اقتصاد

العقار في لبنان: تراجع تحكمه تداعيات سوريا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

انعكس الوضع الامني في لبنان بسبب أحداث سوريا سلبًا على القطاع العقاري فيه، حيث شهد تراجعًا ملحوظًا مع عدم اقبال المستثمرين على الشراء في لبنان والاحجام عنه.

بيروت: لوحظ في القطاع العقاري أو قطاع البناء في لبنان تراجع في الحركة نتيجة تريث المستثمرين وانحسار حركة السياحة وضعف النمو الاقتصادي، حيث تراجع عدد المبيعات العقارية نحو 18,9 في المئة، مقابل تراجع قيمة المبيعات نحو 22,5 في المئة.

يقول روبير ضومط (مختص ببيع العقارات) لـ"إيلاف" إن تراجع عدد المبيعات العقارية قد يكون مرتبطًا بالاسعار ومدى تفاوتها من منطقة الى أخرى، فأسعار متر الاراضي تختلف بين المناطق، فمثلاً منطقة الاشرفية في بيروت مقسمة بحسب المناطق فهناك أراضٍ المتر المربع فيها يساوي 3 آلاف دولار وأخرى 4 آلاف دولار، وذلك بحسب الاحياء، اما خارج بيروت فإن الاسعار ادنى من ذلك فمنطقة عين سعادة مثلاً يبلغ سعر متر الارض فيها 500 او 600 دولار، اما متر البناء في عين سعادة ايضًا، اذ كان المنزل قديمًا فهو بحدود الـ 1000 دولار والجديد 1500 الى 1700 دولار، اما في الجنوب وسائر المناطق فإن الاسعار اقل من ذلك، ويتم تصنيف الاسعار بحسب كثافة السكان والتجارة، بخلاف ضيعة لا حياة عملية فيها، و شهدت العقارات تراجعًا ملحوظًا في مبيعها.

وبالفعل، برأيه، لمسنا انخفاضًا كبيرًا في الشراء خصوصًا من قبل الخليجيين، في الفترة الاخيرة، وهو مؤشر سلبي جدًا برأيه على لبنان على المدى الطويل.

خبير مالي

من جهته، يقول المختص المالي الدكتور رياض حيدر لـ"إيلاف" إن تراجع قطاع العقارات في لبنان سببه الرئيسي الحالة الامنية في سوريا، وحتى في لبنان، مع ارتفاع التكلفة لتلك العقارات لأن اسعار الحديد ارتفعت والبولاد والمواد الاولية والصناعية، وفي لبنان لا يميزون بين اختلاف السعر بسبب الكلفة أو بسبب الطلب، وهما مختلفان لأن اليوم الارتفاع العام للعقارات عائد لارتفاع التكلفة. ومن ناحية الطلب، الارتفاع ضئيل جدًا إلا بمناطق معينة كبيروت منها الاشرفية وفردان وغيرهما، ولكن في المناطق الاخرى الارتفاع عائد للتكلفة.

كيف يؤثر تراجع قيمة المبيعات العقارية على اقتصاد لبنان؟ يقول برأيي هو مؤشر سلبي جدًا لأنني انظر الى الاجيال الصاعدة التي لا يمكنها اليوم سد فراغ استثمار الخليجيين أو غيرهم في قطاع البناء في لبنان، فلا يكفي اليوم أن نقول إن التاجر ربح مثلاً في بيع عقاره، ما يهمني هل يستطيع الشباب اليوم تأمين الشقق مع ارتفاع اسعارها اليوم نسبة لما كانت عليه في الماضي البعيد؟ اليوم اصبح الامر اكثر من امكانيات الشباب، وبما أن الاجور لم ترتفع مع الغلاء فإن الشباب لن يستطيعوا شراء شقق لهم وتأمين مستقبلهم.

ويتحدث عن الاجانب في لبنان الذين لديهم كوتا محددة للشراء ما يقارب الـ3% ، لكن الاكثرية يسجلون العقارات بأسماء لبنانيين، ولا نغش أنفسنا ونقول إن هناك هجومًا على العقارات من الاجانب والعرب، وهذا ما نسمعه كثيرًا من السياسيين والاعلام، واليوم في لبنان لا استقطاب كما في الماضي للخليجي بالدرجة الاولى والميسور جدًا لأنه يفضل مثلاً أن يمضي الصيف في اسبانيا في ماربييا مثلاً.

وأضاف أن المستثمرين في لبنان يتريثون كثيرًا قبل شراء العقارات فيه، والامر عائد بالدرجة الاولى الى الاحداث السورية، ومدى تأزم الاوضاع السياسية في لبنان، الامر الذي يجنِّب أي مستثمر عربي أو حتى أجنبي من التوجه الى لبنان، وخوض غمار الاستثمار فيه، من هنا يبدو اليوم أن الحركة الاستثمارية في العقارات تجاه لبنان ضعيفة جدًا، علمًا أن المواطنين انفسهم لا يملكون في غالبية الاحيان الاموال اللازمة لشراء أي عقار أو منزل، مع الارتفاع الاخير لأسعار الشقق الذي شهده لبنان ولا يزال يشهده.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف