قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
اتخذت الأزمة الاقتصادية في روسيا منحى أثار تكهنات بشأن مستقبل الرئيس فلاديمير بوتين وقدرته على البقاء سياسياً.&
إعداد عبد الإله مجيد: يظهر تفاقم الأزمة الروسية بأسطع اشكاله في الفشل الذريع الذي منيت به المحاولة اليائسة لوقف انهيار العملة الروسية في غضون ساعات من اقدام البنك المركزي على رفع اسعار الفائدة الى 17 في المئة. &إذ جاءت الخطوة بعد ان فقد الروبل الروسي نصف قيمته خلال عام وانكمش الاقتصاد الروسي من 2.1 ترليون دولار الى 1.1 ترليون دولار أو ما يعادل نصف اجمالي الناتج المحلي لولاية كاليفورنيا.&&وتزامن هبوط اسعار النفط مع العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب تدخلها في اوكرانيا لايصال الاقتصاد الروسي الى حافة الانهيار.&&وبدأت اصوات التذمر والاستياء ترتفع في اوساط النخبة السياسية والاقتصادية نفسها. &واعلن الكسندر تكاتشوف حاكم مقاطعة كراسنادور "كلنا هللنا حين استعدنا شبه جزيرة القرم وها نحن الآن نقطف ثمار غزونا". &وأضاف "كنا نظن ان لا شيء سيحدث ، والآن نواجه جزاء اعمالنا لأنه ليست هناك معجزات واصبح واضحا ان روسيا تواجه حربا اقتصادية حقيقية ، ويجب ألا تكون هناك أوهام بهذا الشأن".&&وقال نائب حاكم البنك المركزي الروسي سيرغي شفيتسوف "ان ما يحدث كابوس ما كنا نستطيع حتى ان نتخيله قبل عام".&&وكشف موقع بلومبرغ أن بوتين سأل كبار مساعديه خلال اجتماع سري في وقت سابق من العام إن كانت لدى روسيا احتياطات كافية من العملات الأجنبية للصمود في مواجهة مع الغرب فأكدوا له أن بمقدور روسيا ان تتحمل العاصفة.&&وبذلك يكون بوتين أقدم على مقامرة كبيرة في وقت كان مصرف دويتشة بنك وغيره من مؤسسات الاقراض تتوقع حدوث فائض في سوق النفط هذا العام مع تزايد انتاج الولايات المتحدة من النفط الصخري. كما أن الكرملين لم يستوعب أن روسيا الآن أشد تأثراً بالعقوبات نظراً لاعتمادها على رأس المال الأجنبي وارتباطها بالنظام المالي العالمي. &&&وعلى خلفية التململ الناجم عن الأزمة في الدوائر التي يراهن بوتين على دعمها سُئل الرئيس الروسي خلال لقائه السنوي الماراثوني مع وسائل الاعلام عما إذا كان يخشى وقوع انقلاب قصر ضده. وأجاب بوتين قائلا "أستطيع ان اؤكد لكم بأنه ليس لدينا قصور وبالتالي فان حدوث انقلاب قصر ليس ممكنا في الواقع". وما أن أطلق بوتين تصريحه هذا حتى بدأ خصومة حملة على الانترنت بنشر صور القصور المنيفة لبعض افراد حلقته الداخلية الضيقة. &&ولكن السؤال اكتسب وجاهة متزايدة منذ طرحه على الرئيس الروسي الذي يواجه اسوأ ازمة اقتصادية خلال 15 عاما من توليه مقاليد السلطة في روسيا. فان هبوط اسعار النفط كشف ضآلة ما عملته ادارة بوتين لتنويع الاقتصاد الروسي خلال سنوات الانتعاش وارتفاع اسعار النفط. ومن جهة أخرى تسبب هبوط اسعار النفط في انخفاض حجم الأموال التي يستطيع اصحاب المليارديرات المحيطون بالرئيس الروسي ان يتقاسموها بينهم. &&وكان من اسباب العقوبات التي فرضها الغرب ضد روسيا استهداف مصالح هذه الحلقة الداخلية الضيقة تحديدا من أجل الضغط على بوتين. &ويتوقع مسؤولون غربيون ان استمرار الوضع الاقتصادي في التردي والاضطراب السياسي في التصاعد يمكن يهدد موقع بوتين من داخل الحلقة الضيقة المحيطة به. &إذ يشعر كثير من افراد النخبة السياسية والمالية بالقلق من طريقة بوتين في التعاطي مع الأزمة الاوكرانية وفشله في تقوية الاقتصاد الروسي بإبقائه من الناحية العملية اقتصادا احاديا يعتمد على النفط. &&&وتعني العقوبات الغربية في ظل هبوط اسعار النفط بالنسبة لأفراد الحلقة الداخلية في الكرملين فقدان فرص استثمار وشراء عقارات وسفر في الغرب. &وحرص هؤلاء على الاعلان بأن خسائرهم الشخصية ثمن بسيط مقابل احياء امجاد روسية عظيمة. ولكن ما يدور في رؤوسهم وما يشعرن به في قرارة نفوسهم امر آخر تماما. &وحتى المتفقين مع بوتين ايديولوجيا من بين افراد هذه النخبة قد يهتز ولاؤهم له إذا بدأ الخطر يهدد ثرواتهم الشخصية، كما تلاحظ صحيفة الاوبزرفر.&وكان بوتين تهرب في مؤتمره الصحفي السنوي من الاجابة عن سؤال إن كان هناك انقسام في صفوف النخبة. &وعندما قال مراسل وكالة رويترز للرئيس الروسي ان بعض افراد النخبة وحلقته الداخلية المباشرة يحملونه مسؤولية الأزمة الاقتصادية والسياسية ضحك بوتين وقال "اعطني اسماءهم!"&بوتين لم يحاول ان يبين لمراسل رويترز أنه مخطئ في ما يقوله. &ولكن الرئيس الروسي الذي يمقت الثورات الشعبية ورسم سياساته طيلة سنوات للتوثق من عدم حدوثها في روسيا سيبدأ الآن التوجس ليس من شعبه فحسب وانما من أقرب القريبين اليه في حلقته الداخلية الضيقة.