اقتصاد

منها المنافسة وضعف الطلب والمشاكل القانونية

المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الإمارات تتجاهل مخاطر رئيسة

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تواجه المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الإمارات مخاطر تؤثر مباشرة على الناتج الإجمالي والربحية، مثل المنافسة والطلب على السلع الاستهلاكية. أما أكثر المخاطر الجسيمة، مثل اندلاع الحرائق، والخلل في سلسلة الإمداد، وصحة وسلامة العملاء والموظفين فلا تشكل قلقًا كبيرًا بالنسبة إلى أصحاب هذه المشاريع في الإمارات.

دبي: أظهر استطلاع الشركات الصغيرة والمتوسطة 2014، الذي كشفت عنه مجموعة "زيورخ للتأمين العام" العالمية، اليوم، بالتعاون مع مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، إحدى مؤسسات دائرة التنمية الإقتصادية والمكلفة بتطوير قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة، أن هذه المشاريع الموجودة في الإمارات العربية المتحدة لا تولي قدرًا كافيًا من الاهتمام بالمخاطر الرئيسة التي تؤثر على أعمالهم، مثل اندلاع الحرائق والخلل في سلسلة الإمداد.

المنافسة من أخطرها
بناءً على الاستطلاع، فإن أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة معنيون أكثر بالمخاطر التي تؤثر مباشرة على ربحية أعمالهم. حيث أقر الثلث (33%) أن وجود المنافسة بشكل كبير يعد أحد المخاطر الرئيسة، في حين أن ما يقلق (20%) منهم هو ضعف الطلب على السلع الاستهلاكية. وتم إدارج المشاكل القانونية والمالية في المرتبة الثالثة (16 %) ضمن أكبر المخاطر التي تؤثر على المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الإمارات العربية المتحدة.

وتم استطلاع 3.800 من كبار المسؤولين التنفيذيين في المشاريع الصغيرة والمتوسطة من مختلف أنحاء العالم، من بينهم 200 شخص من الإمارات العربية المتحدة، وذلك لتصنيف أكثر ثلاثة مخاطر تواجه أعمالهم.

وكشف عُشر المشاركين في الاستطلاع (11%) فقط عن اعتقادهم بأن الحرائق تشكل خطرًا رئيسًا، بالرغم من كثرة التقارير المتكررة عن اندلاع الحرائق المسببة في دمار مراكز ومباني الأعمال في الدولة. وبنسبة مشابهة، أقر (8%) فقط من أن الفشل مع الشركاء والمزوّدين يشكل خطرًا على أعمالهم. وتشير تجربة "زيروخ" الخاصة إلى أن المخاطر الناتجة من الخلل في سلسلة الإمداد، والتي تقبع خارج سيطرة الشركات بشكل مباشر، تعد من أكثر المخاطر انتشارًا وأشدها تدميرًا للمشاريع الصغيرة والمتوسطة. وعلى النقيض، فإن المشاريع الصغيرة والمتوسطة في المغرب (25%) وتركيا (24%) ترى الخطر المحتمل ينتج من الخلل في سلسلة الإمداد.

سلامة الموظفين
من المخاطر التي تقلل من شأنها المشاريع الصغيرة والمتوسطة الموجودة في الإمارات العربية المتحدة هي صحة وسلامة العملاء والموظفين، حيث إنها تقلق (14%) فقط من الشركات. في حين تعتقد 32% و 24% من المشاريع الصغيرة والمتوسطة في النمسا وألمانيا على التوالي بأن صحة وسلامة العملاء والموظفين تؤثر بشكل رئيس على أعمالهم، وهو ما حل ثاني أكبر المخاوف شيوعًا في الدولتين.

من جهة أخرى، فإن المخاطر الإلكترونية، وتعرّض مركبات الشركة للضرر، والكوارث الطبيعية /الطقس غير المتوقع، رغم كونها تحتل نسبًا متدنية، إلا أنها شهدت نموًا كبيرًا كمخاطر محتملة. حيث ارتفعت نسبة القلق بشأن الجرائم الإكترونية وتعرّض المركبات للضرر من 6% في عام 2013 إلى 10% في عام 2014. أما ما يتعلق بالكوارث الطبيعية /الطقس غير المتوقع، فقد زادت النسبة من 4% إلى 8% في العام 2014.

السرقة أحيانًا
في الوقت عينه، فقد انخفض الاعتقاد بأن السرقة تشكل خطرًا محتملًا على المشاريع الصغيرة والمتوسطة إلى 11% مقارنة بنسبة 18% في العام الماضي. وفي هذا الصدد قال زاهر شريف، مدير البيع في "زيورخ للتأمين العام في الشرق الأوسط": "إن إدارة الأعمال التجارية محفوفة بالمخاطر. ولهذا السبب فنحن معجبون بأولئك الذين ينشئون ويقودون ويعملون في المشاريع الصغيرة والمتوسطة. وهذه النتائج تشير وبقوة إلى أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الإمارات العربية المتحدة تركز على المخاطر التي تؤثر مباشرة على الناتج النهائي والربحية أكثر من تركيزها على المخاطر غير المتوقعة، مثل الخلل في سلسلة الإمداد أو اندلاع الحرائق التي قد تدمّر أعمالهم".

من جهته قال كلينت درابر، رئيس قسم الشركات الصغيرة والمتوسطة في "زيورخ للتأمين العام في الشرق الأوسط": "دائمًا ما يستثمر رواد أعمال المشاريع الصغيرة والمتوسطة بأموالهم وأوقاتهم وموهبتهم وطاقاتهم لتحقيق أحلامهم في امتلاك أعمالهم الخاصة وإدارتها. ويأتي دورنا كشركة تأمين في مساعدة تلك المشاريع على إدارك المخاطر المحدقة بها وترتيبها حسب الأولوية من أجل تجنبها. ووجود التأمين الصحيح يؤدي إلى تخفيف المخاطر، وحماية تدفق المال، إضافة إلى توفير أساس راسخ ومستقر من أجل تحقيق النجاح على المدى الطويل".

النمو يخدع
تعليقًا على هذا الاستطلاع، قال عبد الباسط الجناحي، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة: "يبيّن الاستطلاع على أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الإمارات العربية المتحدة تحتاج بشدة معالجة الثغرات المتعلقة بتعرّضهم للمخاطر، وخصوصًا أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة تشكل أكثر من 90% من إجمالي المؤسسات التجارية في الإمارات العربية المتحدة. وإن تلك المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تدرك المخاطر المحدقة بأعمالهم، وتتخذ الإجراءات والإحتياطات اللازمة لحماية أعمالهم، غالبًا ما تحقق الاستفادة على المدى الطويل. وفي حين أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الإمارات العربية المتحدة تحقق أداءً جيدًا بشكل عام، إلا أنه يجب عليهم عدم الانخداع بالنمو الذي تشهده أعمالهم".

أضاف عبدالباسط: "يسر مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة أن تصبح شريكة مع "زيورخ للتأمين العام في الشرق الأوسط"، وذلك بهدف مساعدة المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الدولة على فهم المخاطر بشكل أفضل كذلك، وتعزيز قدراتهم لحماية أعمالهم على نحو أكثر فعالية. ونود من المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تمتلك الرؤية للنمو بأن تتبنى إدارة المخاطر، وذلك من أجل إدارة أفضل تؤدي إلى نمو أعمالهم".

اتفاق تأميني
وقامت مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة بتوقيع مذكرة تفاهم مع "زيورخ للتأمين العام" في شهر نيسان/أبريل 2014، وذلك لتقديم النصائح والاستشارات، بخصوص التأمين، إضافة إلى عرض الرؤى والتوجيهات في ما يتعلق بإدارة المخاطر، إلى أفضل 100 مشروع صغير ومتوسط في دبي. وضمن بنود المذكرة، يتعيّن على "زيورخ للتأمين العام" عقد حلقات تعليمية لهذه المشاريع بخصوص التأمين وإدارة المخاطر، وأيضًا تقديم نصائح مفصلة عن التأمين &- تشمل التأمين العام والتأمين على الحياة.

يأتي هذه التقرير تابعًا لآخر الاستطلاعات التي تم نشرها في شهر أيلول/سبتمبر 2014، والتي خلُصت إلى أن أكثر من ربع الشركات الصغيرة والمتوسطة في الإمارات وسعت نطاق مبيعاتها المحلية خلال العام الماضي، وأيضًا في شهر تشرين الأول/أكتوبر، والتي كشفت عن أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة تتطلع إلى فرص لزيادة قاعدة عملائهم.

الاختلافات دوليًا
في أوروبا، تركز المشاريع الصغيرة والمتوسطة بشكل أكثر على صحة وسلامة العملاء والموظفين أكثر من تركيزها على قلة الطلب على السلع الاستهلاكية ، خصوصًا في النمسا (32%) وألمانيا (24%). أما في أميركا اللاتينية فإن التعرّض للسرقة هو ما يثير قلق الشركات بشكل عام، باستثناء البرازيل، التي يزيد قلقها بخصوص المشاكل المالية والقانونية (16%)، والفشل المحتمل مع الشركاء والمزوّدين (18%)، واندلاع الحرائق (17%).

بينما يشكل الفساد خطرًا أكبر من وجهة نظر المشاريع الصغيرة والمتوسطة في جنوب أفريقيا (16%)، والمكسيك والمغرب (13%)، في حين أنه يقلّ في أوروبا (7%). في حين أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة في المغرب وتركيا (25%) و(24%) على التوالي، ترى أن الخلل في سلسلة الإمداد يشكل خطرًا محتملاً على أعمالهم.

وترى المشاريع الصغيرة والمتوسطة في منطقة آسيا - المحيط الهادئ أن الكوارث الطبيعية والتغيير غير المتوقع في أحوال الطقس يشكلان خطرًا جسيمًا على أعمالهم، خصوصًا في هونغ كونغ (28%) وتايوان (34%).&
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف