رئيس مجموعة اليورو يلوّح باحتمال تصغير فضاء شنغن

لوّح رئيس مجموعة اليورو يروين ديسلبلوم الجمعة باحتمال قيام "فضاء شنغن مصغّر" يتمحور حول بضعة بلدان، إذا لم يتم تعزيز أمن الحدود الأوروبية.

إيلاف - متابعة: قال ديسلبلوم&في مقابلة مع صحيفة هاندلسبلات الاقتصادية الالمانية "لا يمكننا الإبقاء على دولة الرفاهية، التي نتمتع بها لمدة طويلة، اذا استمر تدفق اللاجئين على هذا المنوال. وإذا كان الاتحاد الاوروبي لا يحمي حدوده الخارجية بشكل افضل، فان مجموعة صغيرة من الدول سوف تفعل" ذلك.

التضامن أفضل
اضاف رئيس المجموعة التي تضم وزراء مالية منطقة اليورو انه "لا يرغب حقا" في اقامة "شنغن مصغر" سيقصر حرية الحركة ضمن بضع دول بدلا من 26 بلدا اعضاء حاليا في فضاء شنغن.

تابع ديسلبلوم، وهو وزير مالية هولندا، "هذا بالتأكيد ليس الحل المناسب (...) ومن شأن تطور كهذا ان يخلف عواقب سياسية واقتصادية سلبية بالنسبة إلينا جميعا. وسيكون من الافضل كثيرًا لو ساعدت كل الدول الاوروبية اليونان على حماية حدودها الخارجية". وانتقد غياب التضامن بين الدول الاوروبية حول مسألة استقبال اللاجئين، مؤكدا انه "غير متفائل كثيرا" ازاء بقاء فضاء شنغن، كما هو حاليًا، ومبديًا قلقه ازاء ذلك.

وكرر الموقف عينه في حديث مع صحيفة "ليه زيكو" الفرنسية. وقال انه اذا لم يتم تعزيز حماية الحدود الخارجية للاتحاد الاوروبي على "مستوى شنغن، فينبغي فعل ذلك على مستوى شنغن مصغر".

اللاجئون ضمن العجز
وستتولى هولندا رئاسة الاتحاد الاوروبي الدورية في مطلع عام 2016. وأكد وزير الخارجية الهولندي برت كوندرز الاربعاء لوكالة فرانس برس ان "احدى مهامنا الرئيسة هي التأكد من استمرارية عمل فضاء شنغن".

وردا على طلب بعض الدول إعفاءها من قواعد الموازنة في منطقة اليورو، بسبب نفقات غير متوقعة، صرفتها لاستضافة لاجئين أو تعزيز الامن، كرر ديسلبلوم في احاديثه الصحافية ان ميثاق الاستقرار الخاص بالموازنة يلحظ بالفعل بعض المرونة في ظروف استثنائية، الامر الذي ستبحثه المفوضية الاوروبية لكل حالة بشكل منفصل. لكنه رفض ان تكون تكاليف استضافة لاجئين أو النفقات العسكرية "مستبعدة بشكل دائم من حساب العجز".

رئيس وزراء هولندا يحذر من انهيار الاتحاد الأوروبي
من جهته حذر رئيس وزراء هولندا مارك روتي من انهيار الاتحاد الاوروبي، كما حصل للامبراطورية الرومانية، بسبب ازمة الهجرة مع استعداد بلاده لتسلم الرئاسة الدورية للاتحاد في كانون الثاني/يناير. وهناك خلافات كثيرة داخل الاتحاد الاوروبي بشأن ادارة تدفق مئات الآلاف من السوريين والعراقيين والاريتريين الهاربين من بلادهم.

ونقلت صحيفة فايننشال تايمز مساء الخميس عن روتي قوله "المرحلة الاولى هي ضمان مراقبة الحدود. الامبراطورية الاوروبية برهنت لنا ذلك ونحن نعرفه جميعا، الامبراطوريات الكبرى تنهار اذا لم تتم حماية الحدود جيدا".

وكان روتي يتحدث الى صحافيين تمت دعوتهم من بروكسل، قبل تولي هولندا رئاسة الاتحاد الاوروبي للنصف الاول من 2016، والتي جعلت من ازمة الهجرة احدى اولوياتها.
وقال روتي في تصريح نقلته صحيفة "اي يو اوبزرفر" الالكترونية "علينا وقف تدفق المهاجرين القادمين الى اوروبا. لا يمكننا الاستمرار مع المستويات الحالية".

ودعا وزير الخارجية الهولندي برت كوندرز الاربعاء الى العمل على الابقاء على فضاء شنغن الذي يضمن حرية الحركة. وقال روتي في تصريح نقلته صحيفة الغارديان البريطانية انه "ليس واثقا" من امكانية التوصل الى اتفاق يتيح تفادي خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي قبل نهاية السنة. واضاف "عندما انظر الى مقترح ديفيد كاميرون ارى ان بعض الاشياء ممكنة ولكن اخرى ستكون صعبة".

ومن اصعب المطالب الغاء المساعدات الاجتماعية للمهاجرين الاوروبيين خلال السنوات الاربع الاولى في المملكة المتحدة. وقالت حكومة هولندا الجمعة انها ستوفر المزيد من المال للبلديات للمساعدة على استيعاب المهاجرين الذين حصلوا على حق اللجوء، وايجاد حلول لالحاق الاطفال بالمدرسة. واضافت انها ستوفر 24 الف مكان لمن حصلوا على اللجوء على ان يتم ايجاد 42500 مكان اضافية لطالبي اللجوء. وتتوقع هولندا ان يبلغ عدد طلبات اللجوء اليها 60 الفا خلال 2015.