قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أعلنت شركة توتال، عملاق النفط والغاز الفرنسي اعتزامها إطلاق استثمارات في مجال استخراج الغاز الصخري في بريطانيا. وستكون توتال الشركة الأولى بين كبريات شركات النفط العالمية التي تستثمر في هذا القطاع في بريطانيا. ويقدر جهاز المسح الجيولوجي البريطاني وجود نحو 1300 تريلليون قدم مكعب من الغاز الصخري على الأرجح في شمال بريطانيا، غير أن عملية استخراج النفط الصخري بتقنية "التكسير" لا زالت محل جدل في القطاع. وتتضمن تقنية التكسير الحفر لأعماق كبيرة تحت الأرض وضخ خليط من الماء والرمل والكيماويات بضغط مرتفع لتكسير الصخور واستخراج الغاز الكامن بداخلها. وتعتزم توتال إنفاق عشرات الملايين من الجنيهات الاسترلينية في شراء أسهم الشركات التي تملك تراخيص الحفر في شمال بريطانيا في الوقت الذي تمارس فيه بالفعل شركات عملاقة أمثال (سينتريكا) و(غاز دو فرانس) أعمالهما في المنطقة.
مستقبل الطاقة يأتي ذلك في ظل توقعات بأن تقدم الحكومة حوافز اقتصادية تهدف إلى تشجيع السلطات المحلية على السماح للشركات بالتنقيب عن الغاز الصخري، وفقًا لما أعلنته منظمة غرينبيس (السلام الأخضر) للدفاع عن البيئة. وبموجب تلك الإجراءات، تحتفظ السلطات المحلية بالدخل الناتج عن رسوم تسددها شركات الغاز مقابل الحفر ولن تُضطر إلى توريد تلك الأموال لوزارة الخزانة البريطانية. وكان تقرير أعدته وزارة الطاقة والتغير المناخي في ديسمبر/كانون الأول الماضي قد أشار إلى أن نصف الأراضي البريطانية صالحة لممارسة التكسير الهيدروليكي واستخراج الغاز الصخري. ومن جانب آخر، يعارض محتجون بريطانيون على التكسير الهيدروليكي، وانضم إليهم نشطاء البيئة، بعد أن حذروا من احتمال أن يؤدي التكسير إلى حدوث هزات أرضية صغيرة وتلوث المياه وضرر بالبيئة بصفة عامة. وقال مراسل بي بي سي جو لينمان إن الحكومة ترحب بإعلان توتال بدء استثمارات الغاز الصخري في بريطانيا الذي تعتبره أحد المصادر الرئيسة لتلبية الاحتياجات المستقبلية للطاقة. وأضاف لينمان أن دخول توتال إلى سوق الغاز الصخري البريطاني ليس نهاية المطاف، حيث من المتوقع أن تدخل أربع شركات عالمية أخرى السوق في وقتٍ قريبٍ. وأشار أيضًا إلى أنه حال استخراج بريطانيا لـ 10 في المئة من احتياطي الغاز الصخري بها، فسوف يكون بإمكانها سد احتياجات الطاقة في جميع أنحاء البلاد لمدة خمسين عامًا.
دعم حكومي وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قد أكد في أغسطس/آب الماضي على أهمية دعم التكسير الهيدروليكي مشددًا على أنه آمن وأنه إذا خضع لضوابط محكمة وقواعد مناسبة. و أضاف أن المشاريع ستوفر آلاف فرص العمل وتقلل من تكلفة الطاقة الواقعة على كاهل المواطنين. ويؤكد ذلك ما حققه الغاز الصخري في الولايات المتحدة من دعم لقطاع الطاقة المحلية على مدار السنوات الأخيرة، حيث ارتفع معدل إنتاج النفط بينما تراجعت أسعار الغاز. وقد انتظر عمالقة الغاز والنفط في العالم خمس سنوات لدخول سوق الغاز الصخري في الولايات المتحدة، ومن المتوقع أن تدخل كبرى الشركات سوق الغاز الصخري البريطاني، ولا زال القطاع يتلمس طريقه إلى النور قبل بداية الإنتاج الفعلي. وقالت مصادر بارزة لدى الحكومة لبي بي سي إن دخول توتال مجال الاستثمار في الغاز الصخري في بريطانيا من أهم العوامل التي تصب في مصلحة الثقة التي أولتها الحكومة لهذا القطاع. وأكد ذلك ما صدر من تصريحات معهد المديرين، وهو تكتل يضم مجموعات أعمال، مشيرا إلى أن منطقة شمال بريطانيا من الممكن، حال نجاح استثمارات الغاز الصخري بها، أن تتحول إلى منطقة بحر شمال جديدة، وهي المنطقة الأميركية التي أصبحت من أهم مراكز صناعة النفط في العالم.
البيئة من جانبه قال لورينس كارتر، أحد الناشطين في الحفاظ على المناخ التابعين للسلام لجماعة (غرينبيس):"توتال شركة فرنسية لم تتمكن من ممارسة التكسير في فرنسا لأن الحكومة الفرنسية حظرت هذا النشاط الذي ينتهك البيئة في الريف. لذلك حولت الشركة اهتمامها إلى بريطانيا التي رحبت حكوماتها بممارسة النشاط على أرضنا الخضراء الجميلة." يُذكر أن بريطانيا تستهلك سنويًا ثلاثة تريليونات قدم مكعب من الغاز. وكانت الحكومة قد كشفت النقاب عن حزمة من الإصلاحات لتشجيع التنمية في هذا القطاع. تضمنت حزمة الإصلاحات إجراءت مثل وضع خطوط عريضة لتسهيل الحصول على الموافقات اللازمة للتنقيب عن الغاز الصخري بالإضافة إلى كيفية توفير حوافز ضريبية لتشجيع عمليات التنقيب. كما تخطط الحكومة لمنح المناطق التي من المتوقع أن تتضرر من عمليات استخراج الغاز الصخري تعويضات بقيمة مئة ألف جنيه استرليني فضلا عن واحد في المئة من عائدات الإنتاج بمجرد بدء المواقع في إنتاج الغاز. يذكر أن توتال تعمل في اكثر من 130 دولة في شتى ارجاء العالم بطاقة تشغيل 97000 موظف، كما تحتل المرتبة الخامسة من بين كبرى شركات النفط العالمية بحسب ما ذكرت على موقعها الإلكتروني.