قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بكين: ألقت كارثة انزلاق التربة التي طمرت 83 عامل منجم في التيبت في 29 اذار/مارس الماضي، الضوء على وجود ثروات طبيعية هائلة عند تخوم الصين حيث تعيش اقليات اتنية نادرا ما تستفيد من عملية استغلالها. وذكرت وكالة انباء الصين الجديدة ان اثنين فقط من ضحايا الكارثة يتحدران من التيبت فيما يأتي الاخرون الذين ينتمون بمعظمهم الى اتنية الهان التي تشكل غالبية السكان في الصين، من اقاليم اخرى. ومنجم النحاس في جياما على علو 4600 متر ينتمي الى فرع لمجموعة "تشاينا ناشيونال غولد غروب كوربوريشن" التابعة للدولة والتي تعتبر المنتج الاول للذهب في البلاد ونشر موقعها على الانترنت "صلوات من اجل الموظفين" باللغة الصينية. ويمثل الهان 91% من التعداد السكاني في الصين لكن القسم الاكبر من الثروات الباطنية في البلاد يتركز في مناطق الاقليات التي لا يوجد فيها كثافة سكانية مثل التيبت (جنوب غرب) وشينجيانغ (شمال غرب) او منغوليا الداخلية (شمال). وهذه المناطق غنية خصوصا بالنفط والغاز والنحاس والحديد والفحم وكذلك المعادن ال17 التي تدخل في صنع منتجات التكنولوجيا العالية مثل الهواتف الذكية. وفي هذه المناطق "هناك منذ زمن طويل مشكلات مرتبطة بهجرة الهان وبعدم المساواة والتي تذهب ابعد من مجرد استخراج المعادن" على ما قال جيفري كروتهال المتحدث باسم "تشاينا لايبور بوليتين" المنظمة غير الحكومية التي تدافع عن حقوق العمال في الصين والتي يوجد مقرها في هونغ كونغ. واضاف كروتهال "عندما تتوفر فرص اقتصادية جديدة في مناطق الاقليات، يأتي عموما عمال من الهان الى المكان للقيام بالعمل مكان العمال المحليين". وتندلع بين الحين والاخر اعمال عنف بين الهان والسكان المحليين الذين يبقون على هامش التنمية الاقتصادية او المتمسكين بنمط حياة تقليدي، كما حصل في التيبت في 2008 او في ارومتشي عاصمة شينجيانع في 2009. وفي منغوليا الداخلية تظاهر رعيان في 2011 على اثر مقتل احدهم سحقه سائق شاحنة بينما كان يحتج على تراجع المراعي بسبب الانشطة المنجمية. لكن بمعزل عن الفحم الحجري الذي يسهل الوصول اليه في منغوليا الداخلية فان استغلال معظم المناجم في المناطق القاحلة او الصعبة المسالك لما كان ممكنا بدون سياسة توجيهية من بكين كما لفت الخبير الاقتصادي المستقل اندي شي. واضافة الى التمييز الاقتصادي الذي يشعرون به فان استغلال باطن الارض ينتهك ايضا بالنسبة للتيبتيين الطابع المقدس لجبالهم كما لفت روبي بارنت مدير برنامج الدراسات حول التيبت المعاصر في جامعة كولومبيا في نيويورك. وذكر هذا الخبير بان حركة احتجاجية كبيرة جرت في العام 2009 في موقع منجم جياما. ولفت بارنت الى "ان التيبتيين يهتمون بنوعية بيئتهم وصحة حيواناتهم واراضيهم اكثر من المال". وللاحتجاج على القمع او تسلط السلطات الصينية على ثقافتهم وديانتهم، اضرم اكثر من 110 تيبتيين النار باجسادهم او حاولوا احراق انفسهم منذ 2009. وترفض بكين من جهتها اي انتقاد مؤكدة على احترام حرية العبادة للتيبتيين ومشددة على استثماراتها من اجل تنمية المنطقة. ويرى كارل سودربيرغ من المنظمة غير الحكومية المدافعة عن حقوق الاقليات في لندن "ماينوريتي رايتس غروب انترناشيونال"، ان الاقليات الاتنية في الصين تدفع ثمنا باهظا للتنمية. واشار الى "مربي مواش من الاقليات طردوا من مراعيهم التقليدية فيما تلوثت مواردهم من المياه". وفي الصين كما في اي مكان في العالم "ان معظم الاقليات والشعوب الاصلية مهمشة وتبقى بعيدة عن عملية اتخاذ القرارات"، كما قال سودربيرغ باسف.