اقتصاد

شرق البلاد يرغب في التوقف عن دفع الثمن عن المناطق الغربية

أوكرانيا تواجه خطر الإفلاس في غياب الدعم المالي

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

يعاني سكان دونيتسك في قلب حوض دونباس الفحمي في شرق أوكرانيا صعوبة في تأمين معيشتهم مؤكدين أنهم لا يرغبون في دفع الثمن مجددًا عن المناطق الغربية الأقل تصنيعًا. وتواجه أوكرانيا خطر الإفلاس إذا لم تحصل على دعم مالي سريع، وتحتاج 35 مليار دولار خلال سنتين.

دونيتسك:يجد عدد كبير من سكان دونيتسك في قلب حوض دونباس الفحمي في شرق أوكرانيا، صعوبة في تأمين معيشتهم، ويعلنون أنهم لم يعودوا يرغبون في "دفع الثمن" عن المناطق الغربية الأقل تصنيعًا.

قالت نينا أليكسندروفنا (72 عامًا)، التي يناهز راتبها التقاعدي 100 يورو في الشهر، "هنا نعمل من أجل كييف، ومن أجل الغرب". وأعربت من جهة أخرى عن استيائها من "ارتفاع الأسعار بصورة دائمة في المتاجر".

وفي منجم "كالينينا" للفحم، يؤكد المدير فنيامين نيكولايفيتش أن الأمور "طبيعية". ويضيف "إننا نعمل كما من قبل" الاضطرابات في كييف، التي أدت إلى إطاحة نظام الرئيس فيكتور يانوكوفيتش المتحدر من المنطقة. وأضاف هذا الرجل، الذي يشبه بيروقراطيي الحقبة السوفياتية أكثر منه مدير مؤسسة معاصرة: "نريد فقط أن يتحرك الاقتصاد الوطني".

ومن نافذة مكتبه، بالكاد يتسنى للصحافيين أن يلمحوا معدات متقادمة، غير أنها لا تزال تعمل، قبل أن ينهر بشدة "رئيس الأمن"، الذي سمح لفريق وكالة فرانس برس بالدخول، فتتم مواكبة الفريق على الفور خارج المصنع.

تأخر الرواتب
وردًا على سؤال أخير، اكتفى بالقول "بالتأكيد، إننا ندفع الرواتب، وليست لدينا رواتب متأخرة". غير أن الموظفين لا يوافقون على هذا الكلام، على غرار فيتالي، الأب لولدين. إذ قال "لم أتقاض راتبي يوم الجمعة الماضي. وهذه هي المرة الأولى التي يحصل فيها ذلك"، موضحًا أن راتبه الشهري يبلغ 180 يورو.

حتى يتمكن من دفع الإيجار (100 يورو لشقة مساحتها 40 مترًا مربعًا تبعد أربعين كلم عن دونيتسك) وتأمين متطلبات حياته اليومية، يعمل سائق سيارة أجرة، تؤمّن له 500 يورو إضافيًا. أما زوجته فيقلّ راتبها عن 150 يورو في الشهر.

أما المتقاعدون فيواجهون وضعًا أسوأ، كما يقول أحدهم، فيكتور أفينوغييف، الذي يتقاضى ما يوازي 200 يورو في الشهر، "يخصص ربعها" للشقة التي يتقاسمها مع زوجته (36 مترًا مربعًا في وسط المدينة). وتواجه أوكرانيا خطر الإفلاس إذا لم تحصل على دعم مالي سريع. ويقول وزير المال في الحكومة الانتقالية إن كييف تحتاج 35 مليار دولار خلال سنتين.

المتاجر خالية
وفي الجادة الرئيسة في دونيتسك، تخلو المتاجر الراقية من الزبائن. وينصرف الباعة فيها إلى التحادث بهدوء في ما بينهم، وتجلس أمينات الصندوق خلف مكاتبهن بدون أن يدخل أي زبون. وفي الخارج تقوم مجموعات من موظفي مصلحة الطرق في ثياب بالية بتنظيف الشوارع بطريقة عشوائية.

غير أن هذه المنطقة، التي يتحدث سكانها اللغة الروسية، غنية بالثروات الطبيعية، وتشهد نشاطًا صناعيًا كثيفًا، وغالبًا ما تقيم الشركات فيها علاقات وثيقة مع روسيا القريبة، لا تقتصر على التواصل الجغرافي، بل تعكس أيضًا شعورًا بالانتماء العاطفي.

في هذه الظروف الصعبة، يميل عدد كبير من سكان منطقة دونيتسك الشاسعة، التي ما زالت تحتفظ بمظهر سوفياتي، إلى قطع الجسور على الصعيد الاقتصادي مع الجزء الغربي من أوكرانيا. ولا يؤيد هذا الاتجاه الطالب ديميتري (22 عامًا)، الذي يقول "يجب أن نتقاسم (مع باقي البلاد) حتى لو أن العديدين هنا يدعون إلى التوقف عن دفع الثمن للأقاليم الأخرى، وأنه من الأنسب الاحتفاظ لأنفسنا بالثروة التي ننتجها".

وقال "صحيح إننا نساهم بمعدل الربع في إجمالي الناتج المحلي لأوكرانيا"، مضيفًا وعلى وجهه ابتسامة عريضة "لكن يجب أن نتحلى بالإنسانية".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف