قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
موسكو: أعادت روسيا الكرة الجمعة الى ملعب الاتحاد الاوروبي لانقاذ قبرص من الافلاس داعية نيقوسيا وبروكسل الى التفاهم اولا على مخرج من الازمة قبل اي دعم محتمل من موسكو التي لديها مصالح مهمة في الجزيرة المتوسطية. واعلن رئيس وزراء روسيا ديمتري مدفيديف اليوم ان موسكو لم تغلق الباب امام تقديم مساعدة اضافية لقبرص، لكنها تريد ان تتفق قبرص اولا مع بروكسل بشأن خطة مالية لانقاذها من الافلاس. وقال مدفيديف في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو "لم نغلق الباب (...) ولكن هذا سيحدث فقط بعد وضع خطة انقاذ نهائية لقبرص من الدول الاوروبية". وكان وزير المالية القبرصي عاد صفر اليدين من روسيا التي "لم تبد اهتماما" باقتراحات الاستثمار وتركت امر تسوية الازمة القبرصية للاتحاد الاوروبي الذي يزور رئيس مفوضيته موسكو الجمعة. وكان ميخاليس ساريس قال انه سيبقى في روسيا ما يلزم من وقت للتوصل الى اتفاق، لكنه عاد صباح الجمعة بخفي حنين من العاصمة الروسية مع كل اعضاء الوفد القبرصي، كما اعلن مصدر دبلوماسي لوكالة فرانس برس. وعلق ايفان تشاكاروف الخبير الاقتصادي لدى "رينيسانس كابيتال" على ذلك بالقول ان "الروس ردوا الكرة الى الاتحاد الاوروبي". واضاف "كنت اعتقد ان الروس سيمدون يدهم بالنظر الى انكشافهم (عبر ودائعهم في قبرص)، لكنهم قرروا ان يتوخوا المزيد من الحذر. ربما لانهم اعتقدوا ان قبرص لا تعرض عليهم ما يكفي من ضمانات او لانهم لا يستطيعون المجازفة وحدهم بال5,8 مليارات يورو التي لا تزال تحتاجها قبرص". وميخاليس ساريس الذي وصل مساء الثلاثاء الى موسكو، كان يسعى الى تخفيف شروط قرض بقيمة 2,5 مليار يورو منحته موسكو لنيقوسيا في 2011 واقترح على الروس استثمارات في قطاعي المصارف والطاقة مقابل مساعدة. ورات جوليا تسيبليفا كبيرة الاقتصاديين لدى "بي ان بي باريبا" ان "المكاسب السياسية التي يمكن لروسيا الحصول عليها من مساعدة لقبرص لم تكن كافية". واوضحت المحللة لوكالة فرانس برس ان "تقديم مساعدة مالية على شكل تبادل اصول لا يثير الاهتمام نظرا لانه من الواضح ان الاصول في قبرص ستتدهور قيمتها لاحقا". واوضح وزير المالية الروسي انطون سيلوانوف الجمعة ان القبارصة عرضوا على الشركات الروسية المساهمة في البنوك القبرصية وفي شركة ستدير حقول الغاز في الجزيرة. واضاف "مستثمرونا درسوا هذه المقترحات ولم يبدوا اهتماما بها". وتملك قبرص احتياطات كبيرة من الغاز قبالة سواحلها الجنوبية، لكن حجمها غير مثبت وهي موضع نزاع مع تركيا التي تحتل شطرها الشمالي. وبالنسبة الى الاقتصاديين، فان الروس سيخسرون مع ذلك الكثير في حال افلاس قبرص لانهم قد يشهدون تبخر موجوداتهم في الجزيرة التي قدرتها وكالة موديز ب31 مليار دولار (24 مليار يورو)، اي اكثر من ثلث اجمالي الودائع في الجزيرة. لكن بعض المحللين يعتبرون ان هذه التكاليف قد تبقى افضل من دعم اطر غامضة. واعتبر بنك "جي بي مورغان" الاميركي الاربعاء ان "روسيا ستخسر اموالا ايا كان المخرج" والحكومة الروسية قد تعطي الانطباع "بانها تجعل من انقاذ ملاذ ضريبي" اولوية، بينما تؤكد انها تريد ان تكافح هروب الرساميل. واكد سيلوانوف ان مسالة تقديم قرض جديد لم تطرح كما سبق ان اعلن الخميس نظيره القبرصي لان مديونية جديدة قد تخرج نيقوسيا من الاطار الذي يفرضه الاتحاد الاوروبي. وبشان القرض الممنوح في 2011 "تنتظر روسيا قرارا" من الجهات الدائنة للجزيرة (الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي) لتقرر بشان "مشاركتها في اعادة جدولة الدين"، كما اضاف سيلوانوف. الا ان مصدرا اوروبيا اعتبر الجمعة ان "اللهجة هدأت في الجانب الروسي". واضاف هذا المصدر "نحن اول زبائن روسيا ونعمل بصورة دائمة من اجل علاقات مستقرة". وكانت السلطات الروسية تعرضت لضربة مباشرة جراء الاعلان صباح السبت عن خطة انقاذ لقبرص تم التفاوض بشانها مع الاتحاد الاوروبي وتتضمن فرض ضريبة - تم التخلي عنها لاحقا -- على الودائع المصرفية. وقد وجهت السلطات الروسية انتقادات حادة لهذه الضريبة معتبرة انها بمثابة اجراء ب"مصادرة" اتخذ بدون تشاور مسبق كما اعتبره مدفيديف امام باروزو حلا "غير معقول". من جهته اكد باروزو انه قلق "جراء عواقب (الازمة) على المواطنين في قبرص".