محاكمة الفرنسي فابريس تور في نيويورك على خلفية أزمة الرهن العقاري
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
نيويورك (الولايات المتحدة): تنطلق الاثنين في نيويورك محاكمة الفرنسي فابريس تور الوسيط المالي السابق في مصرف الاعمال غولدمان ساكس في قضية تكشف عن التجاوزات التي فجرت الازمة المالية في العام 2007.ويحاكم فابريس تور البالغ من العمر اليوم 34 عاما والمعروف بلقب "فاب" بتهمة "الاحتيال" في بيع استثمار مالي معقد في مطلع 2007 قبل اشهر من انفجار فقاعة الرهونات العقارية العالية المخاطر في الولايات المتحدة.وتبدا محاكمة فابريس تور صباح الاثنين امام محكمة في مانهاتن برئاسة القاضية كاثرين فورست. وبعد اختيار لجنة المحلفين سيبدأ محامو الادعاء (اللجنة الاميركية للاشراف على الاوراق المالية والبورصات) والدفاع في عرض حججهم ويتوقع ان تستمر النقاشات اسبوعين الى ثلاثة اسابيع.
وتور هو المتهم الوحيد في هذة القضية. ففيما كان البنك الذي يشغله سابقا غولدمان ساكس متهما في الشكوى الاصلية، فضل ابرام تسوية ودية وتسديد 550 مليون دولار عام 2010 مقابل انهاء الملاحقات بحقه.وعلى غرار "حوت لندن" برونو اكسيل من بنك جاي بي مورغان تشيس وجيروم كرفيال من سوسيتيه جينيرال بات فابريس تور رمزا من رموز تجاوزات القطاع المالي التي ادت الى ازمة 2007-2008.ففي مطلع 2007 ابتكر تور لمصرف غولدمان ساكس اداة استثمارية معقدة لتوظيف الاموال في القروض العقارية المشكوك في تحصيلها اطلق عليها اسم "اباكوس". الا انه لم يتم ابلاغ المستثمرين بان صندوق المضاربة "بولسون" اثر على محتوى "اباكوس" وكان يراهن على انخفاض اسعاره. ومن بين هؤلاء المستثمرين بنك إي كاي بي الالماني، اول مصرف قضت عليه الازمة، ثم نظيره الهولندي ايه بي ان امرو.
واستفاضت الصحف حول الحفلات الباذخة التي تقام في شقته النيويوركية البالغ ايجارها اربعة الاف دولار في الشهر، والمليوني دولار التي قيل انه جناها في 2007، وتناقلت رسائل الكترونية خاصة نقلها لهم مصرف غولدمان ساكس. وفي هذه الرسائل الالكترونية التي تعكس خبثا بقدر ما تكشف عن قدرة على توقع الازمة، يصف فابريس تور المنتجات التي كان يبتكرها ب"فظاعات" ويشبهها ب"فرانكنشتاين" صغيرة، ويستهزىء ب"المقترضين الصغار الفقراء العديمي الملاءة" الذين "لن يعمروا".
وقال محامو الوسيط باميلا شيبيغا وشون كوفي في بيان تلقته وكالة فرانس برس ان "فابريس تور لم يقم باي عمل مضر. انه مقتنع بان هيئة المحلفين سترفض اتهامات لجنة الاوراق المالية والبورصات بعد الاخذ بكل الادلة".وفي حال ادانته، فان العقوبات التي يواجهها تبقى بشكل اساسي مالية اذ تطالب لجنة الاوراق المالية والبورصات باعادة تسديد الارباح التي جناها بشكل غير مشروع مع دفع غرامة.كما انه قد يمنع في حال ادانته من ممارسة مهنته بعد الان. وهو غادر بشكل نهائي مصرف غولدمان ساكس الذي يستمر في دفع بدلات محاميه. وقد عاد اليوم الى الدراسة في جامعة شيكاغو بعد ان عمل لبعض الوقت في المجال الانساني في رواندا