اقتصاد

دليل على شفافية حكومية وتوجّه نحو النمو

غضب في ميانمار بعد منح شركة قطرية رخصة تشغيل شركة اتصالات

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

انفجر الغضب عارمًا بين بوذيي ميانمار رفضًا لمنح رخصة تشغيل شركة اتصالات لشركة قطرية، وتعهّد البعض منهم بعدم الاستعانة بخدماتها.

تفجّرت أمس الجمعة حالة من الغضب الشديد في ميانمار، بعدما طالب رهبان وآخرون في الدولة، التي يهيمن فيها البوذيون على كل مقاليد الأمور، بمعرفة السبب وراء منح ترخيص مغر خاص بشركة هواتف نقالة وطنية جديدة إلى شركة من دولة قطر المسلمة.

وبينما يمتلك حاليًا 7.3 مليون مواطن في ميانمار، البالغ عددهم 60 مليون مواطن، هواتف محمولة، وهو ما يُبيِّن أنها واحدة من أقل الدول اتصالًا على مستوى العالم، فإن هناك محاولات حثيثة لزيادة هذا الرقم إلى 45 مليون بحلول العام 2015.

"لن أستعين بخدماتهم"
لفتت تقارير صحافية إلى أن المسؤولين في ميانمار قرروا أن يرفعوا أيديهم بعض الشيء عن صناعة الاتصالات، فوافقوا على منح تراخيص لتطوير وتشغيل شبكات اتصالات. واندلعت موجة من الغضب في ميانمار جراء الإعلان عن فوز شركة "أوريدو" القطرية، التي كانت تعرف سابقًا بقطر تيليكوم، برخصة من رخصتين تم عرضهما على مشغلين أجانب في العطاء الأخير، الذي أعلنت عنه الحكومة.

وسرعان ما عجّت مواقع التواصل الاجتماعي بسلسلة من الانتقادات الحادة، إلى جانب موجة تعليقات من جانب مسؤولي الحكومة. فكتب مواطن يُدعى كياو كياو أو على الصفحة الخاصة بمدير مكتب الرئيس: "يجب ألا نضع نظام الاتصالات الخاص بميانمار بين أيدي شركة عربية، وأنا لن أستعين بخدمتهم"، فيما أكد آخرون أن منح الترخيص لشركة يديرها مسلمون أمر مثير للقلق، خاصة أن ذلك جاء في وقت يدعو فيه الشعب إلى حماية الجنسية والعرق.

شفافية ونمو
معروف أن الرهبان المنتمين إلى الحركة البوذية المتطرفة، التي يطلق عليها اسم 969، يدعون أنصارهم إلى مقاطعة الشركات المسلمة، وألا يتزوّجوا أو يبيعوا عقارات أو يدخلوا في شراكات عمل مع المسلمين، وهو ما أدى إلى نشوب موجة من العنف في أنحاء عدة من البلاد، وما أسفر عن مقتل 250 شخص، معظمهم من المسلمين خلال العام الماضي، وفرار 140 ألف آخرين من منازلهم.

وقال شين بينيا دهازا، وهو راهب من دير ثاكيتا في مقاطعة يانغون، ومعروف عنه دعمه لحركة 969: "لست سعيدًا في الحقيقة"، فيما دافع سيت أونغ، رئيس اللجنة الحكومية، التي أنيط بها الإشراف على العطاء الأخير، عن شركة أوريدو، التي تعمل في أكثر من عشرة بلدان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا، موضحًا أنها كانت "الخيار الأفضل".

أضاف: "من الجيد أن الحكومة لم تأخذ بعين الاعتبار مشاعر العامّة، وهذا دليل على شفافيتها". وأكدت الشركة القطرية أن استثماراتها في ميانمار ستخلق فرص عمل كثيرة، وستكون المحفز غير المباشر لتوفير مئات الآلاف من الوظائف في المبيعات والتوزيع وخدمة العملاء، في ظل ما تشهده صناعة الاتصال من نمو.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف