قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ينعقد بين 24 و26 أيار (مايو) القادم منتدى دافوس للاقتصاد العالمي في البحر الميت بالأردن، مركزاً مناقشاته على ما تكتنفه تحولات المنطقة من مخاطر اقتصادية ومن فرص استثمارية متاحة يمكن انتهازها لتحقيق النمو في اقتصادات الدول الانتقالية.عمان: لا تزال المنطقة العربية تحاول جاهدة تدارك تداعيات ما ألم بها من متغيرات منذ عامين وحتى اليوم، كان أبرزها سياسيًا وامنيًا وعسكريًا، لكن الأزمات الاقتصادية تعصف بدول الربيع العربي، بسبب غياب الاستقرار التي ظنته قريبًا. ولبحث هذه الأزمات، يعود المنتدى الاقتصادي العالمي إلى أكثر بقع الأرض انخفاضًا، بين 24 و26 أيار (مايو) المقبل، للبحث في الفرص والمخاطر المرتبطة بالتحول الجاري في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، على أمل أن تثمر أعمال المنتدى عن نتائج إيجابية، تفيد المواطنين في الدول المعنية، مع الاخذ بعين الاعتبار المخاطر المتعددة التي من شأنها عرقلة الجهود المبذولة مثل الصراع في سوريا، والأزمة المعلقة في إيران، والإرهاب في الساحل الإفريقي.
الأمن الانساني فال ميروسلاف دوسيك، مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنتدى الاقتصادي العالمي، لـ"إيلاف" إن للاردن ثقلًا سياسيًا واقتصاديًا كونه شريك مهم في منتدى الاقتصاد العالمي، وذلك في لقاء تم على هامش زيارته للأردن، للتحضير لأعمال المنتدى. أضاف: "نتوقع أن يشارك نحو ألف شخصية عالمية في الحدث الضخم، ما بين رؤساء ووزراء دول من العالم، وكذلك ممثلون عن منظمات دولية وبنوك وصناع قرار وكبار المفكرين والعقول في العالم، وقطاع الشباب، والمنتدى يأتي في وقت لا يزال يواجه فيه العالم أزمات مالية واقتصادية وسياسية واجتماعية". وتابع قائلًا: "سيكون تحقيق الأمن الإنساني والوطني والإقليمي أحد أهم الموضوعات التي ستتم مناقشتها في المنتدى هذا العام، وستتصدر الأزمة السورية في أبعادها السياسية والإنسانية قائمة المناقشات، بالإضافة للوضع المتصاعد في مصر والجزائر ومالي، كما سيتم تقييم مستقبل عملية السلام في ضوء زيارة الرئيس الاميركي بارك أوباما الاخيرة للمنطقة، والمساعي المبذولة لإعادة إحياء المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية".
دور للقطاع الخاص وتناول دوسيك التغييرات السياسية وتأثيرها على اقتصاديات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأزمات الديون العالمية، فقال: "تحقق منطقة الخليج أقوى معدلات النمو في العالم، ونتوقع أن تبقى كذلك خلال السنوات القادمة، لكن هنالك تفاوت في أداء اقتصادات الدول على مستوى المنطقة العربية، فبينما نجد قوة في أداء الاقتصاد الخليجي، هناك اقتصادات بلدان الربيع العربي المتأثرة بالاضطرابات السياسية والأمنية، كما نرى تباينًا في الرؤى الاقتصادية لبلدان المنطقة سواء في الخليج أو بلدان البحر المتوسط أو الربيع العربي، لكننا نقول إن هناك فرصة جيدة وتاريخية لإيجاد الحلول ومعالجة العديد من المشكلات الاقتصادية للمنطقة، من خلال تعزيز التجارة البينية العربية وفتح الأسواق العربية". أضاف: "نشهد اليوم تغييرات سياسية هيكلية في الشمال الأفريقي، والحكومات تدرك أهمية اتخاذ قرارات جذرية وسريعة لتحسين أداء اقتصادات تلك البلدان، والتحدي الأكبر يكمن في وجود مشكلات وتحديات مشتركة في بلدان الشمال الأفريقي، تحتاج من صناع القرار مواجهتها"، مبينًا ضرورة أن يلعب القطاع الخاص دورًا في دعم الاقتصادات العالمية، لأهميته في دعم نمو اقتصادات بلدان المنطقة وخاصة في الدول الانتقالية.
اغتنام الفرصة أكد دوسيك ضرورة العمل لمواجهة التحديات التي تواجه القطاع المالي في المنطقة، عن طريق دعم مشاريع الشباب والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، لتعزيز النمو الاقتصادي والمالي، "وعلى حكومات الربيع العربي أن تدرك اليوم الحاجة الملحة لمعالجة سريعة للمشكلات الاقتصادية والتنموية في بلدانها، وضرورة معالجة سريعة للثغرات في اقتصاداتها، وتحقيق ذلك يتجلى في بذل الجهود المشتركة من المجتمع المدني ومن القطاعين الحكومي والخاص". وحذر بلدان الربيع العربي من إضاعة الفرص للنهوض بشعوبها، قائلًا: "هناك فرصة وحيدة أمام تلك البلدان لتطبيق سياسات جديدة ومعالجة هيكلية وإيجاد حلول للبطالة وخلق مزيد من فرص العمل وتبني الشفافية في الممارسات، وتفعيل دور القطاع الخاص في مجتمعات تلك البلدان".
فرص العمل وحول إيجاد فرص عمل في العالم العربي، قال دوسيك لـ"إيلاف": "هناك حاجة إلى نحو 100 مليون وظيفة خلال السنوات العشر المقبلة في المنطقة العربية، وبالتالي يجب إدراك ضرورة توفير فرص عمل جديدة"، مشيرًا إلى أحد المسببات الرئيسية لثورات الربيع العربي كانت ارتفاع معدلات البطالة والتزايد الكبير في مستويات الفقر في المنطقة وتهميش القرى والمدن الريفية. اضاف: "سيقوم المنتدى الاقتصادي العالمي بإطلاق مبادرة تحت عنوان "رؤية جديدة للتوظيف في العالم العربي"، والتي ستكون من أهم الموضوعات التي ستتم مناقشتها في الاجتماع السنوي، من خلال دعوة القادة الشباب مع الوزراء وممثلي كبرى شركات القطاع الخاص، لإتاحة الفرصة لجميع الأطراف المعنية لخلق بيئة عمل صحية، ولا يمكننا التغاضي عن حجم التحدي وصعوبته، فنحن نؤمن بقدرة دبلوماسية خلق الوظائف على إيجاد حلول مشتركة وبدء خطوات إيجابية". واوضح دوسيك أن مناقشات المنتدى ستركز على المخاطر الاقتصادية وكيفية التصدي لها وخاصة تلك المتعلقة بارتفاع أسعار الغذاء العالمية والتي سيكون لها أثر سريع وخطير على اقتصادات المنطقة، بالاضافة إلى المخاطر التقليدية والأخرى العالمية.
مشاركة مصر وليبيا توقع دوسيك أن تتيح مشاركة الوفدين المصري والليبي في المنتدى التعرف على الأولويات قصيرة المدى والأهداف طويلة المدى للحكومات الجديدة في المنطقة، والطرق التي يمكن للمجتمع الدولي أن يقدم من خلالها العون، سواء لهذه الحكومات أو للقطاع الخاص، ما يعطي الأهمية القصوى لحوار بشأن الدعم متعدد الجوانب للمراحل الانتقالية، بما فيها المشروعات التي يديرها صندوق النقد الدولي، الممثل في المنتدى برئيسته كريستيان لاغارد. أضاف: "أحد أهم الموضوعات التي ستتم مناقشتها هو الطرق التي ستتوسلها هذه الحكومات الجديدة في استجابتها لتوقعات شعوبها، بينما تتعامل مع التغيرات الاقتصادية المصاحبة للفترة الانتقالية والتي سترسم شكل المستقبل الاجتماعي والاقتصادي الأكثر شمولًا في المنطقة". يذكر أن من قائمة الرؤساء الاقتصادين المشاركين في المنتدى محمد بن حمد الماضي، الرئيس التنفيذي لشركة سابك السعودية، وسامر الخوري رئيس قطاع الهندسة والانشاءات لشركة اتحاد المقاولين، وابراهيم دبدوب الرئيس التنفيذي لبنك الكويت الوطني، وجين يونغ كاي نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة التمويل الدولية والرئيس التنفيذي الاقليمي لمجموعة زيورخ للتأمين.