اقتصاد

هولاند يعلن عن سياسة تقرب من الشركات مجازفًا بإغضاب اليسار

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

باريس: باعلانه عن اصلاحات ضريبية لمصلحة اصحاب الشركات بهدف خفض البطالة، اختار الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند السير في منعطف اقتصادي يمكن ان يثير غضب جزء من اليسار.

ورحّب اصحاب الشركات بهذه الاصلاحات، بينما لم تصدر من الصحف من قبل عبارات اطراء لهولاند، مثل تلك التي نشرت الاربعاء منذ زمن طويل، اذ رأت صحيفة ليبراسيون ان الرئيس "تحرر" في مفارقة مع تراجع شعبية الرئيس الاشتراكي في استطلاعات الرأي والعاصفة الاعلامية السياسية التي يواجهها منذ الكشف عن علاقته بممثلة تصغره بـ18 عاما.

ولمدة نحو ثلاث ساعات، عرض الرئيس الفرنسي امام 500 صحافي فرنسي واجنبي تفسيرات لاصلاحات ينوي القيام بها، بلهجة حازمة نادرًا ما اعتمدها منذ توليه السلطة في 2012 باستثناء في دفاعه عن سياسته العسكرية الهجومية في مالي وجمهورية افريقيا الوسطى وسوريا.

وبينما يواجه صعوبة في تنفيذ وعده بتقليص البطالة، اعلن هولاند عن تخفيف الاقتطاعات الضريبية بمقدار 30 مليار يورو للشركات، اضافة الى جهود من الدولة والادارات المحلية، من شانها ان تتيح بحلول 2017 توفير 50 مليار يورو. ومقابل "ميثاق المسؤولية" هذا بين الدولة التي تعد بتخفيف الضرائب والاعباء على الشركات، يتعين على هذه الاخيرة توظيف مليون شخص، وهو ما وصفه الرئيس الفرنسي بانه "اكبر تسوية اجتماعية منذ عقود".

ولكن بغضّ النظر عن ذلك، فان الرئيس هولاند تجاوز احد الخطوط الاساسية لليسار الفرنسي بتبني الخط "الاشتراكي الديموقراطي". وقال المحلل السياسي ستيفان روزس "كالعادة يتصرف الاشتراكيون في الحكومة ببرغماتية، لكن لم يسبق لرئيس اشتراكي او اشتراكي في السلطة ان تبنى الخط الاشتراكي الديموقراطي".

ويمكن ان يثير تحول هولاند ارتياح بلدان غربية، وخصوصا اوروبية، انتقلت منذ زمن بعيد الى الافكار الاشتراكية الديموقراطية. لكن في بلد كان يعتبر الى وقت غير بعيد عبارة "اشتراكي ديموقراطي" شتيمة في اعين ناشطي الحزب الاشتراكي، فان الامر اشبه بثورة او على الاقل منعطف.

وقال هولاند "هل انا اشتراكي ديموقراطي؟، نعم على اعتبار ان ميثاق المسؤولية هذا" ليس سوى "عملية تسوية اجتماعية، بالتالي اشتراكية ديموقراطية". الا انه نفى ان يكون "تبنى الليبرالية". وفي بروكسل رحبت المفوضية الاوروبية بهذه الاجراءات، معتبرة انها "نبأ سار"، وخطوة "في الاتجاه الصحيح"، يمكن ان "تعزز القدرة التنافسية للشركات الفرنسية، وتعود بالفائدة على النمو والوظيفة".

من جهتها، رحبت المانيا اكبر اقتصاد اوروبي بالاعلانات "الشجاعة" لهولاند التي تسير "في الاتجاه الصحيح". واشاد بيار غاتاز رئيس هيئة ارباب العمل الاربعاء بـ "خطاب يمضي في الاتجاه المعقول". ورأى ان "هناك وعي بواقع فرنسا" بعدما اقر في بداية كانون الثاني/يناير بان اليسار الحاكم يفعل اليوم ما لم تفعله اي حكومة في السابق.

وفي اوساط اليمين هناك خليط من الدعم الخجول والانزعاج، اذ ان اعلانات الرئيس مدرجة منذ امد بعيد في برنامج اليمين من دون ان تنفذ عندما كان نيكولا ساركوزي في الحكم (2007-2012). وقال زعيم اليسار الراديكالي جان فرنسوا كوبيه بانه "لا يمكننا الا ان نوافق" على توجه رئيس الدولة. لكنه اضاف "اقول انتبهوا فالشيطان يكمن في التفاصيل".

من جهته، اكد الوزير السابق اليميني برونو لومير انه لا يجد خطاب هولاند الداعم للشركات "مزعجا البتة". في المقابل انتقد زعيم اليسار المتشدد جان لوك ميلانشون، الذي كان في الماضي رفيق سلاح هولاند، التغير في توجهات الرئيس. وقال "انه اخطر انحراف الى اليمين نشهده من حكومة يسار منذ غي مولي" رئيس الوزراء الفرنسي عام 1956 والذي يعتبر لدى البعض رمزا للتنازلات اليسارية.

واضاف النائب الاوروبي "لقد انطلق بخطاب ضد المالية وانتهى بهدايا بلا مقابل لارباب العمل" منددا بتصريحات رئيس الدولة "النيو-ليبرالية".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف