اقتصاد

شركات النفط للعراقيين: إما أن تزيلوا العراقيل أو نرحل!

فساد وبيروقراطية العراق يهددان تطوير حقل الرميلة النفطي

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

يواجه مشروع تطوير حقل الرميلة النفطي في جنوب العراق أخطارًا، بعدما أجبرت العراقيل البيروقراطية في بغداد شركة "بي بي" على إلغاء عقودها مع 100 متعهد أجنبي، يقومون بمهمات بالغة الأهمية في تطوير الحقل العملاق.

اعتبر محللون نفطيون أن إلغاء شركة بريتش بتروليوم (بي بي) عقودًا مع 100 متعهد أجنبي يسلط الضوء على تحديات كبيرة تواجه شركات النفط العالمية العاملة في العراق، ويوجّه ضربة موجعة إلى خطط الحكومة العراقية لإعادة بناء الصناعة النفطية، التي ما زالت تعاني من آثار سنوات من الحروب والعقوبات الدولية.

ضربة موجعة
تبدي شركات نفطية كبرى إمتعاضها وإحباطها إزاء صعوبة التعامل مع دولة يتفشى فيها الفساد، ويثقل الروتين البيروقراطي جهازها الاداري، حتى إن هذه الشركات تفكر جديًا في حزم امتعتها والرحيل عن العراق نهائيًا.

وقال رئيس مجموعة إيني النفطية الإيطالية باولو سكاروني إنه أبلغ الحكومة العراقية بالآتي: "إما أن تزيلوا العراقيل أو نرحل". ونقلت صحيفة "فايننشيال تايمز" عن مصادر مطلعة قولها إن مشاكل "بي بي" في العراق بدأت حين أوقفت حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي موافقتها على توقيع عقود لاستيراد معدات تحتاجها الشركة في عملها لتطوير حقل الرميلة. كما أوقفت بغداد إصدار تأشيرات دخول للأجانب، الذين يعملون في الحقل.

ونتيجة لذلك، أبلغت "بي بي" 100 متعهد أجنبي في وقت سابق من شباط (فبراير) الحالي بإنهاء عقودهم فورًا، كما أُجبرت إيني على إنهاء عقود متعهدين في حقل الزبير القريب من الرميلة.

فساد وبيروقراطية
تواجه شركات النفط العالمية في العراق مصاعب في التعامل مع جهاز إداري عراقي فاسد وبيروقراطي، إلى جانب اهتراء البنى التحتية. وتأتي هذه المصاعب في وقت يزداد الوضع الأمني ترديًا.

ويقول خبراء إن "بي بي" وقعت ضحية المزايدات السياسية وتباطؤ عملية صنع القرار في عموم الوزارات العراقية مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية في 30 نيسان (إبريل) المقبل. وقال مصدر نفطي كبير لصحيفة "فايننشيال تايمز" إن الجميع منشغلون بالانتخابات، وبالنتيجة تتأخر تواقيع المسؤولين الكبار.

وكان إنتاج العراق من النفط هبط إلى أقل من ثلاثة ملايين برميل في اليوم في كانون الثاني (يناير) الماضي، من 3.24 ملايين برميل في اليوم في نيسان (إبريل) 2013. كما انخفضت صادراته النفطية بسبب الهجمات التي تستهدف أنابيب النفط واستمرار النزاع النفطي بين الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان.

ويرى محللون أن قرار "بي بي" إنهاء عقود 100 متعهد يلقي ظلالًا كثيفة على مستقبل استثمارها في الرميلة، الذي يعتبر من أكبر المشاريع في محفظتها الاستثمارية. وينص العقد، الذي وقعته "بي بي" مع وزارة النفط العراقية في العام 2009، على زيادة إنتاج حقل الرميلة من 1.4 مليون برميل في اليوم إلى 2.85 مليون برميل.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف