قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
زغرب: على الرغم من الازمة المستمرة في منطقة العملة الاوروبية الموحدة (منطقة اليورو) وما ينتج عنها من عدم استقرار اقتصادي وسياسي في القارة الاوروبية, وعلى الرغم من التداعيات الواضحة من الازمات الاقتصادية في كل من اليونان واسبانيا وايرلندا والبرتغال وقبرص وايضا سلوفينيا على الاوضاع الاقتصادية ككل لدى المجموعة الاوروبية، والموقف الحاد والواضح من بعض دول المجموعة مثل المانيا وهولندا وبلجيكا والمنتقدة للسرعة التي تم بها قبول بلغاريا ورومانيا لعضوية الاتحاد قبل ان تكتمل المعايير الخاصة بذلك ،الا ان الاتحاد الاوروبي رغم كل ذلك على طريق الاتساع مرة اخرى بعضوية دولة جديدة. ففى الاول من يوليو القادم 2013 سوف تصبح جمهورية كرواتيا الدولة العضو الـ28 في الاتحاد الاوروبي وتلتحق بذلك بمجموعة "النادي الاوروبي" وتصبح الجمهورية اليوغوسلافية السابقة الثانية التي تلتحق بالاتحاد بعد سلوفينيا التي حصلت على العضوية خلال عام 2004. ومما يذكر ان اعلان كل من سلوفينيا وكرواتيا لاستقلالهما كان دافعا استدعى الحرب اليوغوسلافية عام 1991 وبعد مرورو عشرين عاما فأن الاهتمام في العاصمة الكرواتية زغرب لم يكن مركزا على جيرانها من الدول البلقانية بقدر ما هو مركز على الاوضاع الداخلية الاكثر صعوبة. فالاقتصاد الوطنى الكرواتي الذى شهد نموا صعبا ومؤلما عام 2008, يعود اليوم من جديد الى الركود وفق البيانات الرسمية لوزارة المالية الكرواتية والتى اشارت الى امكانية ان يتقلص الاقتصاد هذا العام بنسبة 1.5%، بينما ارتفعت نسبة العاطلين عن العمل ( البطالة ) في شهر مارس الماضي الى 21.6% يمثل الشباب حاملي المؤهلات العليا النسبة الاعظم منها. ويرى العديد من المراقبين ان السلطات الكرواتية تأمل وهي تعيش ازمة اقتصادية مؤلمة ان تجد بالتحاقها الى المجموعة الاوروبية من يساعدها على تخطى ازمتها وانها بالتحاقها الى مجتمع اوروبي اكبر واوسع قد تجد الحلول لمشاكلها الداخلية الا ان كل المعطيات داخل الاتحاد الاوروبي بشكل عام وداخل منطقة اليورو بشكل خاص تؤكد على ان هذا الامر من الصعب تحقيقه وان الامال الكرواتية في انتشالها اوروبيا من ازمتها لا تمثل الا سرابا وان السواد الاعظم من المواطنين الكروات يشعرون بتلك المخاوف على الرغم من ان ثلثي الاصوات التي قالت " نعم " للالتحاق بالاتحاد الاوروبي في الاستفتاء الذي جرى العام الماضي كانت على قاعدة التفاؤل في امكانية العثور على مخرج من الازمة الاقتصادية التى تنعكس بشدة على الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين. التحاق كرواتيا بعضوية الاتحاد الاوروبي انعكاسا للتقدم الذي حققته خلال العشرين عاما الماضية على الجانب الاخر فأن البعض لا ينظر الى الامر على هذا النحو ويروا أن التحاق كرواتيا بعضوية الاتحاد الاوروبي جاء انعكاسا للتقدم الذي حققته البلاد خلال العشرين عاما الماضية، عابرة الطريق من الحرب الى السلام. وقد اشار اكبر المفاوضين لعضوية كرواتيا في الاتحاد الاوروبي السفير الكرواتي في بلجيكا ولوكسمبورغ " ماريو نوبيليو " الى انه لا يوجد بديل لعضوية كرواتيا في الاتحاد الاوروبي وان تاريخ كرواتيا جزء لا يتجزأ من اوروبا وان التحاق كرواتيا يمثل رسالة للاستقرار في المنطقة، مشيرا الى ان الازمة الاقتصادية والركود يمثلان جزءا مما تعانية اوروبا ككل من الركود والتقلص الاقتصادي خاصة وان كرواتيا تعد بلدا خارجا من صراع انفقت فيه مليارات من اليورو لاعادة البناء بعد الحرب وان المفاوضات حول الالتحاق بعضوية الاتحاد الاوروبي كانت باهظة ومكلفة اقتصاديا لتلبية المعايير الخاصة بالعضوية وقد اثبتت كرواتيا خلال المرحلة السابقة بانها قادرة على تحرير واعادة بناء نفسها الامر الذي يجب ان يقابل بالتقدير والترحيب وليس بالانتقاد واعطاء الظهر لها. بينما اكد رئيس الجمهورية "ايفو يوسيبوفيتش" ان العضوية في الاتحاد الاوروبي سوف تمنح الدولة السلام والاستقرار وسوقا اقتصاديا كبيرا، وافاقا ثقافية اوروبية وان العضوية يمكن ان يكون لها انعكاس كبير على الاقتصاد الكرواتي اذا نجحت زغرب في الاستفادة منها. ومن جانبه يرى رئيس الوزراء الكرواتي "زوران ميلانوفيتش" انه يجب ان تتعلم بلاده من ايرلندا وبولندا واستونيا من كيفية نجاحهم في الاستفادة بشكل فعال من اموال الصناديق الاوروبية في مساعدة اقتصادهم الوطني، مشيرا الى ان اصعب واثقل المهام التي ستقع على كرواتيا هي الحفاظ على شبابها من الهجرة فعلى الرغم من ان العديد من الدول الاوروبية قد وضعت محاذير تحد من الايدى العاملة الكرواتية الا انه من المتوقع ان يترك العديد من الشباب البلاد بحثا عن لقمة العيش خارجها وهذا سيتطلب برنامجا وطنيا جادا للحفاظ على بقائهم للعمل في خدمة وتنمية بلادهم والاستفادة من عقولهم الشابة. ووسط هذه التناقضات والاراء يتساءل العديد من المراقبين هل القرار بالتحاق كرواتيا بعضوية الاتحاد الاوروبي كان قرارا سياسيا بغض النظر عن عواقبه الاقتصادية سواء على الاتحاد الاوروبي او على منطقة اليورو ام انه قرار يهدف بالفعل الى اتساع دائرة الاسرة الاوروبية بعضو جديد يسعى الاخرون الى مشاركته مشاكله والامه ومحاولة مد يد العون له للخروج من ازمته على اعتباره جزءا جغرافيا مؤهلا للعضوية من هذه القارة القديمة.