اقتصاد

الروس مازالوا يستمتعون بالحياة في قبرص حتى بعد الأزمة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ليماسول: يقول الروس انهم ما زال يستمتعون بطقس "ليماسولغراد" الدافىء بعد صدمة الاعلان عن الضريبة على الودائع المصرفية والتي ستطال العديد من الاثرياء الروس، مؤكدين انها ليست المرة الاولى التي يتعرضون فيها لازمات من هذا النوع. وتستقبل ليماسول، ثاني مدن قبرص على البحر المتوسط، اكبر جالية روسية في البلاد والتي لا يبدو انها تشعر بقلق كبير حيال الازمة التي احدثت صدمة في الجزيرة. ومع ذلك فان الروس سيكونون اكثر المتضررين من هذه الضريبة الضخمة التي ستفرض على الحسابات التي تزيد قيمتها عن مائة الف يورو المودعة في بنكي قبرص الرئيسيين، لايكي بنك وبنك قبرص. وتقول سلافا ميشين (42 سنة) التي تعمل في الخدمات المالية في ليماسول. "النقود ستذهب لكن الاشخاص لن يرحلوا". واضافت "كثيرون مثلي ومثل عائلتي ينتظرون رؤية ما سيحدث". وقد تم تجميد انشطة الفرع القبرصي لشركتها، وهي مؤسسة مقرها سانت بطرسبرغ، تملك اسهما في بنك قبرص. كما ستخسر سلافا اموالا من حسابها الشخصي المودع في هذا البنك. وتقر هذه الروسية بان "لا احد يمكن ان يثق بعد الان في النظام المصرفي القبرصي" معتبرة مع ذلك انه على الرغم من ان العديد من الروس سيتكبدون خسائر ضخمة في اعادة هيكلة البنوك فان قلة منهم فقط هي التي يمكن ان تغادر الجزيرة. وتوضح "نحن هنا بسبب الطقس والدين واللغة، حيث يمكننا ان نتحدث الانكليزية، ولاننا ايضا لسنا بعيدين عن الوطن ونريد لابنائنا ان يكبروا في بيئة آمنة مع تعليم اوروبي". من جانبه يقلل ستويك من تاثير الازمة المصرفية التي اربكت الجزيرة في العشرة ايام الاخيرة ويقول "لقد عشت مرحلة البريسترويكا وعبرنا 15 عاما من الاوضاع المضطربة. ما يحدث في قبرص لا يقارن مع ما حدث عند انهيار الاتحاد السوفياتي. الحياة ستستمر هنا ولا يوجد ما يدعو للفزع". وقدرت وكالة موديز حجم الارصدة الروسية في قبرص بنحو 31 مليار يورو. لذلك ثارت ثائرة موسكو عندما اعلنت قبرص انها ستنفذ خطة اوروبية لانقاذها من الافلاس تتضمن فرض ضريبة على الودائع المصرفية، وهو الاجراء الذي يؤثر بقوة على المودعين الروس. ويرى رئيس بلدية ليماسول، اندرياس خريستو، ان مدينته هي التي ستدفع الثمن الاكبر لهذا الاجراء لانها تعيش على الشركات الاجنبية الكثيرة فيها وخاصة الروسية. لكن في مقهى باسكوتشي الراقي على شاطىء البحر حيث يحلو لربات المنازل الروسيات الالتقاء للتسامر تبدو الاجواء مريحة لا يعكر صفوها اي شيء. وتقول ناتاليا (39 سنة) الحاصلة على شهادة في الاقتصاد والمتزوجة من موظف روسي كبير "مثل الكثير غيري من الروس جئت الى قبرص بسبب البحر والطقس والجو الصحي لابنائي. وهذا كله ما زال موجودا". وتؤكد وهي جالسة برفقة صديقتين تقيمان في ليماسول منذ اكثر من عشر سنوات ان لا اسرتها او اسرتي صديقاتيها تاثرت مباشرة بالضريبة على الودائع الكبيرة. من جانبها تؤكد آنا، البيلاروسية ، انها "ستبقى هنا وتنتظر ما سيحدث". واضافت "ليست الجنة لكن كان هناك استقرار، كنا نعلم ما ينتظرنا لكن الان لا نعلم ما يخبئه لنا المستقبل". جانا، معلمة الرياضة البدنية الروسية السابقة والمتزوجة من قبرصي تعترف بانها تشعر ب"القلق" على ابنائها وعلى مستقبل قبرص. ولا يتوقع صاحب المطعم الروسي "تاراس بولبا" والمحطة الاذاعية الروسية "ويف" رحيلا مكثفا لمواطنيهما. ويقول الكسي فولوبويف الحاصل على الجنسية القبرصية بسبب استثماراته في الجزيرة ان "ضياع المال مشكلة كبيرة بالنسبة للقبارصة لكن بالنسبة للروس هي امر معتاد". ولاحظ فولوبويف وجود عزوف تدريجي في السنوات العشر الاخيرة مع انخفاض عائدات الاذاعة من الاعلانات الدعائية. ويقول "تلقى الناس اشارات كثيرة عن وضع لايكي بنك. واي شخص لديه ادراك ولو قليل لعالم المال كان امامه فسحة كبيرة من الوقت لنقل امواله". ويؤكد سيرجيو ثوكيس الذي يملك شركة لنقل الاثاث في ليماسول انه لم يتلق اي اتصال من اسر روسية منذ بداية الازمة. وهو مقتنع بان "الحكومة ستعرض عليهم، سرا، ترتيبات ما لاقناعهم بالبقاء".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف