اقتصاد

الفلسطينيون يستعدون لاطلاق اول رحلة للنقل التجاري البحري من غزة لاوروبا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

غزة: ينشغل عمال وحرفيون في بناء سفينة تجارية ويعملون بلا توقف في ورشة متواضعة لصناعة قوارب الصيد وسط مرفأ الصيادين الصغير على شاطىء بحر غزة حيث يستعد ناشطون فلسطينيون واجانب لاطلاق اول رحلة نقل تجاري بحري من قطاع غزة الى دول اوروبية الشهر المقبل.وبدا العمال الاحد تحويل قارب صيد كبير ليكون اول سفينة للنقل التجاري في القطاع المحاصر وتحمل اسم "سفينة فلك غزة" التجارية بمشاركة ناشطين اجنبيين هما ممثل اللجنة التنسيقية العليا لمشروع السفينة مايكل كولمان وعضو "اسطول الحرية" تشارلي اندريسون.

ويقول محفوظ الكباريتي رئيس جمعية الصيد البحري ومدير مشروع القارب التجاري لوكالة فرانس برس "بدأنا باعداد قارب صيد كبير وتحويله الى سفينة نقل تجارية للبدء في تصدير منتجاتنا الفلسطينية من قطاع غزة الى دول العالم عبر مرفأ الصيد على بحر غزة".ويتوقع ان تنطلق اول رحلة للنقل التجاري في النصف الاول من تموز/يوليو الى اوروبا.وبين الكباريتي ان الفكرة جاءت نتيجة "لممارسة اسرائيل الضغوطات على دول العالم وخصوصا الدول الاوروبية التي كانت تنطلق منها سفن تحمل مساعدات انسانية تموينية وطبية الى قطاع غزة لكسر الحصار".ويبلغ طول سفينة فلك التجارية الصغيرة 24 مترا وعرضها سبعة أمتار وتبلغ حمولتها ثمانون طنا، كما يقول جمال بكر الذي يملك عددا من قوارب الصيد الكبيرة. ويبين بكر انه في حال تركيب محرك بحري للسفينة فسترتفع كلفتها الى اكثر من 150 الف دولار.واكد عشرات النشطاء الاجانب المتضامنون مع الفلسطينيين انهم سيقومون بمشاركة رفاقهم الفلسطينيين في دفع تكاليف هذه السفينة التجارية والابحار على متنها، وفق ما اعلن الكباريتي.ويقول تشارلي اندرسون وهو ناشط سويدي لفرانس برس انه سعيد بالمشاركة في مشروع سفينة فلك التجارية من اجل دعم الفلسطينيين بعد ست سنوات من الحصار على القطاع الذي "يجب ان ينتهي".ويعزو فكرة هذه السفينة الى عدم تمكن سفن التضامن الدولي الوصول الى غزة.وحول ما اذا كان يتوقع ان تقوم اسرائيل بمنع هذه السفينة الابحار الى اوروبا تساءل اندرسون "لماذا يمنعوننا؟". من جانبه يأمل الكباريتي "الا تقوم اسرائيل بمنع هذا القارب التجاري من الابحار لدول اوروبية" لكنه يستدرك قائلا "من الطبيعي الا تسمح السلطات الاسرائيلية بابحار القارب من غزة لدول العالم ،بالنسبة لنا نريد ان نوصل رسالتنا للعالم سواء منعنا الاحتلال الاسرائيلي او سمحوا لنا بالابحار ،نريد تسليط الضوء على الحصار الذي يحرم المنتجون الفلسطينيون من تصدير منتوجاتهم للعالم ونحن لدينا ميناء (مرفأ) يمكن نستخدمه". ويشير الكباريتي الى ان "المتضامنين الاجانب من مختلف دول العالم خصوصا من دول اوروبية يشاركون في اقامة السفينة وسيكونون على متنها في اول رحلة".واكد ان الهدف "ليس اغاثيا او انسانيا مثل سفن التضامن التي كانت تاتي الى غزة انما محض تجاري لدعم الاقتصاد الفلسطيني وفتح الطريق لتصدير المنتجات الفلسطينية من القطاع الى العالم".وقد توقف ابو عمار بكر الصياد المحترف منذ اربعين عاما عن ممارسة هذه المهنة ليتوجه للعمل في اصلاح مراكب الصيد وصناعتها ويعبر عن سعادته لمشاركته طاقم العمل في بناء السفينة التجارية الاولى من غزة. ويعتقد الرجل ان هذه الفكرة تستحق التضحية وبذل الجهد الكافي لان نجاحها "سيساعد الصيادين والمزارعين واصحاب المصانع في غزة لتسويق منتجاتهم المكدسة بعضها في المخازن بسبب عدم امكانية التصدير".ويقول محمد ابو سلمي صاحب مصنع للاثاث في غزة "نضع املا كبيرا في بنجاح اول رحلة تصدير عبر البحر لاوروبا لانهاء معاناة المنتجين الفلسطينيين".ويتابع الرجل وهو يشير الى طقم سفرة فاخر صنع في ورشته الصغيرة في حي الزيتون شرق مدينة غزة "لدينا خبرة عظيمة وايدي عاملة ممتازة في مجال صناعة الاثاث وكنا نصدر لاسرائيل ومنها الى دول اوربية قبل الحصار والجميع يشيد بصناعتنا".ويضيف ابو سلمي ان "التصدير البحري سينعش الزراعة والصناعات الخفيفة المختلفة في قطاع غزة ويخفف البطالة لان ما ينقصنا فتح باب للتصدير للخارج وتوفير مواد الخام وهذا مرهون برفع الحصار الظالم". ولا يستبعد ان تقوم البحرية الاسرائيلية ب"اطلاق النار وملاحقة هذه السفينة واغراقها او السيطرة عليها واعتقال من فيها ومصادرة البضائع كما فعلوا مع سفينة مرمرة التركية قبل عدة اعوام".عند مدخل المرفأ يبدو نصب تذكاري اقامته حكومة حماس تخليدا لذكرى تسعة اتراك قتلوا في هجوم اسرائيلي على سفينة "مرمرة" التركية التي كانت تنقل مساعدات للفلسطينيين في غزة في ايار/مايو 2010.واكد الكباريتي ان "المتضامنين الاجانب سيتحملون معنا كامل المسؤولية عن البضائع التي ستحملها السفينة للتسويق من خلال شراء كافة البضائع والمنتوجات من المصانع والمزارع في القطاع ودفع ثمنها لهم قبل نقلها وتحميلها على متن السفينة". ويعد العمال حاويات كبيرة على متن السفينة لنقل البضائع حيث سترفع اعلام دول العالم التي يشارك منها متضامنون الى جانب علم فلسطين.ويلفت الكباريتي ان السفينة لا تحمل وسائل قتالية، مؤكدا ضرورة حشد الدعم العالمي للضغط على اسرائيل لعدم اعتراض هذه السفينة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف