلت في الاونة الاخير فاصبح كل منزل يقتصر بولدين فقط وهنا اصل المشكلة فما الفائدة عندما تعتمد على غيرك في بناء بلدك وعلى اموالهم وعلى عقولهم وتتقدم دولتك بدون وجود البديل لهم في حال ان طرأ طاريء لتلك البلدان