عزل مرسي انعكس عليها ارتفاعات حادة فاضطرت لوقف تداولاتها نصف ساعة
البورصة المصرية تحتفل بالتغيير السياسي مسجلة أكبر مكاسب يومية في تاريخها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ترجم عزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي وإبعاد حكم الإخوان عن السلطة ارتفاعات حادة لم تشهد لها البورصة المصرية مثيلًا من قبل، إذ تمكنت من تحقيق أكبر مكاسب يومية لها في تاريخها مدعومة بتفاؤل سياسي حتى اضطرت لوقف تداولاتها نصف ساعة لكبح جماع الارتفاعات القياسية المفاجئة.
القاهرة: ارتفعت مؤشرات البورصة المصرية بنحو كبير خلال تعاملات الأسبوع الجاري، بدعم من إطاحة الجيش بالرئيس محمد مرسي، المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، وزاد مؤشر الثلاثين الكبار بأكثر من 15%، ليقفز من مستوى 4625.8 نقطة مغلقاً عند 5334.54 نقطة.
فيما ارتفع مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة "أي جي أكس 70"، بمقدار 17.9% أو مايعادل 64.3 نقطة ليغلق عند 422.62 نقطة مقابل 358.35 نقطة.
أما المؤشر الأوسع نطاقًا "أي جي أكس 100"، الذي يضم الشركات المكونة لمؤشري "أي جي إكس 30 و70"، فسجل ارتفاعًا قدره 13.9%، تعادل 89.2 نقطة، ليغلق عند 728.9 نقطة مقابل 639.68 نقطة.
وربح رأس المال السوقي للأسهم المقيدة نحو 35.9 مليار جنيه أو ما يعادل 11.2% مسجلًا 355.4 مليار جنيه مقابل 319.5 مليار جنيه بنهاية تعاملات جلسة يوم الخميس. وبلغت المكاسب السوقية المحققة في جلسة اليوم، الخميس، ما يزيد على 22.7 مليار جنيه، وهي أكبر مكاسب يومية في تاريخ البورصة المصرية.
بيانا القوات إنعاش تاريخي
يقول إيهاب سعيد، خبير أسواق المال، إن مؤشر الثلاثين الكبار نجح في تجاوز مستوى المقاومة المهم قرب الـ 4770 نقطة ليقترب من مستوى الـ 5000 نقطة في جلسة الثلاثاء الماضي، في أعقاب البيان الذي أصدرته القوات المسلحة بشأن الأوضاع السياسية المضطربة، وإعلان انحيازها الكامل إلى الشعب، الأمر الذي أدى إلى حدوث حالة تفاؤل عارمة لدى كل المتعاملين، لاسيما المصريون، لتعود القوة الشرائية على كل القطاعات للمرة الأولى منذ ما يقارب العام الكامل، وهو ما بدا جليًا من نجاح غالبية الأسهم القيادية في تجاوز مستويات المقاومة الخاصة بها.
أضاف إنه بعد إعلان البيان الثاني من القوات المسلحة بشأن خارطة الطريق وعزل الدكتور مرسي مساء الأربعاء، شهدت كل مدن مصر فرحة عارمة، ولذا كان من الطبيعي أن تعبّر البورصة عن تلك الفرحة بجلسة الخميس بارتفاع حاد مع بداية التعاملات، دفعت مؤشر السوق الرئيس EGX30 إلى تحقيق نسبة ارتفاع بلغت 7% ليقترب من مستوى الـ 5334 نقطة، فيما ارتفع مؤشر الـ EGX70 بنسبة 9.39% ليقترب من مستوى الـ 422 نقطة، وهي أعلى نسبة ارتفاع له منذ تدشينه، إضافة أيضًا إلى مؤشر EGX100 الذي شهد هو الآخر ارتفاعًا حادًا بنسبة 5% لتضطر إدارة البورصة لتعليق التداولات لمدة نصف ساعة، نظرًا إلى هذا الارتفاع الحاد.
يذكر أن تلك النسبة المحددة عند 5% لمؤشر الـ EGX100 كانت من ضمن الإجراءات الاحترازية، التي تم اتخاذها في أعقاب ثورة الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني 2011.
إرهاصات
وأوضح خبير في أسواق المال أن مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة EGX70 أظهر تفوقه الواضح على نظيره مؤشر السوق الرئيس EGX30، لاسيما في جلستي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، وهو ما يمكن إرجاعه إلى الهبوط الحاد والسريع، الذي كان قد شهده هذا المؤشر على مدار الأسابيع الماضية نتيجة لاقتراب كل الأسهم المدرجة عليه من مستويات سعرية دنيا لم يشهدها بعضها منذ 7 - 10 سنوات، فيما لم يشهدها البعض الآخر منذ إدراجه في البورصة.
ولفت سعيد إلى أن قيم وأحجام التعاملات شهدت ارتفاعًا واضحًا، لاسيما في جلسة الثلاثاء، نحو أعلى مستوياتها في 5 شهور عند الـ 510 مليون جنيه في أعقاب بيان القوات المسلحة، فيما مالت بقية جلسات الأسبوع بين مستويات الـ 150 - 300 مليون جنيه، محققة متوسط تعاملات أسبوعية قارب الـ 330 مليون جنيه بالمقارنة مع متوسط تعاملات بلغ 130 مليون جنيه تعاملات يومية فقط في جلسات الأسبوع ما قبل الماضي.
أما في ما يتعلق بفئات المستثمرين فقد شهد الأسبوع تحول واضح في سلوك كل فئات المستثمرين، فقد عكس المستثمرون الأجانب سلوكهم الشرائي الممتد على مدار 5 أسابيع حتى الآن إلى السلوك البيعيي، لاسيما المؤسسات الأجنبية كنتيجة طبيعية لحالة الضبابية، التي تشهدها البلاد خلال الفترة الحالية، وقد شاركهم أيضًا في السلوك نفسه المستثمرون العرب، الذين بدا واضحًا تأثرهم كذلك بالمخاوف نفسها التي تنتاب المتعاملين الأجانب جراء الأوضاع السياسية المضطربة.
المصريون أولًا
في حين كان المستثمرون المصريون هم الجانب الأقوى خلال جلسات الأسبوع، وهو ما بدا واضحًا من عكس سلوكهم البيعي الواضح على مدار الأسابيع الماضية حيث اتجه إلى السلوك الشرائي القوي نتيجة لحالة التفاؤل العارمة التي انتابتهم في أعقاب بيان القوات المسلحة الأول.
وأوضح سعيد أن وجهة السوق ستحدد خلال جلسات الأسبوع المقبل تبعًا لما ستسفر عنه الأوضاع السياسية، وتبعات عزل الدكتور مرسي. متوقعًا أن نشهد بعض عمليات جني الأرباح غير المقلقة بعد نجاح المؤشر في تجاوز أكثر من مستوى مقاومة، كان آخرها مستوى الـ5250 نقطة، لاسيما أنه مقبل على مستوى المقاومة التالي والرئيس قرب الـ 5500 نقطة.