اقتصاد

السياحة في الكويت.. رافد أساسي لاقتصاد الدولة وتنويع مصادر الدخل

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الكويت: أدركت دولة الكويت منذ وقت مبكر أهمية القطاع السياحة كرافد أساسي لاقتصاد الدولة وتنويع مصادر الدخل القومي، وتخفيف الاعتماد على النفط، إلى جانب توفير المجالات للاستثمار السياحي، وتشجيع الاستثمار المحلي لإقامة المشروعات السياحية، باعتبارها صناعة تعمل على تنمية 30 قطاعا اقتصاديا متصلة بها، الى جانب دورها في تخفيض نسب معدلات تسرب الأموال إلى الخارج.ويعود تاريخ السياحة في دولة الكويت الى حقبة ما قبل اكتشاف النفط حين دفعت الظروف المعيشية آنذاك عدداً من الكويتيين للسفر الى الهند بغية التجارة وما تم بعدها في الاربعينيات من القرن الماضي من عثور على آثار تاريخية في جزيرة ldquo;فيلكاrdquo;، ومن ثم شهدت الدولة الخليجية تأسيس شركة الخطوط الجوية الكويتية وانضمامها الى منظمة النقل الجوي الدولي ldquo;أياتاrdquo; عام 1945.

وبعد هذه الفترة أي خلال ستينيات القرن الماضي شهدت البلاد تأسيس شركة الفنادق الكويتية عام 1962 وانضمامها الى منظمة السياحة العالمية عام 1963 ليبدأ بعدها اهتمام الدولة بالسياحة، وعلى وجه الخصوص السياحة الداخلية لتسارع الدولة عندئذ الى إقامة البنى التحتية للمشروعات السياحية، ومنها مطار الكويت الدولي وشبكات الطرق المتطورة والأندية الرياضية والمسارح، ودور السينما، والحدائق العامة وrdquo;الشاليهاتrdquo;. السياحة المحلية وخلال فترة السبعينيات بدأ جلياً اهتمام الكويت بالسياحة المحلية، خصوصا بعد إنشاء ادارة السياحة في وزارة الإرشاد والأنباء آنذاك (وزارة الإعلام حاليا) وتشكيل الحكومة لجنة سنوية للترويح السياحي وإقامة الفعاليات والبرامج المسلية للعائلات، وذلك دعما ورغبة من الوكيل المساعد لشؤون الثقافة والنشر والسياحة وقتها المرحوم صالح شهاب في تطوير النشاط السياحي.وشهدت تلك الحقبة أيضا إنشاء شركة المشروعات السياحية عام 1976، فضلا عن استقطاب البلاد مؤتمرات واجتماعات وندوات وبطولات ومعارض متنوعة، إلا ان الدولة انشغلت خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات بالوضع الامني والاقتصادي، ما جعل الاهتمام بالسياحة ضعيفا نسبيا منذ عام 1981.ويمكن القول إن الدولة بدأت تعيد الاهتمام بهذا القطاع الحيوي منذ عام 2002 عندما اتجهت الحكومة الكويتية الى إنشاء قطاع السياحة بوزارة التجارة والصناعة في شهر ابريل من ذلك العام. ونبع ايمان الدولة بأهمية السياحة من جديد، بعد ادراكها أنها بمفهومها وعناصرها تعزز الهوية الكويتية، وتحسن صورة البلاد عالميا، وتبرز وجهها الحضاري، كما ترفع درجة الوعي بالتراث الطبيعي والثقافي، فضلا عن دورها الرئيسي في عودة الكويت الى مبادراتها في التطوير والتنمية.وتكمن أهمية السياحة في الكويت، كذلك باعتبارها من القطاعات الاقتصادية التي توفر الوظائف للعمالة الوطنية في وقت لم تتعد نسبة العمالة الوطنية العاملة في المشروعات السياحية من فنادق ومتنزهات ومكاتب سياحة وسفر ومطاعم 2 في المئة من اجمالي قوى العمل الوطنية في السوق الكويتية. نمو عدد السياح وفي هذا الشأن رصد تقرير صادر عن مجلس السياحة العالمي الخاص بالسياحة الكويتية حركة هذه السياحة وبعض مؤشرات الانفاق السياحي، وجاء فيه أن عدد السائحين من الكويت نما في عام 2012 بنسبة 11,7٪ بالمقارنة مع عام 2011.وبالنظر الى معدل الانفاق السياحي من الكويت، فإن السياحة الترفيهية تستحوذ على نحو 60 في المئة من الانفاق السياحي، وبمعدل 926 مليون دينار كويتي، في حين تستحوذ سياحة الأعمال على نحو 40 في المئة من معدل الانفاق السياحي بـ 616 مليون دينار. في موازاة ذلك، بلغت نسبة النمو في كل من السياحة الترفيهية 6 في المئة، وفي سياحة الاعمال 7,8 في المئة خلال 2012، ما جعل الانفاق السياحي من الكويت يتجاوز 2,4 مليار دينار على تذاكر السفر والفنادق فقط.وهذه الزيادة في الانفاق على السياحة يؤكدها ما ورد في بند ldquo;السفرrdquo; ضمن ميزان المدفوعات للعام 2012 من أن إنفاق الكويتي على السفر والسياحة خارج البلاد في زيادة مستمرة ليشتمل على العلاج في الخارج وبعثات الطلاب، فضلاً عن الإنفاق السياحي والترفيهي الذي يمثل الجزء الاكبر منه.وما يؤكد أيضا الزيادة المستمرة في انفاق الكويتيين على السياحة والسفر، ما أشار إليه قطاع السياحة في وزارة التجارة والصناعة، ومن أن السائح الخليجي وفقا لمؤشرات دولية لصناعة السياحة يعد ldquo;الأعلىrdquo; إنفاقا خلال الرحلات السياحية، وبمعدل يصل الى 1500 دولار أميركي للرحلة، أي ما يعادل ضعف انفاق السائح الأوروبي. أنواع السياحة وعقب ما ورد آنفا من معلومات وأرقام عن قطاع السياحة ومؤشراته وبعض احصاءاته وأهميته بالنسبة للكويت لا بد من الاشارة الى أنواع السياحة في البلاد، والتي تتفرع الى السياحة التاريخية (التراثية) والثقافية والبيئية وسياحة التسوق والسياحة البحرية وسياحة رجال الاعمال والمؤتمرات.فمن جهة السياحة التاريخية ldquo;التراثيةrdquo; يتواجد في البلاد بعض الآثار والمواقع التراثية التابعة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ومنها بوابات الكويت (بوابات السور الثالث والمقصب والجهراء والشامية والبريعصي-الشعب - وبنيد القار التي تسمى ببوابة قصر دسمان).كما تعد جزيرة ldquo;فيلكاrdquo; وقصر السيف والقصر الاحمر وبيت البدر مواقع تراثية في البلاد، في حين تشتمل السياحة الثقافية على دار الآثار الاسلامية ومركز عبدالعزيز حسين الثقافي ومكتبة البابطين المركزية للشعر العربي وبيت ldquo;لوذانrdquo; وبيت ldquo;السدوrdquo; وسوق المباركية.وتحتضن البلاد أيضا متاحف عدة، منها متحف التراث الشعبي (متحف الكويت الوطني) ومتحف طارق رجب، ومتحف الفن الحديث، ومتحف (كي لا ننسى) ومتحف الكويت للسيارات التاريخية والقديمة والتقليدية. السياحية البيئية وفيما يخص السياحية البيئية، فتشتمل على محمية الشيخ صباح الأحمد الطبيعية ومحمية جابر الكويت البحرية، كما تتمتع البلاد بمعالم حضارية بارزة منها، مجلس الأمة وبرج الحمراء والمركز العلمي وملعب الجولف ونادي صحارى والمسجد الكبير واستاد جابر الأحمد الدولي. وعن سياحة التسوق تتوزع في البلاد العديد من المجمعات التجارية و(المولات) التي تشتمل على مختلف الأنشطة التجارية والترفيهية، كما تزخر الكويت بعدد من الفنادق والمنتجعات، ولاسيما تلك المطلة على ساحل الخليج العربي. الغرف الفندقية وبحسب الإحصائيات الأخيرة لدى قطاع السياحة بوزارة التجارة والصناعة، فإن عدد الغرف الفندقية في البلاد يبلغ حاليا نحو 6927 غرفة،منها 3002 غرفة في فنادق فئة خمس نجوم، و1376 غرفة ضمن فئة فنادق أربع نجوم، و1297 غرفة ضمن فئة فنادق ثلاث نجوم، و226 غرفة ضمن فئة النجمتين و54 غرفة ضمن فنادق النجمة الواحدة، في حين يبلغ عدد الغرف التي لم يتم تصنيفها 972 غرفة. ويبرز دور شركة المشروعات السياحية التي تشرف على مواقع سياحية ومرافق ترفيهية عدة، وفي مقدمتها أبراج الكويت والمدينة الترفيهية ومتنزه الشعب البحري والشواطئ البحرية السياحية ومجمع أحواض السباحة، وصالة التزلج والجزيرة الخضراء.ومن جملة مرافق شركة المشروعات السياحية، كذلك متنزه الخيران وشاطئ المسيلة والعقيلة، ونادي الشعب ونادي رأس الأرض، ونادي اليخوت، وحديقة النافورة والحديقة السياحية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف