اقتصاد

دروس الماضي تقدم تصوراً لما قد يطالها في حال نشوب الحرب

ترقب في أوساط أسواق الأسهم مع قرب شن هجوم على سوريا

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يبدو أن المهتمين بأسواق المال دخلوا في حالة من الترقب لما ستؤول إليه الأوضاع في حال شنت الولايات المتحدة هجوماً على سوريا، لكن دروس الحروب الماضية قد تعطي تصوراً لما سيحدث.القاهرة: في وقت يترقب فيه العالم ما إن كانت ستقوم الولايات المتحدة بشن حرب على سوريا أم لا، بدأ يتحول الاهتمام صوب البورصات وأسواق المال التي قد تتأثر بشكل كبير. هذا وقد سبق للبورصات أن أمدت المؤرخين بوفرة من البيانات، وتم إعداد العديد من الدراسات بخصوص طريقة عمل الأسواق في أوقات الأزمات، خاصة في أوقات الحروب. وشجعت الاحتمالات المتزايدة لخطوة شن هجوم غربي على سوريا المحللين لكي ينظروا مجدداً في الصراعات السابقة لمعرفة وتحديد الدروس التي يمكن استخلاصها. وكان النموذج الأكثر ذكراً هو أن الأسواق تصبح متفجرة وضعيفة على مدار فترة زمنية قبيل الحدث. ثم في نفس الوقت تقريباً الذي يبدأ فيه الصراع وبعدها تبدأ الأسهم في الانتعاش. ويحدث الانتعاش عامةً بعد حدوث ما يشبه الخط المستقيم في تطور الأحداث ويكون أكبر من الانخفاض السابق، بحسب صحيفة التلغراف البريطانية. ويكون التحسن السريع أكثر ارتباطاً على ما يبدو بإطلاق الصواريخ الأولى في أي صراع من ارتباطها بأي فهم ناشئ لطريقة أو توقيت انتهاء الحلقات. وأجرى بهذا الخصوص بنك دويتشه دراسة لـ12 صراعاً على مدار الـ30 عاماً الماضية. وكان أولها ذلك الهجوم الصاروخي الذي أمر به الرئيس ريغان على ليبيا في نيسان/ أبريل عام 1986. وكان ذلك رداً على هجوم بالقنابل، تم شنه قبلها بـ10 أيام، استهدف أحد الملاهي الليلية في برلين بألمانيا، وأسفر عن مقتل جنود أميركيين. وكان آخر تلك الصراعات التي قام دويتشه بتحليلها ذلك الخاص بالعملية التي قام بها تحالف من الدول الغربية في ليبيا بدءً من آذار/ مارس عام 2011 للإطاحة بالقذافي. وبين هذين الصراعين، أجرى البنك تحليلاً لـ10 صراعات أخرى شاركت بها قوات أميركية وغربية، من بينها حرب الخليج عام 1991، الصراع الكردي العراقي عام 1996، حرب أفغانستان أواخر 2001 وحرب العراق في العام 2003. واتضح من خلال النتائج التي توصل اليها البنك أن السوق في مواعيد الضرب بكل هذه الصراعات كانت أقل من أعلى نقطة وصلت إليها في الأشهر الثلاثة السابقة، رغم تفاوت قيمة الانخفاض. وكان أصغر انخفاض بنسبة 1 % ( البوسنة - آب / أغسطس عام 1995 ) وكان أكبر انخفاض بنسبة 15 % (أفغانستان-عام 2001). فيما تبين أن البيانات الخاصة بالأسابيع التي تعقب الهجوم كانت أكثر دراماتيكية. فرغم استمرار كثير من تلك الصراعات على مدار أشهر أو سنوات، إلا أن مؤشر Samp;P 500 كان يميل للارتفاع بصورة حادة بعد التدخل العسكري الذي كان يشهده كل من تلك الصراعات. وفي كل صراع من تلك الصراعات السابقة، كان يرتفع المؤشر خلال الشهر الذي يلي الهجوم، بنسبة وصلت إلى 18 % ( خلال حرب الخليج عام 1991). وفي سبع صراعات، ارتفع المؤشر نقطة أعلى بعد مرور شهر واحد فقط من تاريخ الهجوم عن أعلى نقطة كان قد وصل إليها خلال فترة الأشهر الثلاثة التي سبقت شن الهجوم. كما انخفض المؤشر عموماً في كل الصراعات، البالغ عددها 12 صراعاً، بنسبة قدرت في المتوسط بـ5.9% من أعلى نقطة بالأشهر الثلاثة التي سبقت الهجوم حتى موعد الهجوم نفسه. وبلغ متوسط التحسن في الشهر التالي نسبة قدرها 7%. وقال في هذا الإطار ايان تيت، الشريك لدى صندوق لندن آند كابيتال الخاص بإدارة بالثروات ويوجد له مكاتب في بريطانيا وأميركا، إن هناك عوامل تؤدي لخلق حالة التقلبات وخفض الأسهم، على رأسها سوريا إلى جانب تدفقات السوق الناشئة، تقليص برامج التخفيف الكمي، الانتخابات في ألمانيا ومناقشات الكونغرس لخفض العجز. وقدمت صحيفة التلغراف عدة نصائح يمكن للمستثمرين أن يستعينوا بها في حال كان الهجوم الأميركي على سوريا حتمياً ولا مفر منه، منها الالتزام بخططهم الاستثمارية، الاهتمام بعامل الوقت، الانتباه لخطر الطرد من السوق والتعلم من الماضي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف