اقتصاد

الكرملين يجري تغييرًا جذريًا في الاستراتيجية الاقتصادية

يأس روسيا من انتعاش أسعار النفط يدفعها إلى المحراث

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

نفضت روسيا يدها من انتعاش أسعار النفط وأخذت تهيّء نفسها لحقبة جديدة من الوفرة النفطية في الأسواق العالمية.&
&
إعداد عبد الاله مجيد: أجرى الكرملين تغييرًا جذريًا في الاستراتيجية الاقتصادية بتقنين الأموال التي تُرصد لصناعة النفط والغاز التي كانت الصناعة المدللة في السابق، والاعتماد بدلاً من ذلك على تطوير قطاعات تقليدية مثل الصناعة التحويلية والزراعة.

وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الميزانية العامة استندت الى تقدير سعر النفط بنحو 50 دولارًا للبرميل، ولكنه هبط الى اقل من هذا التقدير رغم انه تقدير محافظ. وأضاف بوتين الذي كان يتحدث في ندوة اقتصادية حضرها جمع من المستثمرين في موسكو انه "ليس سرًا أن الاستثمار ينحسر ويختفي إذا هبط سعر النفط".

الاعتماد المفرط على النفط خطأ

واعترف وزير النفط الروسي انتون سيلوانوف بأن الاعتماد المفرط على النفط والغاز خلال العقد الماضي كان خطأ فادحًا أدى الى تحديد سعر العملة بأكثر من قيمتها وموت صناعات أخرى موتًا بطيئًا في حالة كلاسيكية لما يُسمى في الاقتصاد "المرض الهولندي".

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن سيلوانوف أن على روسيا ان تكف عن ايلاء كل هذه الرعاية للصناعة النفطية، وتترك "مجالاً اوسع للصناعات الأخرى". وأضاف "علينا أن نتخذ قرارات صعبة ونعيد توزيع مواردنا".

وأجبرت هذه النظرة الواقعية الجديدة الكرملين على الغاء جملة تخصيصات مالية والتوقف عن رفد صندوق التقاعد بالمال. وتشكل الضرائب التي تُجبى من صناعة النفط والغاز نصف ايرادات الدولة وتسهم صناعة النفط بنسبة 70 في المئة من صادرات روسيا.

أدارت ظهرها

واتهم رئيس مجلس ادارة شركة روسنفت النفطية العملاقة ايغور سيتشين إدارة بوتين بأنها أدارت ظهرها لقطاع الطاقة لصالح قطاعات أخرى، وقال إن الضرائب تخنق شركته محذرًا من ان قطاع النفط الروسي سيضمحل تدريجيًا إذا لم تتغير السياسة الجديدة.

وأشار سيتشين إلى أن شركات النفط الروسية اصلاً تعاني من أزمة في السيولة النقدية وتواجه هبوطًا في الانتاج بنسبة 6 في المئة خلال السنوات الثلاث المقبلة، مع نضوب حقول النفط في غرب سيبريا التي بدأت العمل منذ زمن الاتحاد السوفيتي.

وتواجه شركة روسنفت التي تعتبر اكبر شركة نفطية مساهمة في العالم ضرائب ورسوم تصدير تصل الى 82 في المئة من عائداتها. وقال سيتشين "إن هذه نسبة ضخمة ولا تصدق". وانتقد سيتشين الحكومة الروسية بشدة قائلاً إنها لا تعرف كيف تعالج الأزمة الاقتصادية وهاجم بصراحة وزراء كانوا يجلسون بجانبه في الندوة التي نظمها مصرف في تي بي كابتال الاستثماري.

منافسة شديدة

وقال رئيس شركة روسنفت إن روسيا تواجه منافسة شديدة من السعودية التي بدأت تصدر النفط بأسعار مناسبة الى منطقة بحر البلطيق عن طريق ميناء غدانسك البولندي مستحوذة على حصة من السوق المحلية تحت انظار الروس.

وروسيا حاليًا أكبر منتج للنفط باستخراج 10.7 ملايين برميل في اليوم ولكنها تعيش على مردود استثمارات سابقة بعد هبوط اسعار النفط. ولا تعتبر خطط تطوير حقول بحرية في القطب الشمالي والاحتياطات الضخمة من النفط الصخري في حوض باجينوف مجدية اقتصاديًا بالاسعار الحالية للنفط. كما ان مثل هذه المشاريع تعتمد على استيراد تكنولوجيات مشمولة بالعقوبات الغربية.

وخفض صندوق النقد الدولي توقعاته بشأن آفاق الاقتصاد الروسي مرة أخرى متوقعًا انكماشه بنسبة 3.8 في المئة هذا العام وبنسبة 0.6 في العام المقبل.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
المتضرر الوحيد الخليجيون
عراقي متشرد -

بعد انهيار أسعار النفط،فإن روسيا والعراق وإيران وفنزويلا لن تموت جوعا أو عطشا بسبب ما لديها من مياه وزراعة.من يموت جوعا وعطشا هم الخليجيون أغرقوا السوق النفطية إعتقادا منهم أن ذلك سيضر تلك الدول.إ